الأربعاء .. يوم الغضب في جنوب اليمن

المدينة نيوز- دعت قيادة الثورة الجنوبية السلمية في اليمن التي تضم كافة تيارات الحراك الجنوبي إلى مظاهرات ساخنة في العديد من المناطق الجنوبية اليوم الأربعاء أطلق عليها "يوم الغضب"، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين الجنوبيين على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها العديد من تلك المناطق خلال الفترات الماضية، بالإضافة إلى إعلان تضامنها مع الشيخ طارق الفضلي، أحد أهم أقطاب الحراك الجنوبي في اليمن.
الدعوة لهذه المظاهرات تزامنت مع وقوع مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وأتباع طارق الفضلي في مدينة زنجبار بمحافظة أبين، المجاورة لعدن، خلال اليومين الماضيين واوقعت العديد من الضحايا.
ويخشى العديد من المراقبين أن تدفع مظاهرات اليوم التي من المقرر تنظيمها في محافظات عدن، أبين، لحج، الضالع وغيرها، نحو تحريك للشارع الجنوبي من جديد بعد أن هدأ لعدة شهور، إثر انتقال الأضواء نحو المعارك الدامية في محافظة صعدة، بشمالي اليمن، بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي المتمردة.
وعلمت "القدس العربي" من مصادر سياسية أن استئناف الحراك الجنوبي لنشاطه في المحافظات الجنوبية اليمنية سوف يُربك الحكومة اليمنية وسيشتت تركيزها في هذا الوقت الحرج الذي تخوض فيه القوات الحكومية حربا شرسة ضد أتباع جماع الحوثي المتمردة في الشمال والتي ارهقت قواتها العسكرية واستنزفت خيرات البلاد الاقتصادية.
وكان الفضلي والسلطة تبادلا الاتهامات حيال محاولات تفجير الوضع في محافظة أبين، مع اعتزام تيارات الحراك الجنوبي تنظيم مظاهرات شعبية وفعاليات سياسية، مناهضة للسلطة وللوحدة اليمنية في المحافظات الجنوبية، تزامنا مع الاحتفالات اليمنية بذكرى ثورة 14 تشرين الأول (أكتوبر) الجنوبية.
وأوضح الفضلي في تصريحات صحافية ان أجهزة الامنية اعتقلت أحد حراسه الشخصيين، ما تسبب في إشعال الفتنة ونشوب حالة من الاستياء الشعبي والمواجهات بين أهالي محافظة أبين وبين رجال الأمن "الذين حاولوا قمع تظاهراتهم السلمية المنددة بوضعهم المعيشي".
وطالب الفضلي المنظمات الدولية التدخل لحمايته من محاولات السلطة لـ "اغتياله" حسب تأكيده، والعمل على حمايته وأبناء المحافظات الجنوبية "من ظلم وطغيان الممارسات اللاانسانية من قبل الحكومة".
وفي المقابل اتهمت السلطة اتباع الفضلي بـ"السعي إلى تفجير الاوضاع في ابين ومحاولتهم الاعتداء على رجال الامن والاستيلاء على سيارة للشرطة".
وذكرت المصادر المحلية أن اتباع الفضلي ومعهم المئات من رجال قبائل ابين المتضامنين مع الفضلي اقتحموا مبنى المحافظة القديم الكائن جوار منزل الفضلي بمدينة زنجبار ومداهمة مقر قيادة الأمن المركزي والشرطة.
وفي الوقت الذي بدأ فيه أتباع الحراك الجنوبي بالتوافد بشكل مكثف إلى المناطق المفترضة للتظاهر في العديد من مناطق المحافظات الجنوبية ارتفعت وتيرة الإجراءات الأمنية في هذه المناطق في محاولة من الأجهزة الأمنية للحيلولة دون وصول المتظاهرين إلى المدن من المناطق النائية المحيطة بها، والسعي إلى منع المظاهرات وإفشالها عبر هذه الإجراءات التي قد لا تخلو من مواجهات عنيفة بين القوات الأمنية والمتظاهرين اليوم أثناء بدء المظاهرات.
