وزير الخارجية يؤكد جهود الملك لاغتنام الفرصة المتاحة لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي

المدينة نيوز- قال وزير الخارجية ناصرجودة ان الاردن ماضٍ بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في جهوده الحثيثة من أجل ضمان اغتنام الفرصة الحقيقية المتاحة الآن لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
واشار جودة في مداخلة له في الاجتماع التنسيقي الذي عقده وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك اليوم الجمعة الى الالتزام القوي الذي يبديه الرئيس أوباما وإدارته، والذي اكد عليه قي خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة امس الأول وكذلك اجماع المجتمع الدولي على هذا الأمر باعتبار أن حل هذا الصراع لا يمثل فقط مصلحة لأطراف النزاع بل أيضا مصلحة حيوية دولية، مشيرا الى ان حل الصراع يمثل المدخل لتسوية قضايا المنطقة الأخرى.
واعاد جودة التأكيد على دعم الأردن للجهود الأميركية القائمة على تشجيع الأطراف كافة على الأسهام الجدي في تهيئة المناخ الملائم والمنتج لإطلاق المفاوضات في اسرع وقت ممكن.
واشار وزير الخارجية الى ان الامة الاسلامية تواجه تحديات عديدة تفرض علينا جميعاً تعزيز التكامل والتعاون الجماعي بيننا بما يمكننا من مجابهة هذه التحديات وتعظيم المكاسب وخدمة المصالح المشتركة لدولنا وشعوبنا.
وقال ياتي في مقدمة هذه التحديات الصراع العربي – الإسرائيلي الذي تبذل حالياً جهود دولية وإقليمية لإطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لتسويته وتحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها، وعلى نحو يقود إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وعودة كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وضمان أمن دول المنطقة كلها وتحقيق استقرارها.
واكد ان هذا الامر سيفضي في المحصلة النهائية إلى قيام علاقات طبيعية بين إسرائيل والعالمين العربي والأسلامي طبقا لمبادرة السلام العربية التي تبنتها منظمة المؤتمر الإسلامي وجددت التزامها بها في اجتماعاتها المتتالية.
وشدد جودة على ان الاستيطان والسلام ضدان متناقضان، مشيرا الى ان النشاطات الاستيطانية مخالفة للقانون الدولي والقانون ألانساني الدولي وتقوض من فرص إقامة الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافياً والمستقلة والقابلة للحياة، والتي يعتبر قيامها مركزيا للتوصل للسلام والأمن في المنطقة.
ودعا جودة إسرائيل إلى الوقف الفوري والكامل لكافة النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي مقدمتها القدس الشرقية، بما في ذلك ما يسمى بالنمو الطبيعي، بالإضافة إلى وقف جميع الإجراءات أحادية الجانب مثل هدم المنازل وتهجير السكان والقيام بالحفريات حول وتحت الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
واكد جودة ان الأردن يعبر هنا عن إدانته لتحدي إسرائيل للدعوات الدولية من أجل وقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، وهو ينظر إلى تواصل الممارسات الإسرائيلية على انها إجراءات غير شرعية علاوة على انها تعمق عدم الثقة بين أطراف النزاع، وتمثل عقبة كأداء حقيقية أمام الجهود الدولية والإقليمية لاستئناف المفاوضات.
واضاف يؤكد الأردن أن وقف كل هذه الممارسات أمر ضروري لخلق البيئة الإيجابية والمنتجة لإطلاق مفاوضات جادة على جميع المسارات تبدأ من النقطة التي انتهت إليها سابقاً، مع وجود آلية رقابة وتثبت وجداول زمنية محددة وفي سياق إقليمي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وتحقيق السلام الشامل والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها.
واشار الى ان المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، سليل الدوحة النبوية، تبذل اقصى الجهود في حماية المقدسات الأسلامية والمسيحية في القدس المحتلة انطلاقا من الدورالهاشمي التاريخي في رعاية وحماية هذه المقدسات في زهرة المدائن ومسرى نبينا العربي العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والقبلة الأولى للاسلام مدينة القدس.
واكد اننا نتشرف بان نقوم بهذا الدور الهام والواجب المقدس بالنسبة الينا في السعي الحثيث للمحافظة على المقدسات فيها و اعمارها وصيانتها وادامتها وحماية طابع مدينة القدس وهويتها العربية ومنع محاولات تهويدها، لافتا الى ان الاردن سيستمر وبتوجيهات ملكية سامية من صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني في اداء واجبه هذا حتى تتحرر القدس الشرقية ومقدساتها من الاحتلال الاسرائيلي.
ونوه الى الدور الهام للجنة القدس برئاسة جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة في هذا المضمار، مشددا على ضرورة تنبه دول منظمة المؤتمر الاسلامي الى المحاولات الاسرائيلية الخطيرة التي تهدف الى خلق وقائع جديدة على الأرض تستهدف هوية القدس العربية وتغيير تركيبتها الديموغرافية والمساس بمقدساتها.
وبين ان المملكة الأردنية الهاشمية تدير مسعى دبلوماسيا هاما الان في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لقطع الطريق على اسرائيل في محاولاتها الهادفة الى تغييرالواقع التراثي في القدس الشرقية عموما ومنطقة تلة باب المغاربة بشكل خاص لا سيما وان المملكة الأردنية الهاشمية هي التي قامت بادراج القدس على قائمة الأماكن التراثية المحمية في اليونسكو، داعيا جميع الأشقاء لمساندتنا في هذا الجهد الهام الذي يقع في صميم وجدان كل مسلم.
وقال ان الاردن يدعو المجتمع الدولي إلى مواصلة وتعزيز دعمه للسلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس بما يصب في خدمة هدف بناء الدولة الفلسطينية المستقلة.
وشدد على أهمية تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية بأسرع وقت ممكن مع تجديد دعمنا للجهود المصرية في هذا المجال.
واضاف كما نطالب اسرائيل برفع حصارها المفروض على قطاع غزة مشيرا الى الوضع الانساني في القطاع والمعاناة التي يكابدها اهلنا هناك جراء استمرار هذا الحصار الجائر الذي لا يمكن السكوت عليه باي حال.
واكد ان الأردن يشدد على أهمية دعم منظمة المؤتمر الإسلامي لوكالة الأنروا، وضرورة بذل المزيد من الجهود المكثفة من أجل ضمان توفير الدعم المالي لها بما يمكنها من النهوض بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها والاستمرار في أداء دورها الإنساني الهام نحو اللاجئين الفلسطينيين لحين حصولهم على حقهم في العودة والتعويض وايضا دعم هذه المنظمة سياسيا.
وفيما يتعلق بالشأن العراقي، اكد جودة على موقف الاردن المؤيد والداعم لإستقرار العراق ووحدته وسلامة أراضيه وتحقيق المصالحة الوطنية بين أبنائه ومشاركة كل اطيافه السياسية في العملية السياسية ليتمكن من إستعادة دوره الفاعل على الصعيدين الإقليمي والدولي.
واكد وزير الخارجية أهمية تواصل الجهود الجماعية من أجل الدفاع عن الاسلام وجوهره القائم على التسامح والسلام في مواجهة غلاة التطرف وكل محاولات التشويه التي تتعرض لها صورته الحقيقية والحضارية.
واعتبر ان دعم جسور التلاقي والتحاور بين الحضارات أمر ضروري في هذا السياق، مشيرا الى ان الاردن قام بجهود عملية من أجل تحقيق هذه الغاية تجلت مظاهرها في تبني رسالة عمان للإسلام ووثيقة "كلمة سواء بيننا"، بالإضافة إلى مساهمته في دعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق هذا الهدف الحضاري والانساني.