معهد الإعلام الأردني يحتفل بتخريج طلبة برنامج الماجستير في الصحافة والإعلام
المدينة نيوز- دعا الإعلامي العربي حمدي قنديل الصحفيين الى أن لا يتحولوا إلى دعاة سياسيين ويتركوا المهنة وراء ظهورهم، وعدم الانضمام إلى الأحزاب والجماعات السياسية للمحافظة على استقلالهم الشخصي ومكانتهم المتجردة عن الانحيازات والمصالح.
وقال في كلمة ألقاها خلال تخريج طلبة برنامج الماجستير في الصحافة والإعلام الحديث بمعهد الإعلام الأردني برعاية سمو الأميرة ريم علي امس الثلاثاء، "إن الرسالة الأولى لأي مبدع هي التحريض على التغيير والإصلاح"، مؤكدا ضرورة محاربة الفساد ومقاومة القمع والتسلط.
وحث قنديل الخريجين، في الحفل الذي حضره شخصيات أكاديمية وإعلامية ودبلوماسية محلية وعربية، على بذل جهدهم لتثبيت استقلال الإعلام وحريته وحقه في الحصول على المعلومات، وتحري الدقة والاهتمام بالتفاصيل، والتفريق بين الإعلام والإعلان، مؤكدا أهمية المحافظة على مبادئ الأديان والأخلاق العامة والانتماء الوطني والهوية القومية ونشر العلم ونبذ إعلام الإثارة والدجل والجنس والفضائح.
واكد ضرورة تفهم الصحفي لدوافع من يخالفه في الرأي، ومخاصمته بنزاهة وانتقاده بعفة، لافتا الى انه "ما دام المجتمع نصبكم قادة فكر ورأي فاصدقوا الناس في قولكم، ولكي تصدقوهم اصدقوا أنفسكم".
بدوره، قال القائم بأعمال عميد المعهد الدكتور باسم الطويسي إن المعهد يؤمن بالتميز ويدعو إلى تخليص تعليمِ الصحافة والإعلامِ في العالمِ العربي من الوعظ والإنشاء السياسيِ ونقله إلى فضاء المعرفة والتطبيق والمهنية، مشيرا الى أن الصحفيين الذين لا يتعلمون مهنتهم في كليات علمية مؤهلة وكفؤة يتعلمون مهنتهم على حساب الجمهور والمجتمع.
وأضاف ان التحولات التي شهدها العالم العربي خلال آخر ثلاث سنوات أثبتت كيف تحول الكثير من وسائل الإعلامِ إلى طرف في الصراعِ الدائر بدل أن تكون حارسة أمينة على الحقيقة، كما كشفت فجوة هائلة مقارنة مع التوقعات في أداء الإعلامِ العربي، لافتا الى اننا "شهدنا كيف غرقنا في شبر من الحرية الإعلامية".
واعتبر الطويسي أن الأزمة الحقيقية لوسائل الإعلام تكمن في الطريقة التي تحولت فيها منابر إعلامية من أدوات للشعب في زمن التغيير، إلى أدوات لإدارة الصراعِ بين مراكز القوى، وكيف تحولت بعض المنابر الإعلامية من منابر يفترض ان تكون للحرية والنقاش العامِ إلى منابر لنشر خطاب الكراهية والاستقطاب والانقسام.
وفي الكلمة التي القتها نيابة عن الخريجين قالت الطالبة آية عليان "لن نرضى إلا بالتميز"، مقدمة الشكر لسمو الأميرة ريم علي لرعايتها المستمرة للطلبة والخريجين، وللمانحين على دعمهم السخي الذي اعتبرته سببا من أسباب نجاح المسيرة التعليمية للمعهد.
وفي نهاية الحفل الذي أدارته الصحفية عنود الزعبي، سلمت سمو الاميرة ريم علي بحضور رئيس الجامعة الاردنية الدكتور اخليف الطراونة الشهادات على الخريجين والخريجات.
وكان عشرون طالبا أمضوا خلال عام دراسي مكثف معظم أوقاتهم في البحث الميداني وإنتاج التقارير الصحفية والقصص الإخبارية والأبحاث العلمية في مجالات الصحافة المطبوعة والمرئية والمسموعة والإلكترونية، أظهروا خلالها التزاما بالدقة والمهنية خلال تقصي الحقائق ضمن المعايير الأخلاقية الدولية.
وتمكن المعهد خلال مسيرته التعليمية من رفد كبرى المؤسسات الصحفية العربية والعالمية بصحفيين متميزين، حيث يستعد بعض خريجي الفوج الرابع لبدء برنامجهم التدريبي الذي وفره المعهد لدى مؤسسات إعلامية عربية وعالمية مرموقة في كل من أميركا وألمانيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة وغيرها.
ووفرّ معهد الإعلام الأردني خلال السنة الدراسية التطبيقية فرصة لطلابه للالتقاء بشخصيات متميزة في مجالات مختلفة، مثل وزير الخارجية السويدي الأسبق الدكتور هانز بليكس، والصحفي العالمي جيم كلانسي وشخصيات إعلامية وسياسية محلية وعالمية، تشجيعا لهم للمشاركة في حوارات ونقاشات مفتوحة تمكنهم من ممارسة التفكير النقدي الحر، بالإضافة إلى تنظيمه لزيارات ثقافية كان آخرها إلى النرويج، تلبية لدعوة من قبل معهد الصحافة النرويجي بقصد تبادل الخبرات والثقافات.
ويشكل برنامج الماجستير النواة الأساسية للمعهد، وتمنح شهادته بالتعاون مع الجامعة الأردنية بموجب اتفاقية أكاديمية تربط المؤسستين، ويركز المعهد على الجوانب التطبيقية والعملية إضافة إلى المواد النظرية الضرورية.
(بترا)
