أزمة الاخوان المسلمين تدخل منحى خطيرا مع تلويح "الحمائم" بالاستقالة
المدينة نيوز- يعتزم ممثلو ما بات يعرف باسم "التيار الإصلاحي الوطني" في جماعة الإخوان المسلمين تقديم استقالاتهم من جميع الهيئات القيادية في الجماعة في حال لم يتم التوصل إلى حلول للقضايا الخلافية بين تيارهم وتيار "الصقور"، وفق ما أكدته قيادات "إصلاحية".
وتدخل هذا الخطوة، وإن كانت "ما تزال مجرد تلويح"، أزمة الجماعة المتفاقمة منذ أشهر في منحى آخر خطير، خصوصا وأنها تأتي بعد أيام على تلويح ممثلي "الصقور" بتقديم استقالاتهم من المكتب التنفيذي للجماعة، في خطوة يرى فيها "التيار الإصلاحي" الذي كان معروفا سابقا باسم "الحمائم"، محاولة من "الصقور" للتفرد بقيادة الجماعة باعتبار أن استقالاتهم من المكتب ستمهد لإعادة انتخابه من قبل مجلس شورى الإخوان المسلمين الذي يتمتع "الصقور" بأغلبية مقاعده.
ويتألف المكتب التنفيذي من 9 أعضاء، (منهم 4 محسوبون على الحمائم)، وكان ممثلو "الحمائم" تقدموا باستقالاتهم منه سابقا، إثر خلافات تتعلق بـ"ازدواجية التنظيم مع حماس" في المكاتب الإدارية للجماعة في الخليج، وبـ"تسريب" التقرير السياسي للجماعة وما أعقبه من قرار حل الدائرة السياسية للإخوان المسلمين.
وصدر قرار حل الدائرة السياسية التي كان يرأسها القيادي في الجماعة ارحيل الغرايبة، المحسوب على تيار "الحمائم"، عن المكتب التنفيذي للجماعة عقب استقالة ممثلي "الحمائم" منه.
وكان مصدر مقرب من تيار حماس (الصقور) داخل الجماعة كشف سابقا عن أن قيادات التيار اتفقوا على تقديم استقالاتهم من المكتب التنفيذي خلال اجتماع عقد في السابع من الشهر الحالي في منزل أحد قياديي "الصقور" لمناقشة استقالات ممثلي التيار الإصلاحي (ارحيل الغرايبة وأحمد الكفاوين وممدوح المحيسن، فضلا عن استقالة سابقة لنائب المراقب العام الدكتور عبدالحميد القضاة).
لكن المصدر نفسه، قال حينها: إن قيادات "الصقور" ربطوا تقديم استقالاتهم بـ"اشتداد الضغوط"، وهو الأمر الذي يجعل، في حال حدوثه، المكتب التنفيذي في حكم المنحل، ما يدفع باتجاه إعادة انتخابه من مجلس شورى الجماعة والذي يمتلك "الصقور" أغلبية بسيطة (26 من أصل 50 عضوا)، وهو ما يضمن لـ"الصقور" (الحمساويين) تشكيل مكتب ينسجم مع توجهاتهم.
واتفق ممثلو التيار الحمساوي في ذات الاجتماع على عدم العودة عن قرار حل الدائرة السياسية الذي اتخذه المكتب التنفيذي لجماعة الاخوان المسلمين نهاية الشهر الماضي، على خلفية تسريب التقرير السياسي للجماعة، وفق مصدر مقرب من الصقور.
وبحسب نفس المصدر فإن قيادات تيار "الصقور" أكدوا وضع "فيتو" على تولي عضو المكتب التنفيذي المستقيل ورئيس الدائرة السياسية المنحلة ارحيل الغرايبة أي موقع قيادي آخر في الجماعة.
واعتبر مصدر مقرب من التيار الإصلاحي أن لجوء "الحمساويين" للاستقالة من المكتب التنفيذي وإعادة تشكيله من قبلهم يعني "إصرارا من قبلهم على الاستفراد بقيادة الجماعة وإقصاء الآخرين"، مؤكدا "سنقدم استقالاتنا من جميع الهيئات القيادية في الجماعة وليتحملوا مسؤولية المرحلة وقيادة الجماعة وما ستؤول إليه الأمور".
وحمل المصدر، مسؤولية وصول الخلاف إلى "طريق مسدود" للمراقب العام للجماعة "همام سعيد (صقور) ومجموعته داخل المكتب التنفيذي الذين استخدموا لغة هادئة وفي الوقت ذاته أصروا على مواقفهم ولم يتقدموا بأية مبادرة جدية لحل الخلافات".
وعلى ذات الصعيد، جدد رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد اللطيف عربيات التأكيد على أنه لم يتم التشاور للآن على عقد جلسة لمجلس شورى الجماعة، مشددا على أنه "سينظر ويناقش أي طلب مسبب لعقد جلسة في حال تقديمه، الأمر الذي لم يتم للآن".
وسيطر سكون كبير على جهود المصالحة "الإخوانية" خلال عطلة عيد الفطر المبارك باستثناء لقاءات "المجاملة" بين أطراف الخلاف ومحاولات تدخل في إطار "تبويس اللحى" وفق تصريح سابق لمصدر إخواني.
وردا على دعوة المراقب العام للجماعة همام سعيد "المسلمين والأردنيين وأبناء الحركة الإسلامية إلى إنهاء كل الخصومات على قاعدة الأخوة والتحاب والتآلف"، أكد المصدر الإخواني نفسه أن ما اعتبره محاولات "تبويس اللحى لن تجدي نفعا في حل الخلافات بين تياري الجماعة" التيار الإصلاحي الوطني (الحمائم) وتيار حماس (الصقور).
وقال إن "ما يمكن أن يحقق نتائج باتجاه المصالحة، هو مبادرة واضحة النصوص تتضمن حلولا للقضايا الخلافية بين التيارين وهي ازدواجية التنظيم بين إخوان الأردن وحركة حماس، وأداء المراقب العام للجماعة، وقرار المكتب التنفيذي للجماعة بحل الدائرة السياسية فضلا عن موقف الجماعة من البرنامج الإصلاحي الوطني".
