الامير الحسن يطالب بتكثيف الجهود الاقليمية لتأمين مياه نوعية وبيئة نظيفة لملايين البشر

المدينة نيوز- اكد سمو الامير الحسن بن طلال رئيس المجلس الاستشاري للمياه والصرف الصحي، ان البشرية تمر بمنعطف حاسم يتطلب تكامل الجهود على كافة الصعد الإقليمية والدولية لانتشال الملايين مما يتعرضون له من فقر وجوع، وتأمين الحق في الحصول على مياه نوعية وبيئة نظيفة.
واضاف سموه في كلمة له في الجلسة الرئيسية للأسبوع الدولي للمياه 2013 مساء الاثنين، "انه لتأمين الرخاء وتوفير فرص حياة افضل للأجيال المتعاقبة لا بد من حدوث تحول في النظم المتكاملة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعمل المؤسسات الأهلية"، مشيرا الى ان مدخل كل ذلك هو اعتماد نهج واضح في موضوع المياه والصرف الصحي.
ودعا سموه الى ادراج قضايا المياه والصرف الصحي كهدف مستقل ضمن اجندة اهداف التنمية الالفية لما بعد عام 2015، معربا عن شكره لألمانيا لقيادة مجموعة من الجهات المانحة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ولفت سموه الى ان احد اسباب ضعف الاستقرار في الإقليم وتزايد حالات النزاعات واللجوء والنزوح، مرده سوء ادارة وتوزيع واستخدام المياه، اضافة الى غياب مشروعات فوق قطرية في موضوعات المياه والطاقة والبيئة الإنسانية.
واثنى سموه على النهج الذي تتبعه الجهات المختصة في امستردام في ادارة مصادر المياه والتي تشكل تجربتها نموذجا لكل المعنيين في قطاع المياه، مستذكرا سموه رؤية الطبيب الهولندي (صامويل سارفاتي) التي وضعها في مجال مكافحة الأمراض المرتبطة بسوء النظافة والمياه حيث ادرك ان الصحة والنظافة يسيران جنبا الى جنب.
وربط سموه بين اهمية توفر مياه نظيفة وبين موضوع الطاقة وانتاج الغذاء والصناعة والتجارة، مشيرا الى انه بدون تكامل عمل هذه العناصر لن نتمكن من توفير حياة كريمة وعادلة لأشد الناس فقرا في العالم.
وبين سموه ان التغير السريع في المناخ، مع معدلات التدهور والتلوث البيئي، اثرت بشكل سلبي على امكانية الحصول على مياه نظيفة وخدمات الصرف الصحي في مختلف انحاء العالم.
وقال ان نوعية المياه السطحية تدهورت في العالم النامي حيث ان معدلات استنزاف المياه الجوفية تضاعفت ما بين عامي 1960 و2000، لافتا الى ان توقعات منظمة التعاون والتنمية في المجال البيئي للعام 2050 تشير الى ان أكثر من 40 بالمئة من سكان العالم سوف يكونون تحت ضغط مائي شديد، وان 20 بالمئة من السكان سيعانون يوميا من خطر الفيضانات.
وتابع سموه قائلا "ان 800 مليون شخص في العالم لا تتوفر لديهم فرصة الحصول على مصادر محسنة للمياه، فيما يفتقر 5ر2 مليار شخص الى امكانية الوصول الى مصادرة موثوقة للمياه، كما ان اكثر من 6 مليارات من الناس لديهم امكانية الوصول إلى الهاتف المحمول بينما 5ر4 مليار فقط لديهم إمكانية الوصول فقط إلى "المرحاض".
وتحدث في الجلسة الافتتاحية كل من وزيرة البنية التحتية والبيئة في هولندا ميلاني شولتز والتي اشارت الى مبادرة الأمم المتحدة لضمان مياه صالحة للشرب في جميع أنحاء العالم، كما تحدث كل من نائب وزير البنية التحتية في فيتنام ومحافظ مدينة جاكرتا.
وكان سمو الأمير الحسن بن طلال شارك في أعمال قمة المياه العالمية التي عقدت في بودابست في شهر تشرين الاول الماضي.
(بترا)