أبوجابر: حرية الإنسان تأتي من اختياره لمعتقداته وحقه في الدفاع عنها

تم نشره الإثنين 04 تشرين الثّاني / نوفمبر 2013 02:27 مساءً
أبوجابر: حرية الإنسان تأتي من اختياره لمعتقداته وحقه في الدفاع عنها
الدكتور كامل أبوجابر

المدينة نيوز- قال مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتور كامل أبوجابر "إن الدين عنصر فاعل ومهم في جميع المجتمعات، حتى في تلك التي تعلن أنها لا دينية أو علمانية؛ لأنه مكون أساسي مهما جرى نكرانه في هوية الإنسان والمجتمع وتعريفه لنفسه".

جاء ذلك خلال انطلاق فعاليات مؤتمر الحرية : الصحافة والدين الذي نظمه المعهد بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان ومعهد الإعلام الأردني ومركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز"، تحت رعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، اليوم الاثنين، وشارك به نحو 150 شخصاً يمثلون مختلف المؤسسات الإعلامية والصحفية والفن وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

ورأى أبوجابر أن ارتباط الحرية بالدين أمر بديهي، فالإيمان لا يكتمل إلا بالحرية، موضحاً أن حرية الإنسان تأتي من اختياره لمعتقداته وحقه في الدفاع عنها حتى الموت.

وقال إن الأصل والقصد من ربط الفكاهة مع الدين ليس الاستخفاف بأهمية الدين ومحوريته في حياة الإنسان، بل التأكيد على إنسانية الدين، مبينا أن الدين أمر في غاية الجدية والأهمية، كونه الوسيلة والنافذة المعينة للإنسان على تحمل حياته، ويعمل على اتمام مكارم الأخلاق، لكن ذلك لا يعني أن يكون الإنسان عبوسا متجهما في تصرفاته وعلاقاته لا يعرف طعم الابتسامة والضحك والارتفاع عن احداث الحياة المؤلمة.

من جهته، قال ممثل مؤسسة فريدريش رالف إربل، إن السبب في تمزق المجتمعات العربية ليس عدم ثقة المواطنين بالحكام، بل بسبب عدم ثقة المواطنين في بعضهم، مشيرا إلى ثلاث زوايا تناولها المؤتمر، هي علاقة بين الدين والعلمانية والدولة، والصحافة التي فشلت إلى حد كبير في توفير منبر للحوار والتواصل، والحرية فبدون حرية التعبير لا يمكن أن ينشأ مجتمع تعددي.

وقال مدير معهد الإعلام الدكتور باسم الطويسي إنه يجب إثبات ثلاث حقائق، الأولى تؤكد أن الثقافة أكبر من السياسة والاقتصاد، إذ يتمثل ذلك في إعادة الاعتبار لوحدة الثقافة العربية، والثانية الدور الكبير للقوة الداعمة للدول والمجتمعات، ورأسمال هذه القوة يكمن في قوة الإعلام وحساسيته التي تشكل الجهاز العصبي لهذه المجتمعات بالوقت الحالي، والثالثة التطرف السياسي الذي حرك الراكد الديني وأخرجه، وجعل من الصحافة ووسائل الإعلام في أوقات كثيرة أدوات بأيدي المتطرفين السياسيين والدينيين.

واكد أن جوهر الأزمة وبيت الأسرار هو في التطرف السياسي الذي استعدى التطرف الديني ووظف من أجله أدوات الإعلام والثقافة، مضيفاً أن هذه الحقيقة تشير إلى حجم الأُمية الديمقراطية والفقر السياسي الذي ما يزال يبعد شعوب هذه المنطقة عن إنشاء دول لكل مواطنيها، تؤسس على التعدد المبدع، وتحترم التنوع وتحرص عليه.

وأوضح نحتاج إلى ممارسة النقد الذاتي في الطريقة التي تتعامل فيها السياسة مع الإعلام الدين، وان نكف عن تحويل الدين إلى ثوب فضفاض يرتديه من يشاء، مشدداً على أهمية أن يساهم الإعلام "في إنزال الدين بهذا الشرق المسكون بالمعتقدات والتاريخ.

وزاد أننا نحتاج أيضاً إلى جهود كبيرة في توطين الصحافة الاندماجية في العالم العربي، اي الصحافة القائمة على التنوع، ما يتطلب المزيد من الجهود من أجل تحسين تغطية وسائل الإعلام العربية للقضايا والشؤون الدينية والحد من نشر خطاب الكراهية والتطرف، وهذا يتطلب تطوير المعايير المهنية للنشر والبث، بما يكفل الحرية ويحد من الاتجار السياسي بالدين من خلال وسائل الإعلام.

من جانبه، قال المدير التنفيذي لسكايز أيمن مهنا إن الصحافة في بعض الدول "تفتقد كلياً للحرية"، في حين الحريات الإعلامية مصانة قانوناً في دول إخرى إلاّ أنها تواجه ضغط المحظورات غير المكتوبة، من تدخل بعض الأجهزة وضرورة تحييد القوى العسكرية والهيئات الدينية عن التحقيقات الصحفية.

وفي تصريح خاص لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قال مسؤول الإعلام والأنشطة والمؤتمرات في المعهد الملكي للدراسات الدينية الزميل مروان الحسيني إن المؤتمر يحاول أي يسلط الضوء على مسألة الدين والقضايا الدينية من زاوية مختلفة لها علاقة قوية بالحرية والصحافة والإعلام.

وأضاف أن هذا التناول الذي اعتبره جديدا، هو علمي وتفاعلي، ويأتي في سياق الفضاء الإعلامي والديني في الأردن، وأن جلسات المؤتمر "لا تركز على المتحدثين الرئيسيين بشكل كبير، بقدر تركيزها على نواتج التفاعل بين الحضور والمتحدثين"، مشيراً إلى أن المحاور التي يناقشها المؤتمر تعتبر مفاتيح يمكن من خلالها فتح قنوات حوارية بين المتحدثين والحضور للوصول إلى إيجاد تصور أو خريطة تقريبية للسياق والخطاب الديني الديني ضمن المثلث الذي يحمله عنوان المؤتمر "الحرية، الصحافة والدين".

(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات