مدارس جرش : نقص في المعلمين وسوء أوضاع المباني

المدينة نيوز:- تعاني مدارس محافظة جرش من الإكتظاظ وسوء البنية التحتية لمبانيها القديمة والمستأجرة، فضلا عن نقص المعلمين في بعض التخصصات المهمة في مدارس الذكور، بحسب العديد من الطلاب.
ويؤكد طلاب أن الظروف السياسية والاقتصادية في الدول العربية تنعكس سلبا على الخدمات التعليمية التي يتلقاها الطلبة، خاصة مع ارتفاع عدد اللاجئين السوريين بشكل مطرد في مدارس الشمال على وجه الخصوص.
ورأوا ان مشكلة الاكتظاظ من المشاكل التي يعانون منها في المدارس المستأجرة والتي يبلغ عددها 47 مدرسة موزعة في مختلف قرى وبلدات محافظة جرش، وهذه المشكلة تتزايد مع وجود الآلاف من السوريين في محافظة جرش.
ويقول الطالب مؤيد الرشايدة أن الغرف الصفية في المباني المستأجرة صغيرة وغير مؤهلة لتكون بيئة تعليمية مناسبة، لذلك فانها تعاني من الاكتظاظ وكثرة عدد الطلاب مقارنة بعدد الغرف الصفية المتوفرة، فضلا عن سوء أوضاع الشبابيك والأبواب والأسوار والساحات والمرافق العامة.
ويؤكد الرشايدة ان مدارس الذكور تتعرض للتخريب والعبث بشكل كبير من قبل طلبتها، ما يحرم الأجيال اللاحقة من توافر بيئة تعليمية هندسية مناسبة للتعليم.
ويعتبر الطالب رضى المقابلة أن المشكلة التعليمية الابرز في محافظة جرش تتمثل في نقص المعلمين خاصة في التخصصات المهمة مثل الرياضيات والفيزياء.
ويشكو ذوو طلبة في المدارس المستأجرة والنائية من ظاهرة الاختلاط في الصفوف الأساسية، لا سيما وأن هذه الأجيال تتشارك في تربيتها وسائل مختلفة ومنفتحة على الثقافات الغربية، ما يؤدي إلى انتشار المشاكل الإجتماعية بين الطلاب والطالبات والمعلمين.
ويقول رئيس بلدية برما سابقا المحامي عقاب البرماوي لـ " الغد " ان غالبية مدارس القضاء مستأجرة وتفتقر الى أهم مقومات البناء المدرسي حيث يواجه الطلاب في هذه المدارس ظروفا صعبة
وأهمها اجواء فصل الشتاء الباردة التي لا يتحملها الطلبة ولا سيما الصغار منهم، عدا عن أن نوافذ وابواب هذه المدارس مشرعة وغير محكمة الغلق، مما يعني قضاء الاطفال فترات زمنية تتراوح بين 5 – 7 ساعات يوميا في ظروف قاسية، الامر الذي جعل بعض اولياء الامور يفضلون اخراج اطفالهم من المدارس وخاصة مع بعدها عن اماكن سكناهم.
ويؤكد أن مطالبات المواطنين من المسؤولين في وزارة التربية ولسنوات لم تأت بأي نتيجة وأهم هذه المدارس، المجدل والهونة وبرما، والجزازة التي تم هدم جناح فيها آيل للسقوط منذ سنوات عديدة على امل اقامة مدرسة مكانها ولكن دون جدوى.
ويعتبر رئيس مجلس التطوير التربوي لمناطق الجبارات والجزازة محمد فريحات ان معظم المدارس المستأجرة في مناطق غرب جرش والمعراض بحاجة الى صيانة عاجلة ولا سيما ابوابها ونوافذها، مؤكدا الحاجة الماسة الى اقامة مبان حديثة لحل هذه المشكلة التي تواجه الطلبة وأولياء أمورهم والهيئات التدريسية.
وأهم هذه المدارس مدرسة الديسة الأساسية المختلطة والجزازة الاساسية للبنات، حيث ان المباني مستأجرة وضيقة ولا تفي بالحاجة فضلا عن افتقارها الى ساحات والبعض منها لم تصله المياه بعد كمدرسة المجدل الأساسية، لافتا الى أن بعض الأجزاء من المدارس المتهالكة تمت ازالتها لخطورتها الواضحة على السلامة العامة، الا انه لم يتم انشاء بديل لها كمدرسة الجزازة رغم الزيارات المتكررة للمسؤولين.
ومن المشاكل الخطيرة التي تعانيها المدارس هي مشكلة مدرسة الفوارة الأساسية للذكور والتي تفتقر الى الساحات وتقع بمحاذاة شارع ما يجعل الاطفال عرضة لخطر حوادث السير.
ويقول مدير تربية جرش علي العقلة إن مباني مدارس جرش تنطبق عليها الشروط التعليمية، وتعتبر الأفضل مقارنة مع مدارس في محافظات اخرى تعاني أوضاعا بنائية سيئة، مشيرا الى ان المباني المستأجرة يتم اللجوء إليها لحل مشكلة التوزيع الجغرافي للسكان وتوفير احتياجاتهم التعليمية.
ويؤضح أن مشكلة الاختلاط سوف يتم السيطرة عليها قريبا، بعد استئجار مدارس بديلة أو الدوام على شكل فترتين في نفس المدرسة.
فيما يؤكد مصدر مطلع في تربية جرش ان ثلث المباني المدرسية في محافظة جرش تقريبا مستأجرة فالعدد الاجمالي للمدارس يبلغ 177 مدرسة حكومية، منها 47 مدرسة مستاجرة، لافتا الى ان المباني المستأجرة يتم اختيارها من بين أفضل الأبنية المتوفرة، والتي عادة ما يعلن عنها مواطنون في المناطق المستهدفة ولكن هذه المباني يتم استئجارها للتغلب على حاجة ملحة لأبناء تلك المنطقة ويتم إجراء الصيانة لها، رغم انها ليست البديل الامثل لاستخدامها كمرفق مدرسي لتعليم الطلبة.