" فلنقرأ معا"ً مبادرة تفتح ابواب مكتبة المدرسة امام المجتمع المحلي
المدينة نيوز- تهدف مبادرة ( فلنقرأ معا) التي تبنتها احدى المؤسسات التعليمية الخاصة الى الوصول الى مجتمع قارىء متقدم ينتج الثقافة والمعرفة ويستهلكها قراءة ودرسا ويطورها بما يخدم تقدمه وتقدم الانسانية جمعاء .
وتتمثل هذه المبادرة بفتح ابواب المدرسة للمجتمع المحلي لارتياد المكتبة لمدة يومين اسبوعيا في الفترة المسائية لكي تقوم الاسرة بالقراءة والبحث والارتقاء والاستمتاع بالانجاز .
تشير مديرة مدرسة روابي الربيع الدولية رنا الحاج عيسى سماحة الى اهمية تشكيل الفكر الناقد للفرد وتنمية ميوله واهتماماته , واسهام القراءة في تكوين الشخصية النامية المبدعة المبتكرة ، اذ ان القراءة من اهم وسائل استثارة قدرات المتعلم واثراء خبراته وزيادة معلوماته ومعارفه .
وتضيف ان المتأمل في واقع المجتمعات العربية يدرك التراجع الذي باتت تشهده القراءة بشكل كبير في البلدان العربية، يضاف اليه قلة عدد المكتبات وتضاؤل اعداد دور النشر على الرغم من دور القراءة المهم في تشكيل عقل المتعلم واكسابه القدرة على الفهم والتعبير وتنمية اتجاهاته الفكرية لخدمة المجتمع وتنميته .
وتبين ان القراءة لها اهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع , فهي التي تزود الافراد بالخبرات وتعدهم لخدمة المجتمع وتدفعهم ليكونوا روادا في مجتمعهم وهي الطريق الواسعة والمثلى لفهم التراث الثقافي الوطني والاسهام في الاتصال بتراث الاخرين .
ويرى الدكتور احمد راشد مدير المشاريع الثقافية في وزارة الثقافة , مدير مشروع مكتبة الاسرة ان مثل هكذا مبادرات تعتبر من الاساليب القيمة التي تسهم في التشجيع على القراءة ضمن اطار مجتمعي ذي طابع اسري.
ويشير الى ان معدل القراءة بالنسبة للمواطن العربي يبدو في غاية القلق ، فبحسب الدراسات التي قام بها متخصصون فان حصة المواطن العربي هي اقل من صفحة، سنويا , بينما في بعض الدول الاخرى غير العربية , فان مؤشر القراءة هو 10 - 12 كتابا سنويا، وهذا مؤشر على الحالة غير المرضية التي وصلت اليها المجتمعات العربية في النواحي الثقافية ومنها القراءة.
ويضيف ان هذه المبادرة تضاف الى مشروعات اخرى تشجع على القراءة وتبرز اهميتها في حياة الفرد وتقدم المتعة والفائدة والمعرفة وتنقل المجتمع من حالة الفردية الى التعاونية في استخدام المرافق العامة ومنها مكتبة هذه المدرسة , وهذا في حد ذاته خطوة الى الامام لا تتكرر الا في المجتمعات الحية النابضة بالمعرفة .
اما المشرف الاكاديمي في الجامعة العربية المفتوحة فرع الاردن الدكتور عيسى الحسنات فيقول ان القراءة تعبر عن منظومة فكر وسلوك عام ، وان هناك الكثير من الاساليب التي تشجع على القراءة كي نغرسها في قلوب ابنائنا لانها مفتاح لكل علم ومفتاح للفكر والتفكر.
ويضيف ان الانسان القارئ لديه الاجابات على الكثير من الاسئلة التي اكتشفها من خلال القراءة ، مبينا ان القراءة الحرة التي تعتمد على الاختيار الذاتي لها دور مهم في تعزيز هذه الصفة الحميدة داخل الاسرة خاصة ان الدور الاكبر فيها يعتمد على الام التي يجب ان تتولى هذه المهمة الى جانب الاب الذي يجب ان يكون (القدوة القارئة ) في البيت من خلال توفير الكتاب المناسب كبداية .
ويبين ان هناك الكثير من الاساليب التي من الممكن ان تقوم بها الاسرة في هذا الشأن مثل توفير الكتب والمجلات الخاصة بكل فئة عمرية في المنزل مع مراعاة رغبات الافراد ولا يوجد ما يمنع من ايجاد مكتبة منزلية بالإضافة الى توفير مكان للقراءة وتخصيص وقت معين لها.
ويضيف الدكتور الحسنات ان المبادرات التي تهتم بعادة المطالعة والقراءة مثل مبادرة (فلنقرأ معا) يجب ن تكملها مبادرات اخرى مثل مكتبة العمارة على سبيل المثال والتي تتمحور حول تداول كتاب معين بين سكان العمارة الى جانب قراءة قصص للأطفال من قبل الامهات .
ومن الاساليب المهمة التي تسهم في التعود على القراءة كما يقول اسلوب قراءة الوصفات الطبية التي من الممكن ان تنسج حولها قصص جميلة تثير في نفس افراد العائلة الكثير من الاسئلة وبالتالي تشجع على تنمية مهارة البحث بينهم . ويرى المتخصص في أدب الاطفال الاعلامي محمود ابو فروة الرجبي ان اللافت في هذه المبادرة هو ان المدرسة استطاعت جذب الاسرة واهالي المجتمع المحلي ايضا اليها في موضوع غير بعيد عن الغرض الذي انشئت من اجله بهدف نشر عادة القراءة بينهم .
ويضيف ان تحويل المدرسة الى مكان لإقامة مثل هذا النشاط الاجتماعي الثقافي – المعرفي خطوة مهمة يجب ان تتبعها خطوات مثلها في اماكن اخرى ، خاصة ان الامر اي المطالعة يتم ضمن بيئة محافظة تشرف عليها العائلة اشرافا مباشرا وبحيث يكون الابناء والاباء مع بعضهم البعض.
ويدعو الرجبي مؤسسات التعليم الحكومية ومنها المدارس الى التفاعل مع المجتمع المحلي وفتح ابوابها امام الاهالي خاصة في المحافظات خارج العاصمة ولا يوجد لديها مكتبات او اماكن عامة للقراءة ، ما يسهم في تغيير الصورة النمطية عن المدرسة في انها فقط لتعليم مناهج وزارة التربية والتعليم.
(بترا)
