اعتبر انه يستطيع "ادارة الصراع" افضل من اوباما.. دحلان يعترف: انا عكروت !

المدينة نيوز- اعترف القيادي الفتحاوي محمد دحلان بأنه "عكروت" .. وقال: 'لو لم اكن عكروتا لمتّ قبل مدة طويلة'! معتبرا -حسب وصفه- ان'هذا العالم بحاجة للعكاريت'!.
وفي يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي .. احتفل محمد دحلان بعيد ميلاده الثامن والاربعين، هو احتفل به في مدينة رام الله بعيدا عن غزة منزله ومعقله السياسي.
'انا مشتاق' وصديقه ومساعده سفيان ابو زايدة الذي يعيش هو الاخر في الشتات في رام الله يضيف قائلا: 'انت لا تعرف ماذا يعني بالنسبة لنا نحن الغزاويين العيش بعيداً عن البحر. في الليالي احلم احيانا بأني
موجود بين الجبال فأنهض فزعا'.
بإمكانك ان تذهب للبحر في تل ابيب قلت لأبو زايدة.
'هذا ليس نفس الشيء' قال ابو زايدة. فكرت بيني وبين نفسي انه محق فالبحر هو نفس البحرK رغم الحنين الى البيت، دحلان هو شخص سعيد. في مؤتمر فتح في بيت لحم انتخب للجنة المركزية للتنظيم. هذه
كانت عودته: رغم الانتقادات الشديدة التي وجهت اليه بسبب فقدان غزة ورغم الكفاح المرير الذي خاضه خصومه ضده فقد عاد الى قلب السياسة الفلسطينية بصورة كبيرة.
قضى عاما في مونتينيغو احدى ولايات يوغسلافيا سابقا واجتاز عمليات جراحية في الفخذين وقام باعمال تجارية واجرى الاتصالات واقام العلاقات . في بعض الاحيان عندما كان الحنين يشتد في نفسه كان دحلان يتوجه لغمس
قدميه في البحر الادرياتيكي. خلال زيارة لبلغراد عاصمة صربيا اصطدم بشمعون شيبس مدير عام ديوان رئيس الوزراء في عهد رابين. في السنوات الخيرة كان دحلان وشيبس على صلة بمارتن شلاف صاحب المراهنات النمساوي ومالك كازينو اريحا. انت من ثلة الكازينو قلت لدحلان. عيونه برقت: 'انت عكروت'.!
دحلان احتفظ بحيويته الصارخة واسلوبه المباشر الذي حوله الى محبب على قلب الاسرائيليين والامريكيين. في اجتماعات اللجنة المركزية لفتح تحدث احيانا مع زميله حسين الشيخ بالعبرية ! هكذا فقط من اجل الاثارة او
حتى لا يفهم الاخرون!!.
قبل ثلاثة او اربعة عشر عاما قابلته لأول مرة. خرجت من مقابلة مع عرفات في فيلا الصقت بمكتبه على شاطىء البحر في غزة. في تلك الفترة كان اسم دحلان يهمس همسا من الفم الى الاذن هو كان القائد المحبوب
المقتدر للشاباك الفلسطيني.
بجانب بوابة الفيلا جلست مجموعة من الشبان الفتيان الصغار في مقتبل العمر. افترضت انهم حراس عرفات.عفوا، سألتهم، ربما تعرفون اين يمكنني ان اجد محمد دحلان؟ قلت الاسم باحترام كبير. وعندئذ نهض احد الشبان
وقال: 'انا دحلان'. الآخرون لاحظوا المفاجأة على وجهي فقهقهوا ضاحكين.
كنت واثقا انه ينتحل شخصية دحلان. ومنذ ذلك الحين مر دحلان بفترات صعود ومنحدرات. عملية السلام وحدها بقيت في نظره في نفس النقطة الاولية التي كانت فيها في منتصف التسعينيات بالاضافة الى التفاؤل. أمس الاول عندما قابلت دحلان وابو زايدة في مكتبيهما في رام الله كان صائب عريقات ممثل السلطة الفلسطينية في واشنطن. دحلان تحدث عن ذلك بازدراء.!
'16 عاما ونحن نعكف على عملية السلام' قال دحلان 'هذه المفاوضات الاطول في التاريخ بدأتم مع عرفات فاكتشفتم انه ليس شريكا. جاء ابو مازن فتركتموه من دون ريش. فما الذي ستفعلونه مع الآتي في الدور؟'.
لديكم اعتراف ..