وتتوقع المصادر المحلية قيام السلطة بقمع المظاهرات الجنوبية ولو باستخدام القوة لكبح جماح الحراك الجنوبي في هذه اللحظة الحرجة التي تعيشها السلطة في اليمن، إثر الأزمات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية المتلاحقة التي تواجهها السلطة في العديد من المناطق بين الشمال والجنوب.
من جهة اخرى نفى عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين الشيعة في اليمن امس الثلاثاء التصريحات الحكومية التي تفيد بأن الحوثيين يريدون إقامة دولة شيعية في شمال اليمن، ووصف الصراع بأنه كفاح من أجل الحقوق.
وتشعر عدة دول عربية بالقلق بشأن ما تعتبره جهودا تبذلها إيران لتوسيع رقعة نفوذها من خلال دعم الأقليات الشيعية في المنطقة.
وقال الحوثي إن بعض الجنود يتعاونون مع المتمردين على الرغم من عملية "الأرض المحروقة" التي بدأتها الحكومة في أوائل آب/أغسطس للقضاء على تمرد الحوثيين.
وتخشى الولايات المتحدة والسعودية أن تستفيد القاعدة من هذا الصراع وكذلك من التوتر الانفصالي في جنوب اليمن.
وصورت حكومة اليمن الصراع على أنه مسعى لمتطرفين من طائفة الشيعة الزيدية لإعادة نظام الإمامة الذي سقط عام 1962 مفسحا السبيل لقيام الجمهورية اليمنية.
وتجنب الرئيس علي عبد الله صالح المنتمي للطائفة الزيدية النبرة الطائفية لكن الخطاب الرسمي في قطاعات أخرى يهاجم حركة الحوثيين بسبب معتقداتها الدينية بشكل متواتر.
وقال الحوثي في موقع المنبر الإخباري التابع للحوثيين على الانترنت "اتهامات السلطة في مسألة الإمامة هي مجرد حرب إعلامية وتضليل وخداع للرأي العام. والمسألة واضحة نحن لسنا طلاب مناصب بل طلاب حق وطلاب عدالة.. أما جوهر الأزمة فهو سياسي بامتياز".
ونفى أن إيران تدعم الحوثيين أو تزودهم بالسلاح الذي قال إن البعض في الجيش يهربه إليهم.
وأضاف "نحن شعب مسلح وهذا شيء معروف عن اليمن فليس الحصول على السلاح في اليمن معضلة على الإطلاق.. إضافة إلى ما مكن الله منه في مواقع الجيش من عتاد وأسلحة هائلة.. وليس من الغريب أن يكون لدى الشرفاء وذوي الضمير من أبناء الجيش تعاون معنا".
ويشكو المتمردون الحوثيون من التهميش بسبب صعود التيار السني الاصولي نظرا للتحالف القائم بين الرئيس اليمني والسعودية.
ويعتقد أن الطائفة الزيدية تمثل نحو ثلث سكان اليمن الذين يبلغ عددهم 23 مليون نسمة تقريبا.
وقال صالح يوم السبت إن الجيش مستعد لمحاربة الحوثيين لسنوات إذا لزم الامر ودعاهم الى قبول وقف لاطلاق النار اقترحته الحكومة.
وأعلن الحوثيون امس الثلاثاء أنهم سيفرجون عن جنود أسروا في القتال وسيحاولون ضمان عودتهم الى ديارهم. وقال متحدث عسكري أن 24 متمردا قتلوا في صعدة.
وذكرت جماعة أوكسفام للإغاثة الأسبوع الماضي إن اليمن قد يتعرض قريبا لأزمة إنسانية نتيجة لتصعيد القتال.
وتقول جماعات إغاثة إنه منذ اندلاع الاضطرابات لأول مرة عام 2004 نزح نحو 150 ألف يمني من ديارهم.
وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في جنيف امس الثلاثاء ان السعودية وافقت على التعاون في مساعدة النازحين.
وقال اندريه ماهيتشيتش المتحدث باسم المفوضية للصحافيين "وفرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة خياما واغطية ومساعدات أخرى لاكثر من 2000 شخص على الجانب السعودي من الحدود" مشيرا الى ان السعودية اعلنت التبرع بمليون دولار للنازحين.