تضامن : برنامج يعيد الأمل بمستقبل أفضل لنزيلات مراكز الإصلاح والتأهيل

المدينة نيوز: - أصدرت جمعية معهد تضامن النساء الأردني " بيانا يعد برنامج الرعاية المصاحبة والرعاية اللاحقة الذي ينفذ ضمن مشروع "دعم المؤسسات العقابية في الأردن" والممول من الإتحاد الأوروبي ، من البرامج الرائدة التي يتم تجربتها وتطويرها وتحديثها في بعض مراكز الإصلاح والتأهيل ومن بينها مركز إصلاح وتأهيل النساء / الجويدة ، بالتعاون مع مديرية الأمن العام ممثلة بإدارة مراكز الإصلاح والتأهيل والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي وجمعية معهد تضامن النساء الأردني.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن البرنامج يهدف الى إعداد النزيلات اللاتي أشرفنا على إنهاء مدة محكوميتهن للإفراج عنهن وعلى الأغلب خلال ثلاثة أشهر ، ومتابعتهن من خلال إعادة إدماجهن في المجتمع وتنظيم الرعاية اللاحقة لهن.
وعادة ما تبدأ إجراءات الرعاية المصاحبة بإجراء مقابلات فردية مع النزيلات بهدف التعرف على حاجتهن للمساعدة لإعادة إدماجهن وموافقتهن للعمل ضمن مجموعات لمناقشة المعيقات المتعلقة بالإفراج ، وللتأكد من قدرتهن على التعبير عن رأيهن ، وأنهن قادرات على الكتابة بحدودها الدنيا ، وأنهن لا يعانين من أي مشاكل نفسية تعيق عملهن ضمن المجموعات.
وتضيف "تضامن" بأن جلسات يبلغ عددها ستة ستكون مناسبة ليصار بعدها الى مساعدة النزيلة من قبل الأخصائيين الإجتماعيين لوضع خطة إعادة الإدماج للنزيلة وتنفيذها. وتشتمل الجلسات على محاور عديدها تعمل عليها النزيلات على شكل مجموعات ، وينفذن تمارين كالتعريف بالنفس وقواعد العمل والتحدث عن أفضل الأمور التي قامت بها النزيلات في حياتهن ، وكيف يمكن لهن أن يصبحن نساء أفضل والبقاء بعيداً عن الجريمة ، وعلاقتهن بالعالم الخارجي ، وإستكشاف الجوانب الإيجابية لدى كل نزيلة ، والتعرف على ضرورة المقارنة ما بين ما خسرنه وما جنينه لفهم ميول النزيلات نحو التغيير الإيجابي.
وستتمكن النزيلات خلال الجلسات الست من التعرف على دورة التغيير (بروشاسكا وديكليمنتي) والتي تبدأ بمرحلة ما قبل التوقع / التفكير ، ومن ثم التوقع والتفكير الذي ينتج عنه وعي النزيلات بوجود مشكلة ولكن دون أي إلتزام بفعل من قبلهن ، ومرحلة الإعداد التي تنم عن عقد النية لإتخاذ إجراءات من قبلهن لمعالجة المشكلة ، ومرحلة التنفيذ التي ينتج عنها تعديل فعال لسلوكهن ، ومرحلة المحافظة وهي الأهم لإحلال السلوك الجديد مكان السلوك القديم وبشكل مستمر ودائم ، وأخيراً مرحلة الإنتكاس التي تجعل النزيلات يعاودنا إستخدام أنماط السلوك السابقة.
وتؤكد "تضامن" على أن النزيلات سيصبحن قادرات على البدء بالتخطيط للمستقبل لإعادة إدماجهن بالمجتمع ، ولتحقيق ذلك سيكون بمقدورهن وضع أهداف محددة وقابلة للقياس والتحقيق ، وتتمتع بقدر من الواقعية والملائمة ، ومحددة زمنياً. وسيتعرفن أكثر على حقيقة أن تحقيق الأهداف عادة ما يكون من خلال البدء بخطوات صغيرة لكنها بالإتجاه الصحيح.
إن تنفيذ هذه الجلسات سيفتح المجال أمام النزيلات لتحقيق آمالهن بمستقبل أفضل خارج مركز الإصلاح والتأهيل ، وسيشاركهن في صياغة خطة إعادة إدماجهن في المجتمع من خلال الإجابة على عدة أسئلة تتعلق بنقاط قوتهن وضعفهن والفرص المتاحة والتهديدات المحتملة ، ولا بد من التأكيد على وجود ترابط وإستمرارية بين الرعاية المصاحبة والرعاية اللاحقة ، فخطة إعادة التأهيل داخل مركز الإصلاح والتأهيل هي في الأغلب أساس لنجاح خطة إعادة الإدماج بعد الإفراج عنهن.
وسيعمل البرنامج في مراحله الأخيرة على تدريب النزيلات على أنظمة الدعم الخاصة بهن بعد الإفراج ، ومن هم الأشخاص القادرون على مساعدتهن ، والمؤسسات التي يمكنها مساعدتهن على تحقيق الأهداف التي وضعنها خلال الجلسات السابقة ، ومن ضمن ذلك مساعدتهن من خلال الإرشاد والتدريب والتوظيف وتقديم القروض الصغيرة وتأمين السكن والإقامة.
إن النزيلات اللاتي يشاركن في هذا البرنامج سوف يكن جاهزات نفسياً ومعنوياً وضمن بيئة مناسبة لعملية إطلاق سراحهن ومواجهة العالم الخارجي وإندماجهن فيه وإبتعادهن عن السلوكيات الجرمية. وعادة ما يتم تحقيق ذلك من خلال أهم تدخلات الرعاية اللاحقة المتمثلة في التنسيق وإعداد الأسرة لتقبل النزيلة السابقة التي هي أحد أفراد تلك الأسرة ، ومساعدة النزيلة على المصالحة مع أسرة الضحية ، ومساعدتها في العثور على سكن مناسب ووظيفة مناسبة ، ومواصلة العلاج الطبي للنزيلة التي تحتاج لذلك ، وتقديم معونة مالية طارئة لأي نزيلة إذا كان ذلك ضرورياً.
وتعتبر "تضامن" هذا البرنامج التجريبي والذي بدأ العمل به ركيزة هامة ودعامة أساسية لحماية النساء والفتيات من العود الجرمي ، والتي عادة ما تشكل فيه الظروف الإجتماعية والأسرية والإقتصادية عوامل هامة في دخولهن لمركز الإصلاح والتأهيل ، وإن الرعاية المصاحبة واللاحقة ما هي إلا توعية للنزيلات بهذه العوامل وكيفية مواجهتها والتعامل معها لضمان إعادة إندماجهن بالمجتمع ومساهمتهن الإيجابية فيه.
جمعية معهد تضامن النساء الأردني
8/10/2013