غوطة دمشق الشرقية .. موت وسجن كبير

تم نشره الإثنين 18 تشرين الثّاني / نوفمبر 2013 07:18 مساءً
غوطة دمشق الشرقية .. موت وسجن كبير

المدينة نيوز - لم يتبق لسكان غوطة دمشق الشرقية سوى الهواء ليستنشقوه للبقاء أحياء، هذه المدينة رازحة تحت وطأة حصار خانق منذ أكثر من شهر، ممنوع دخول كافة المواد الغذائية والطبية، ممنوع دخول وخروج الأهالي، حتى دفع سكانها لاستقبالنا بجملة "أهلا بكم بمعتقلنا الكبير".

يحاصر النظام السوري اليوم العديد من المناطق التي فقد السيطرة عليها في ريف دمشق، وذلك بعد أن عجز عن استعادتها وإخضاعها عسكرياً، متبعاً سياسة جديدة في حربه على المدن والبلدات الثائرة أُطلق عليها اسم "الجوع أو الركوع".

فهنا سعر ربطة الخبز (إن وجدت) ألف ليرة سورية (سبعة دولارات) بينما لا زالت تباع في دمشق بسعر 15 ليرة، وكذلك ارتفعت أثمان البرغل والسكر والعدس والمعكرونة، وبلغت أرقاما قياسية فأصبح سعر كل مادة منها ألف ليرة للكيلوغرام الواحد.

تزور الجزيرة نت المنطقة لترصد فصول معاناتها، فتلمس واقعا يفوق الوصف، عائلات كثيرة لم تعد تتناول سوى وجبة واحدة في اليوم، والأنكى من ذلك أن الطبق الرئيسي في وجبتهم اليتيمة هو الملفوف أو الخس أو أوراق الشجر عوضاُ عن الخبز.

كتاب المعاناة

المأساة لا تتوقف هنا، حيث يقول الشاب أبو آدم، إن بعض المدارس طلبت من الأهالي عدم إرسال الأطعمة مع أولادهم، منعاً لإثارة مشاعر الخيبة لدى أطفال آخرين لا يملكون طعاماً في منازلهم.

من المأكل إلى المواصلات، نفتح صفحة جديدة بكتاب المعاناة، نقص حاد بالوقود، حتى وصل سعر ليتر البنزين نحو ثلاثة آلاف ليرة (عشرين دولارا) هذا الارتفاع الجنوني- وفق وصف أبو آدم- أجبر الكثير من المشافي الميدانية على تعليق خدماتها للمرضى.

ويتابع أن الكثير من المصابين تعذر عليهم تلقي العلاج المناسب وإجراء العمليات الضرورية بسبب انقطاع التيار الكهربائي لمدة تزيد على السنة، وعدم إمكانية تشغيل مولدات الكهرباء فترات طويلة قد تحتاجها بعض العمليات، ناهيك عن التكاليف الباهظة لذلك، وعدم توفر كافة المواد الطبية المطلوبة كالمواد المخدرة.

ويختم أن ذلك يؤدي في بعض الحالات إلى حصول إعاقات دائمة لدى المصابين بسبب عدم إجراء العمليات اللازمة بالوقت المناسب.

نسير في شوارع الغوطة فلا نرى أي سيارة، نقترب أكثر لنسأل يأتي الرد أن سكان الغوطة تخلوا مجبرين عن استخدام السيارة والحافلة، ولجؤوا إلى الدراجات الهوائية أو حتى "الطنبر" وهو عبارة عن عربة يجرها حصان أو حمار في تنقلاتهم، كما أن الكثير من السكان باتوا يقطعون المسافات التي تصل البلدات المختلفة سيراً على الأقدام لقضاء حاجياتهم.

الجوع والمرض

ولكي تكتمل فصول المعاناة، كان لا بد من أن تتوقف مضخات المياه عن توصيلها للمنازل، ليتجه الأهالي لحفر الآبار بحثاً عن المياه الجوفية، وكذلك شراء المياه بكميات قليلة لقضاء الحاجات الضرورية.

ولا يخفي بعض سكان الغوطة اليوم خيبة أملهم بمن يفترض بهم حمايتهم أو العمل على تأمين متطلباتهم، وذلك وفق الناشط أبو أنس المقيم في مدينة دوما.

ويقول أبو أنس، في حديث للجزيرة نت، إن الناس اليوم أصبحت تحت رحمة بعض التجار الذين سارعوا بإخفاء مخزونهم من المواد الغذائية مستغلين الحصار الخانق على الغوطة، ومتسببين بارتفاع كبير بالأسعار، متوقعاً ردة فعل عنيفة من الأهالي تجاه "تجار الحروب" كما أسماهم.

كما أن سكان الغوطة اليوم يترقبون "رداً حاسماً على الحصار" من ألوية وكتائب الجيش الحر العاملة بالغوطة، وفق أبو أنس. ويخلص إلى أن الناس هنا بدأت تحس بالضيق، فهم يموتون جوعاً ومرضاً. ولا يريدون الخروج أو النزوح إلى دمشق، وإنما فقط يريدون الحصول على أدنى متطلبات الحياة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات