تعاظم نفوذ طالبان ..مقتل 10 جنود اميركيين في هجوم مسلح بافغانستان

المدينة نيوز- قتل 8 جنود امريكيين في معركة بعد ان هاجمت مليشيا قبلية موقعين عسكريين في منطقة نائية شرق افغانستان, وذلك بعد يوم من الإعلان عن مقتل جنديين امريكيين على يدي جندي أفغاني.
كما قتل ايضا جنديان افغانيان في المعركة, التي وقعت في منطقة نائية, في الوقت الذي حذر القائد الجديد للجيش البريطاني الجنرال ديفد ريتشاردس من المشهد المروع لهزيمة القوات الدولية في أفغانستان مبديا دعمه لتعزيز القوات العسكرية هناك.
وكانت القوات الامريكية أعلنت في وقت سابق الانسحاب منها في اطار استراتيجية قائد القوات الامريكية الجنرال ستانلي مكريستال لتركيز قواته على المراكز السكانية.
واعلنت قوة المعاونة الامنية الدولية التي يقودها حلف شمال الاطلسي ان هجمات السبت شنتها ميليشيا في اقليم نورستان من مسجد محلي وقرية مجاورة على موقعين مشتركين لقوات حلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية.
وبعد ثماني سنوات على سقوط نظام طالبان اثر تدخل عسكري امريكي واسع, تمددت هجمات هذه الحركة ليشمل جميع انحاء افغانستان تقريبا, ما اثار المخاوف من هزيمة محتملة للدول الغربية في هذا البلد.
ويرى معهد الابحاث اللندنية المجلس الدولي حول الامن والتنمية ان حركة طالبان التي اصيبت بالضعف الشديد مطلع 2002 اصبح لها اليوم وجود قوي في افغانستان كلها تقريبا حتى في مناطق شمال وغرب البلاد التي كانت تنعم بالهدوء حتى الان.
واضاف المعهد ان الغموض السياسي, مع عدم معرفة نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 اب حتى الان, يزيد الوضع تفاقما.
وفي الوقت الذي بلغ فيه العنف مستويات قياسية حذر الجنرال الامريكي ستانلي ماكريستال قائد القوات الدولية في افغانستان من خطورة الوضع.
كما اعتبرت الباحثة الفرنسية في المركز الفرنسي للدراسات والابحاث السياسية مريم ابو الذهب ان طالبان في موضع قوة.
من جانبه اوضح السناتور الافغاني ارسلان رحماني الذي يسعى الى التفاوض مع طالبان ان هؤلاء الباشتون الاسلاميين القوميين المتحدرين من الجنوب والذين يرفضون الاحتلال الاجنبي ما زالوا على ولائهم لمجلس شورى طالبان الذي يضم قادة هذه الحركة والموجود حاليا في باكستان حيث يترأسه القائد الاعلى للحركة الملا عمر.
واوضحت مريم ابو الذهب ان معظم عناصر قاعدة طالبان في الجنوب لا يتلقون اجرا, فهم مدفوعون بما تمثله طالبان, مسلمون وافغان يضحون بحياتهم في سبيل حرية افغانستان.
ويرى الجنرال ماكريستال انه رغم ان معظم المقاتلين المسلحين من الافغان الا ان هناك مقاتلين اجانب, شيشان او عرب, مرتبطين بهذه الحركة يشاهدون بانتظام في البلاد حيث يوفرون تمويلا وتدريبا دوليين.
من جهة أخرى حذر القائد الجديد للجيش البريطاني الجنرال ديفد ريتشاردس من المشهد المروع لهزيمة القوات الدولية في أفغانستان مبديا دعمه لتعزيز القوات العسكرية هناك.
وقال لصحيفة صنداي تلغراف إن المخاطر بالنسبة للغرب ستكون هائلة إذا لم ينجح الناتو في تثبيت الاستقرار بأفغانستان, مؤكداً أن هزيمة التحالف الدولي سيكون لها تأثير مسموم لدى من وصفهم بالنشطاء الإسلاميين في كل مكان.
من جانبه اعتبر مستشار الامن القومي الامريكي الجنرال جيمس جونز امس ان افغانستان لا تواجه خطر الوقوع مجددا في ايدي طالبان.
وصرح مستشار الرئيس باراك اوباما لشبكة سي ان ان التلفزيونية لا اتوقع عودة طالبان, وارغب في القول بكل وضوح ان افغانستان لا تواجه خطرا وشيكا في السقوط بين ايديهم.
كما دعا الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن امس الى بذل المزيد من الجهود في افغانستان, مؤكدا ان المقاربة الافضل يجب ان تركز على السكان.
ورفض راسموسن تحديد جدول زمني لسحب القوات الدولية من افغانستان, مؤكدا انه سيكون رهن التطورات على الارض, وباختصار نحن في حاجة الى المزيد الان كي نكون قادرين على بذل اقل من ذلك فيما بعد.