اللقاء الاردني المصري ينعش التضامن العربي في مواجهة تحديات المنطقة

المدينة نيوز– تتسم العلاقات الاردنية المصرية بانها تاريخية راسخة وقوية لها اهميتها على المستوى الثنائي والمصالح الاقتصادية المشتركة على المستوى العربي والاقليمي ، كما تحمل هذه العلاقات اهمية الحاجة الى تضامن عربي في مواجهة التحديات الصعبة في المنطقة العربية .
سفير مصر لدى المملكة خالد ثروت قال ان زيارة سيادة رئيس جمهورية مصر العربية عدلي منصور للمملكة هامة جدا في ظل الظروف الحالية والمضطربة في المنطقة , وهي اول زيارة خارجية له تشمل الاردن الى جانب المملكة العربية السعودية ما يدل على علاقات كبيرة وقوية تربط البلدين .
واضاف لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان الزيارة لها بعدها السياسي والاستراتيجي والاقليمي خاصة بما تشهده المنطقة من مشاكل في الامن القومي وما يواجهها من تحديات كبيرة تعيها الدولتان جيدا بفضل التقارب الكبير في المواقف .
واشاد السفير ثروت بزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للقاهرة بعد ثورة 30 يونيو كأول زعيم في العالم يقوم بهذه الزيارة اضافة الى زيارة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور للقاهرة ومشاركة الحكومة والشعب الاحتفال بنصر السادس من اكتوبر ما يؤكد التضامن الاردني الكبير لمصر مثمنا التحرك الدولي الذي قام ويقوم به الاردن لأجل مصر والتحديات التي تواجهها .
وقال ان السفارة المصرية في عمان تلقى تعاونا كبيرا من قبل المسؤولين الاردنيين والمؤسسات الاردنية المعنية بشؤون العمالة المصرية في المملكة, لهذا فهي ترى في هذا التعاون الاتي عن حس قومي عروبي تميز به الاردن دوما في علاقاته مع مصر لافتا الى المبادرة الاردنية بارساله مستشفى ميدانيا لمصر والذي يؤدي خدماته الطبية بكوادر من الاطباء والممرضين المشهود لهم عربيا وعالميا بالكفاءة والمهارة .
وفي موضوع الغاز المصري قال ثروت ان الحكومة المصرية تعي جيدا الاهمية القصوى للغاز المصري في الاردن والمشاكل التي واجهت الاقتصاد الاردني جراء انقطاعه وتذبذب عمليات الضخ مؤكدا انه وفي الوقت القريب سيتم اعادة الضخ كما كان متفقا عليه سابقا وذلك بعد حل بعض المشاكل الفنية في خطوط نقل الغاز واخرى يتم العمل على حلها في مجال الطاقة داخل مصر .
واشار الى اهمية التضامن العربي في ظل الظروف الحالية الصعبة وان الاردن ومصر وجميع الدول العربية هي في خندق واحد والحاجة الآن للتنسيق والتضامن والتشاور هو مطلب ملح اكثر من أي وقت آخر مشيرا الى ان هناك عودة قوية للدور المصري الفعال في المنطقة.
وقال الوزير الاسبق عدنان ابو عودة ان الاردن ومصر تجمعهما علاقات متميزة وتحتاج في الوقت الحالي الى تمتينها خاصة وانهما دولتان مجاورتان لفلسطين وعليهما دور كبير في نجاح المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية , لهذا فالامر يتطلب المزيد من التشاور والتعاون بين البلدين مشيرا الى ان الاردن ومصر تجمعهما علاقات ثنائية ومصالح مشتركة تحتاج للمزيد من الانفتاح والتبادل التجاري .
واشار نائب رئيس الوزراء الاسبق الدكتور محمد الحلايقة الى ان الزيارة هامة جدا ونابعة من علاقات تاريخية بين البلدين ,فالاردن كان سباقا في اتخاذ مواقف كبيرة جدا لأجل مصر ومكانتها وقوتها خلال الاحداث الاخيرة التي شهدتها الشقيقة مصر .
وقال ان مصر تلعب ومنذ زمن طويل دور الدولة المحور في العمق العربي فهي دولة مهمة في التضامن العربي وتحتاج الى ان تكون علاقاتها متميزة في المحيط العربي والاقليمي .
وبين ان ما يربط الاردن بمصر من علاقات اقتصادية هي مهمة للطرفين خاصة للجانب الاردني والمتمثلة بتبادل تجاري وايضا تزويد الاردن بالغاز اضافة الى الربط الكهربائي والاعداد الكبيرة من العمالة المصرية واهميتها في الاقتصاد الاردني .
واوضح ان للزيارة بعدا سياسيا في التنسيق بين الطرفين بخصوص الشان العربي , فأي تنسيق عربي دون مصر يلاحظ ان فيه نقصا وهذا يتأتى لما لمصر من مكانة في المنطقة العربية .
النائب محمد القطاطشة قال ان للزيارة اهمية كبيرة في ظل مخطط كبير موجه ضد الدول العربية لاحداث حالة عدم الاستقرار في عواصم المركز العربي ونشر الصراع العربي العربي .
واضاف ان زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى القاهرة بعد الاحداث الاخيرة التي وقعت في جمهورية مصر العربية ودعمه وتحركه تجاه استعادة مصر لدورها الحقيقي مثلما كانت زيارة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور لمشاركة الشعب المصري احتفالهم بنصر 6 اكتوبر , هذا كله يحمل بعدا قوميا عربيا كون انتصار مصر في حرب 6 اكتوبر هو كرامة ثانية للامة العربية بعد كرامة 1968 .
وبين ان الاردن ومصر معنيان بشكل خاص بالقضية الفلسطينية ويعيان جيدا الحالة الحرجة التي تمر بها مشيرا الى الانتصار الذي تحقق جراء الدور الذي لعبه الاردن في ادانة (اليونسكو) للانتهاكات الاسرائيلية للمقدسات الاسلامية في القدس الشريف اضافة الى اهمية المحافظة على الامن القومي , وهذا كله يتطلب التنسيق والتشاور والتعاون بين البلدين الامر الذي يؤكد اهمية زيارة الرئيس المصري للاردن .
واشار القطاطشة الى الدبلوماسية الاردنية المنفتحة على المستوى العربي والاقليمي بقيادة جلالة الملك والتي كانت دائما تغطي الفراغ الذي يحدث في المحافل الدولية في شأن القضية الفلسطينية ، حيث كان جلالته يتحدث بالصوت العربي فيها وينجح وبشكل كبير في حشد التأييد للمطالب العربية في هذه القضية .
وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور رضوان المجالي ان العلاقة الاردنية المصرية هي علاقة تعاون وتكامل , وهذا من اسس السياسة الاردنية الخارجية التي اسسها المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وسار على خطاها جلالة الملك عبدالله الثاني .
واضاف اننا حاليا نحتاج الى تطوير العلاقات العربية العربية خاصة وان مصر تعد مرتكزا هاما في العمق العربي مشيرا الى ان استقرار مصر هو استقرار اقليمي يحرص الاردن على وجوده والمحافظة عليه .
واوضح ان لمصر كلمتها في عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية لافتا الى اهمية مصر في حيوية الاقتصاد الاردني وأي تأثر يحدث سلبا في استقرار مصر فهو مؤثر حتما على الاقتصاد الاردني .
( بترا )