كبار السن يحنون الى رائحة الماضي الجميل في العيد

تم نشره الأربعاء 23rd أيلول / سبتمبر 2009 02:12 مساءً
كبار السن يحنون الى رائحة الماضي الجميل في العيد
بترا

المدينة نيوز- بعد ان كانت الأعياد عندهم مصدر الفرح وقضاء أجمل الأوقات وأمتعها حين كانوا صغارا في مقتبل العمر أصبح العيد يجلب لهم المشاعر الحزينة والذكريات المعطرة برائحة الماضي الجميل بعد ان أصبحوا في آخر العمر.
يرجعون سبب حزنهم الى غياب جيل "أعمدة البيت وشيوخ عشائرهم ووجهائهم والاصدقاء والاحبة" رمز الحكمة والكرم والطيب، ليحل محلهم "جيل عاق" يتنكر لكل ما هو جميل وأصيل ينظر إلى عاداتهم على أنها نوع من الرجعية والتخلف.
وبينوا في حديث إلى وكالة الأنباء الأردنية (بترا) ان كل شيء تغير من ملبس ومأكل ومشرب وكذلك مظاهر الرجال والنساء ورائحة المكان وسحر الزمان ليختفي الجمال ويحل مكانه كل ما هو غريب لا يلقى الرضى والقبول لديهم.
الحاجة أمينة احمد المصطفى الطه التي أوقدت عقدها التاسع تحن إلى مسقط رأسها في دار أهلها والى ذكريات الطفولة والايام السعيدة التي قضتها بين جنباتها لتترك في كل زاوية فيه قصة وحكاية، وتبكي دارها القديمة وتكتب قصتها في دفاتر الحاضر، متصفحة بكل هدوء كل دفاتر الأمس الغنية بالذكريات العزيزة على قلبها، حيث تقول انها لا تستطيع ان تنسى الماضي السعيد وابتسامات الحاج خليل سند البيت وعمود الخير المعلقة على جدار الزمان.
وتذرف الحاجة امينة دموعها في وقار مهيب وهي تقرأ على مسامع المهنئين من دفاتر الزمن في العيد للذين قدموا للسلام عليها، قصيدة شبلي الأطرش من بين آلاف القصائد تحفظها عن ظهر قلب من الشعر النبطي، إضافة لحفظها أجزاء من القرآن الكريم، لكن قصيدة الأطرش تستحضر لها صور سكان الدار من شيوخ العشائر والأقرباء والتي تقول فيها...
يا دارنـا دار الشقا يـا دار... يا دار أشوفك خالية القاع والغرف
من بعد ما كُنتِ للعبـاد مزار... يا دار من عُقب السجاجيد والفرش
أرى فرشك من العفن وغبار... ردَّت وقالت من يلاغي خرابنا
من أنت يا للي جايب الأخبار... كلَّمتـها يـا دار بالله هَـوْني معي لجنابك قصَّــة وخبار.
ونقرأ في صفحات وجه المعمر حسين عيد الوليدات الذي يتهيأ لإيقاد الشمعة 115 من عمره الذي قضاه في البر والاحسان، ينشر الطيب والخلق الكريم بين اقرانه، ويصلح ذات البين، تقرأ فيها بصمات الزمان التي تخط خيوطا من نور الهداية، إلا ان ذاكرته تتوهج بذكريات الأمس الذي لا تزال ملامحه حاضرة في وجدانه وضميره.
وينتقد شباب اليوم الذين انقلبوا على كثير من القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية الأصلية في مناسبات الأعياد أو غيرها، مشيرا إلى أن طبيعة العصر هي التي أفقدتنا هذه العادات الحميدة في عيد رمضان مثل "الفطرة الجماعية" عند كبير العائلة وممارسة سباق الخيل والهجن بين الشباب في القرى والمسابقات الشعرية وولائم العيد إضافة إلى الأكلات الشعبية القديمة.
عمر درويش البواريد من أقدم سكان بلدة ذيبان بمحافظة مادبا، يقول انه عندما تحل مناسبة العيد السعيد تتداعى إلى النفس كل ذكريات الامس والعادات الاجتماعية الجميلة التي كان يحتفل بها أيام وليالي العيد السعيد في حلقات السمر احتفاء بالعيد، وإقامة الولائم للفقراء والمحتاجين وأداء صلاة العيد في السهول والساحات العامة، موضحا انها كانت من العادات التي تسهم في توثيق عرى الألفة والمحبة بين أبناء البلدة والبلدات المجاورة.
ويقول البواريد "كان الناس يرتبطون مع بعضهم البعض بعلاقات متينة من التواد والتراحم والتواصل المستمر على مدى أيام رمضان المبارك والعيد السعيد، وكانت طقوس العيد تتسم بالبساطة وعدم التكلف".
ويعتبر المعمر علي محمد "ابو عبدالله" ابن التسعين، مناسبة العيد فرصة عظيمة للتواصل والتسامح بين الناس، بعد ان يكونوا قد اصلحوا ما بينهم وما بين ربهم خلال العبادة في شهر رمضان الفضيل، منتقدا الحالة التي وصل اليها الجيل من تشويه ومسخ للعادات والتقاليد، حيث تركوا كل الطقوس الجميلة والاصيلة وابتعدوا عنها ليلهثوا وراء العادات والقيم الغربية، معتقدين انها الارقى والافضل حتى لو تعارضت مع دينهم وقيمهم.
وطالب بالعودة الى الاصالة والتمسك بعاداتنا الجميلة التي يعتبرها المنقذ للابناء والاجيال القادمة من زوال النعمة وحلول النقمة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات