مربو الأبقار في الضليل يهددون بسكب الحليب في الشوارع حال تجاهل مطالبهم

المدينة نيوز ـ هدد أصحاب مزارع الأبقار في الضليل باتخاذ اجراءات تصعيدية في بحر الأسبوع المقبل، قد تصل إلى سكب منتجاتهم في الشوارع، حال عدم ايجاد حل لمشكلتهم المتمثلة بتكبدهم خسائر مادية كبيرة عقب عزوف مصانع الالبان عن شراء الحليب البقري والاستعاضة عنه بحليب البودرة المستورد.
وطالب أصحاب المزارع وزارة الزراعة بتوصية وزارة الصناعة والتجارة لوضع حماية جمركية على استيراد الحليب المجفف الصناعي الذي تستخدمه مصانع الالبان والاجبان.
وقال المهندس حسين مسلم مدير مزرعة للأبقار في الضليل ان اجراءات تصعيدية سيتخذها اصحاب المزارع في حال لم تحل مشكلتهم، وأضاف إنه يتحدث باسم عدد من اصحاب مزارع الابقار، وسيكون أول الاجراءات التصعيدية اعتصام يسكب فيه الحليب في الشارع للدلالة على ان هذا مصير الحليب بعد ان عزفت المصانع عن شرائه.
وبين اصحاب المزارع الذين التقوا وزير الزراعة سعيد المصري الشهر الماضي ان مطلبهم يأتي نتيجة عزوف مصانع الالبان عن شراء الحليب البقري الطازج منهم والاستعاضة عنه بالحليب المجفف الصناعي ما تسبب لهم بخسائر كبيرة.
من جهته اجرى المصري اتصالا مع المعنيين في وزارة الصناعه والتجارة ليعرض عليهم مطلب اصحاب مزارع الابقار، ليؤكدوا له ان اجراءات ستتخذها وزارة الصناعة والتجارة في هذا الصدد الا انها تحتاج الى بعض الوقت.
بيد ان مسلم الذي حضر الاجتماع يؤكد انه رغم إبداء الوزير تفهما لقضيتهم الا ان شعورا عاما خرج به اصحاب المزارع بأن وزارة الزراعة لم تساعدهم في حل قضيتهم.
وكان أصحاب المزارع أرسلوا قبل ذلك مذكرة الى رئاسة الوزراء ومجلس الأمة طالبوا فيها بإصدار قرار يقضي بوقف استعمال الحليب المجفف في صناعة الألبان، مؤكدين ان تعليمات مؤسسة المواصفات والمقاييس تحصر موافقتها على استخدام هذا النوع من الحليب في صناعة اللبنة القابله للدهن في حين ان اصحاب المصانع يستخدمونها في كافة مشتقاتهم ما يعتبر مخالفة لتعليمات مؤسسة المواصفات والمقاييس.
وبين مسلم ان أصحاب المزارع يتكبدون خسائر كبيرة بعد صدور قرار حكومي يفتح باب استيراد الحليب المجفف المخصص للتصنيع بهدف استخدامه في المصانع لإنتاج اللبنة القابلة للدهن ما أدى الى عزوف أصحاب المصانع عن شراء الحليب الطازج من مزارع الأبقار والاستعاضة عنه بالحليب المجفف الأقل سعرا.
ويضيف مسلم أن ما يؤكد استخدام المصانع للحليب المجفف في انتاج الالبان والاجبان، هو عزوفها عن شراء الحليب الطازج من مزارع الابقار، والتي كانت الملجأ الوحيد لهم قبل إغراق السوق بالحليب المجفف، ما جعل مربي الابقار يواجهون معضلة في تسويق انتاجهم اليومي من الحليب الطازج.
لذلك "يطالب اصحاب المزارع وزارة الصناعة والتجارة بوضع حماية جمركية على استيراد الحليب المجفف الصناعي الذي تستخدمه مصانع الالبان والاجبان".
وبين ابو محمد الصراوي صاحب مزرعة أبقار أن مشكلتهم بدأت في شهر تموز "يوليو" الماضي عندما اصدر وزير الصناعة والتجارة منتصف العام الماضي قرارا يسمح باستيراد حليب البودرة المستخدم في صناعة الجبنة القابله للدهن ، وبعد مطالبات من أصحاب المصانع بالسماح باستيراده "بحجة ان الجبنة القابلة للدهن او المطبوخة لا يمكن تصنيعها الا من حليب البودرة".
بيد ان الصراوي يؤكد امكانية صنع هذا الصنف من الحليب البقري الطازج ، وقال "ان استخدام المصانع لحليب البودرة لم يقتصر على الجبنة القابلة للدهن بل تعداه الى استخدامه في كافة أنواع الالبان والاجبان".
ويؤكد الصراوي أن هذه المصانع تكتب على منتجاتها أنها منتجة من الحليب البقري الطازج في حين انها استخدمت حليب البودرة "وهذا غش" ، لافتا إلى أن اضرارا صحية قد تصيب المواطن نتيجة استخدام حليب البودرة.
ومن الآثار السلبية لعزوف المصانع عن شراء الحليب الطازج يشير المستثمر في مجال تربية الأبقار عماد اسماعيل إلى أن معظم مربي الابقار يعانون من كساد الحليب الطازج ما اضطر (40) مزارعا الى اغلاق مزارعهم في حين يعمل البقية على بيع نصف حيازتهم من الأبقار بثمن بخس.
ويضيف اسماعيل ان الضليل تضم حوالي (200) مزرعة ابقار تنتج حوالي (250) طنا يوميا من الحليب الطازج، ولا تعرف كيف تسوقه بعد عزوف المصانع عن شرائه.
والملجأ الوحيد بحسب اسماعيل يكمن في عرض منتجاتهم على اصحاب معامل الجبنة الذين "يتحكمون بالأسعار ويشترون الحليب بسعر اقل من التكلفة "مبينا ان لتر الحليب يكلف (43) قرشا في حين يشتريه أصحاب المعامل بـ (31) قرشا ما يكبد أصحاب المزارع خسائر تصل الى (130) دينارا للطن.
الصراوي من ناحيته يؤكد انه حتى معامل الاجبان تستخدم حليب البودرة، وان ما يؤكد هذا ان كلفة انتاج صفيحة الجبنة تكلف (15) دينارا في حال استخدام الحليب البقري الطازج في حين ان اصحاب المعامل يبيعونها بـ(12) دينارا ما يؤكد استخدامهم حليب البودرة الاقل سعرا.
وأبدا الصراوي استغرابه من تراجع مؤسسة المواصفات والمقاييس عن قرارها الذي اتخذته في نهاية الشهر قبل الماضي القاضي بمنع انتاج اللبنة من الحليب المجفف لتصدر بعدها قرارا يسمح بانتاج هذا النوع من اللبنة تحت اسم "صلصة تركية".
ويؤكد الصراوي ان هذا النوع من اللبنة مصنعة من مواد صناعية مثل الزيوت المهدرجة والنشا والجيلاتين الحيواني والمنكهات "التي تضر بصحة الانسان" .
ويرى الصراوي ان الانتاج المحلي من الحليب البقري يغطي حاجة المملكة مؤكدا انه لا ضرورة لفتح باب استيراد الحليب المجفف.