«الطيور الغاضبة» تدخل الفصول الدراسية في فنلندا

تم نشره الثلاثاء 01st تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 11:59 صباحاً
«الطيور الغاضبة» تدخل الفصول الدراسية في فنلندا
لعبة الطيور الغاضبة

المدينة نيوز- تنال الألعاب مساحة متزايدة من اهتمام العديد من الأطفال ومن أوقاتهم، إلا أنه مع ذلك، غالباً ما يُنظر إليها أداة ترفيهية، وحين يتعلق الحديث بوجودها في الفصول الدراسية، فإنه يذهب إلى كونها وسيلة تسلية يلجأ إليها التلاميذ لقضاء بعض الوقت بعيداً عن إشراف معلميهمK وعن دروس الرياضيات والتجارب العلمية والاختبارات، إلا أن الأمر تغير إلى حدٍ ما في السنوات الأخيرة مع استخدام ألعاب الكمبيوتر التعليمية، والأبحاث التي أشارت إلى فوائدها.

والجديد الآن، أن بعضاً من أشهر الألعاب مثل «أنغري بيردز» أو «الطيور الغاضبة» التي يُقبل على ألعابها ملايين المستخدمين حول العالم، تستخدم رسمياً في الفصول الدراسية، جزءاً من خطة تعليمية متكاملة، وبدأ تطبيقها بالفعل في فنلندا، موطن شركة «روفيو» المطورة للعبة، ووقعت الصين اتفاقاً مطلع سبتمبر الماضي لتبدأ تطبيق الفكرة في مركز التعليم المبكر في مدينة شنغهاي. وقدمت «روفيو» برنامج «أنغري بيردز بلاي غراوند» أو «ملعب الطيور الغاضبة» بالتعاون مع جامعة هلنسكي، وسيتواصل عملها مع الجامعة في تدريب المعلمين واستطلاع آرائهم، ودمجها في النسخ المقبلة من البرنامج.

ويستهدف البرنامج بشكل خاص، مرحلة رياض الأطفال، والأطفال في عمر السادسة، ويعتمد على المناهج الدراسية الفنلندية، ويشمل مواد الرياضيات، والعلوم، والموسيقى، واللغات، والفنون، والأعمال الحرفية، بالإضافة إلى الألعاب البدنية والتفاعل الاجتماعي.

ولا يقتصر البرنامج على الألعاب الرقمية التي تستفيد من شخصيات اللعبة الشهيرة مثل الطيور، بل يتضمن كذلك كتباً وملصقات وبطاقات اللعب.

وتصف نائب رئيس قسم نشر الكتب في شركة «روفيو للترفيه»، سانا لوكاندر، البرنامج بأنه منهج للتعليم، تُشكل الألعاب أحد أجزائه فقط، ولا يقتصر على جلوس الأطفال ليلعبوا بواسطة أجهزة رقمية.

وأشارت لوكاندر إلى مضمون البرنامج التعليمي وما يقدمه من توازن بين الراحة واللعب والعمل، قائلة: «نشعر أن من الضروري أن نتحدث عن التغذية الصحية وممارسة الرياضة البدنية، جزءاً من هذا النهج في التعلم والتوازن والرفاهية».

وأوضحت أن «(أنغري بيردز بلاي غرواند) ليست لعبة تعليمية، بل بيئة تربوية»، لافتة إلى كثيرٍ من البحوث التي سبقت إصدار البرنامج، واستمرت لعامين ونصف العام.

واعتبرت أن «البرنامج لا يعني مجرد وضع علامة الشركة على منتج تعليمي، بل يدمج بين علامتين تجاريتين، واحدة هي (الطيور الغاضبة) مع ما تتمتع به من انتشار عالمي وشهرة شخصياتها، والثانية هي ما وصفته بأنه إرث طويل من عمل أنجزه خبراء تربويون في فنلندا، وتعاون جميل بين السلطات والمدارس وناشري الكتب». وربما يُمثل البرنامج وسيلة لترويج الفلسفة التعليمية الفنلندية، إذ إن النظام التعليمي في فنلندا صُنف باعتباره الأفضل في العالم المتقدم، وفقاً لتقرير «مؤسسة بيرسون التعليمية» في عام 2012. وبصرف النظر عن برنامج «أنغري بيردز» التعليمي بالتحديد، فإن الآراء تختلف بشأن مساهمة ألعاب الكمبيوتر داخل غرف الدراسة في تعليم الأطفال، إذ ترى الأستاذة الأميركية المتخصصة في التعلم المعتمد على الألعاب، كونستانس ستينكهلر، دوراً مهماً للألعاب في التعليم، مشيرة إلى أن «للألعاب تأثيراً واسعاً على التعلم، أكثر من المواد التقليدية في مجالات معينة مثل اكتساب اللغة والعلوم والرياضيات والدراسات الاجتماعية».

لكن ستينكهلر، التي تقدم استشارتها للإدارة الأميركية بشأن تأثير ألعاب الفيديو بحكم منصبها محللة في «مكتب سياسات العلوم والتقنية» في البيت الأبيض، ترى أن الأمر لا يتعلق بمجرد تطوير الألعاب فقط، بل بالعودة إلى الخلف وتقييم دورها، وما إذا كانت قد حققت الأثر المأمول منها.

وتعتقد كذلك أن الألعاب وحدها لن تُثمر تعليماً جيداً، إذ توجد عناصر أخرى من المعلمين والتفاعل بين التلاميذ وبعضهم بعضا، والأنشطة. وشبهت الألعاب بوسيلة تقليدية مثل الكتاب المدرسي الذي يمكن استثماره في تعليم رائع أو العكس، وقالت: «إنها فقط مثل تقديم الكتاب المدرسي، يمكن أن يكون لديك واحد رائع ، وتستطيع القيام من خلاله بأشياء عظيمة أو لا».

وعلى جانب آخر، فإن هناك من يعتقد بأن استخدام ألعاب الفيديو في الفصول الدراسية يضر بأكثر مما ينفع.

ويصفها المعلم والمؤلف، الدكتور جاري ستاجر، بقوله: إن «الألعاب في الفصول الدراسية ربما تكون تافهة في أسوأ الأحوال، أو مُسلية في أحسن الأحوال».

وترد سانا لوكاندر، من شركة «روفيو»، بقولها إن التخوف ليس له ما يبرره مع عمل تربويين متخصصين في إعداد الألعاب، مضيفة أن «روفيو» ليست شركة ألعاب، إنما شركة إعلام، ولديها ذراعها التعليمية.

وفي جميع الأحوال، ومع استمرار الجدل بشأن أثر الألعاب في تشكيل أجيال أكثر عزلة وأقل في معدلات القراءة، فإنه لا يمكن إنكار المساحة التي تحتلها الألعاب في الحياة المعاصرة.

وبحسب بحث سابق، يلعب الناس في الولايات المتحدة ألعاب الفيديو والكمبيوتر يومياً 200 مليون ساعة، وببلوغ الشاب سن الـ 21 يكون قد أمضى 10 آلاف ساعة في اللعب، وهو ما يعادل خمس سنوات من وظيفة بدوامٍ كامل، ولعل هذا هو السبب الذي يدفع كثيراً من الآباء لطلب المساعدة من أبنائهم عندما تتعطل هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر، إذ إنهم أمضوا فترة طويلة من حياتهم بصحبة هذه الأجهزة.

" الامارات اليوم " 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات