كردستان وتداعيات الأزمة السورية

المدينة نيوز :-  ظل إقليم كردستان لمدة طويلة بعيدا عن شظايا الصراع السياسي والعسكري في العراق، حتى في ذروته. واقع جعل من الإقليم واحة أمان واستقرار في ظل محيط مضطرب. غير أن التفجيرات الانتحارية التي هزت أربيل أخيراً، فتحت باب المخاوف من انضمام الإقليم الهادئ إلى بقية المناطق المثخنة بجراح العنف.

وجاءت هذه العملية، الأولى منذ 6 سنوات في كردستان، قوية مدوية من حيث حصيلة ضحاياها التي بلغت 24 قتلا وأكثر من 23 جريحا ومن حيث وقعها الإعلامي لتزامنها مع إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية للإقليم، مما أثار التساؤلات حول الرسالة التي أراد منظمي العملية إرسالها لقادة الإقليم وإذا ما كانت مرتبطة بتداعيات الحرب الأهلية السورية على كردستان العراق.

يرى الباحث السياسي العراقي محمود الهاشمي أن هذه التفجيرات قد يكون سببها "الخلاف بين الأكراد وجبهة النصرة وجماعات إسلامية متشددة في سوريا، حيث شكل الأكراد لجان شعبية دفاعا عن أراضيهم وحدثت مشكلات بينهم".

وأشار الهاشمي، في حديث مع برنامج "حوار الليلية" على سكاي نيوز عربية، إلى إعلان رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني أنه "لن يسمح بقتل النساء والأطفال على يد هذه الجماعات ثم دعا إلى مؤتمر قومي داخل كردستان يضم كل القوى الكردية في الدول المجاورة".

"هذا يستفز جهات إرهابية مثل القاعدة، جبهة النصرة، دولة الإسلام في العراق والشام (داعش)، وقد تقوم بأعمال إرهابية ضد الإقليم"، حسب الهاشمي الذي أضاف أن الدعوة إلى المؤتمر القومي الكردستاني "ربما تستفز ايضا تركيا وإيران وسوريا".

يرى باسل حسين، نائب مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية بعمان، أن مسألة التفجيرات "تتعلق بما تشهده المنطقة وحيث يوجد عدة لاعبين، أحدهم تنظيم القاعدة".

واضاف "القاعدة متقدمة في استراتيجيتها عن دول كثيرة منضبطة أمنيا واستطاعت اختراق الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا، فما بالكم بمناطق الأمن الرخو؟".

يذكر أن حصيلة ضحايا شهر سبتمبر في العراق بلغت 3112 حالة منهم 979 قتيلا فيما بلغ عدد الجرحى 3122 بينهم رجال امن، طبقا لبيان لمبعوث الامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف تلقت سكاي نيوز نسخة منه.

إلا أن كفاح محمود، الباحث في الشؤون العراقية والقاطن في اربيل، استبعد مسؤولية جبهة النصرة.

وقال محمود "لم يصدر أي شيء يتهم هذه الجماعة في إقليم كردستان كما أن لجنة التحقيق التي أوفدها برزاني للأماكن التي قيل عن ارتكاب الجبهة جرائم بشعة ضد الأكراد فيها، لم تؤكد تلك الادعاءات".

وأشار محمود إلى "البيان الذي صدر عن داعش، والتي تدعي سيطرتها على مناطق في الموصل وكركوك تتاخم كردستان، والذي أعلنت فيه مسؤوليتها عن العملية".

واشار حسين إلى أن إقليم كردستان لن يدخل في صراعات إقليمية لأن "الاستقرار الاقتصادي راس مال الإقليم الذي استفاد من هذا ألمن المستتب الذي جذب الاستثمارات وانفتح على العالم".

حقق إقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي ويضم 5 ملايين نسمة، نموا نسبته 11 بالمئة العام الماضي وجذب استثمارات قدرها 17 مليار دولار في السنوات الخمس الماضية.

كما تقدر الثروة النفطية التي تحتويها المناطق التابعة لإقليم كردستان بنحو 45 مليار برميل من النفط مما يجعل منها سادس أكبر مخزون نفطي في العالم.