دحلان يعرف ان الاسرائيليين ايضا قد "سئموا" سماع حديث الفلسطينيين وشكاواهم من الشريط الاسرائيلي. نحن نشتكي على بعضنا بعضاً مثل "متخاصمين في السوق" ومثل" محامين مثيرين للملل". لقد قيل كل شيء و"من الجانبين". "ليس هناك اي شيء يبعث على الاهتمام والتأثر". ما الذي تريد استخلاصه من هذه المقابلة؟. وما الذي تسعى اليه؟
ديوانه هو غرفة كبيرة بلا نوافذ في مكتب محروس شمالي رام الله. يبدو ان هذا المكتب الفلسطيني الوحيد في العالم الذي لا توجد على جدرانه صور لا لعرفات ولا لعباس ولا للمسجد الاقصى. هناك فقط اعلام فتح
الصفراء. لماذا لا توجد صور؟. 'هكذا' رد عليّ دحلان من دون رغبة. 'ليست هناك صور فلا حاجة لها'. هو يتولى الان ملف الاعلام في فتح. '15 عاما، "خسرنا الحرب الاعلامية وخسرنا الشارع الفلسطيني وخسرنا في الشارع الاسرائيلي وفي الرأي العام العربي". "حماس لم تفعل شيئا الا انها انتصرت في مجال الاعلام والدعاية".
ما الذي تقصده؟ سألت دحلان. دحلان وجه نظره نحو التلفاز المتدلي من السقف. في الجزيرة ظهر ناطق باسم حماس مرتديا الكوفية الحمراء التي تغطي وجهه. وقبالة مجموعة من مكبرات الصوت قام باعطاء تفاصيل حول اتفاق تبادل شريط غلعاد شليط.
انظر: شريط فيديو واحد يخرج عشرين فلسطينية من السجن.! انا اشعر بالرضا كمواطن فلسطيني ولكن فلتفكر في ابو مازن "ما الذي يستطيع ان يخرجه هذا المسكين"؟
ما الذي يحصل عليه منكم بعد 5 سنوات من الامن من دون عملية؟
انتم تطلبون الكثير؟ قلت لدحلان.
دحلان ابدى ابتسامة لا تخلو من المرارة. 'اجل، نحن طماعون كبار. نتنياهو قال بان الامم المتحدة في قرار التقسيم في 1947 قد اعترفت بالدولة اليهودية والدولة العربية. انا اقول لك الان باسم فتح اننا نعترف
بقرار الامم المتحدة. انتم تريدون اعترافا باسرائيل كدولة يهودية؟ لديكم هذا الاعتراف. "انا ارى العالم العربي سائرا باتجاه السلام مع اسرائيل على اساس المبادرة العربية". "الشرق الاوسط مقسم الآن الى معسكرين، معسكر معني بالسلام وآخر اقل اهتماما به". "على نتنياهو وحكومته ان يقرروا الى اي معسكر يريدون الانتماء".
ما الذي تظنه بالرئيس اوباما؟ ..'خطابه في القاهرة "كان قويا جدا"، كان واضحا "انه يريد حل الصراع". انا الان اشعر انه يسير نحو "ادارة الصراع بدلا من حله". انا اشعر بخيبة الامل. ان تعلق الامر
بادارة الصراعات فانا استطيع ادارتها بصورة افضل من اوباما'.
ما هو رأيك حول التهديد الايراني؟ ان كانوا يهددونا بالقنبلة النووية فهم يهددونكم ايضا. القنبلة لا تقف عند الحواجز. دحلان ضحك. 'ان ضربنا معا فهذا الامر على ما يرام بالنسبة لي' لو ان امريكا، قلت له، وعدت نتنياهو بحل المشكلة الايرانية لوافق على تنازلات كبيرة في قضيتكم. دحلان تنهد. 'كل الحكومات هي مخزن من الاكاذيب' قال. في ايام صدام حسين اجريت المفاوضات الامنية مع اسرائيل. الاسرائيليون كانوا يقولون كيف نتنازل عن الضفة فنحن نخشى من اجتياح الدبابات العراقية. ليس هناك الان دبابات عراقية ولكنكم لم تتزحزحوا سنتيمترا واحدا'.
فلترَ كم هو من الصعب على الحكومات الاسرائيلية اخلاء المستوطنين، قلت له: كان بإمكانكم ان تخففوا عن نتنياهو لو انكم ازلتم اخلاء مطلب المستوطنات عن جدول الاعمال. من يرغب يمكنه ان يواصل العيش تحت
السيادة الفلسطينية ومن لا يريد فليرحل. 'ان رغب المستوطنون في البقاء في الدولة الفلسطينية تحت القانون الفلسطيني فأهلا وسهلا' قال دحلان. هو سجل الفكرة على ورقة بيضاء من اجل اجراء استيضاح
اضافي.
فتح التي اعتبرت حتى مؤتمرها جثة سياسية بلا حراك تمر الآن بعملية اعادة للبناء. في شهر كانون الثاني ( يناير ) ستجري الانتخابات. الانتخابات لن تكون وبالتأكيد ليس في كانون الثاني ( يناير ) كما يقول
دحلان، 'ولكن علينا ان نكون جاهزين وان نعمل في الميدان فقد تعلمنا دروسنا'.
خلال ذلك يقوم دحلان بترميم صورته الشعبية.
تحدثنا عن "العكاريت والعقارب" وعن "الدور الذي تلعبه في السياسة الفلسطينية". انت عكروت كبير، قلت لدحلان بل انه سوبر ـ عكروت. دحلان قبل هذا المديح. 'لو لم اكن عكروتا لمتّ قبل مدة طويلة'. 'هذا العالم بحاجة للعكاريت'.
* عن يديعوت الإسرائيلية