الاعتداءات العنصرية تطارد العرب بأوكرانيا

المدينة نيوز - بعد عدة أعوام من تراجع حدتها، عادت الاعتداءات العنصرية لتطارد العرب وغيرهم من الأجانب في أوكرانيا، وتخلق حالة من القلق خاصة بين الطلاب.
اعتداءات بالشتم والضرب ينفذها غالبا أنصار حركة "حليقي الرؤوس" المعروفون بالنازيين الجدد، الذين يتخذون من الزعيم الراحل أدولف هتلر قدوة لهم، ويجهرون بكرههم للأجانب والأقليات العرقية والدينية، داعين إلى طردهم من البلاد.
واللافت في هذه الاعتداءات أنها تقع في مدن عديدة وأن الكثير من ضحاياها من الطلاب العرب حيث طالت مؤخرا سبعة من عرب 48 بمدينة أوديسا وأربعة عراقيين في خاركيف، وستة فلسطينيين بينهم أربعة في سومي واثنان في دونيتسك، بالإضافة إلى آخرين من دول أفريقية وغيرها.
إضراب واحتجاج
هذه الاعتداءات دفعت الطلاب في عدة مدن إلى الإضراب لعدة أيام وتنظيم وقفات احتجاجية أمام جامعاتهم التي نصح بعضها بتجنب التجوال بعيدا عن أعين المارة، خاصة مع حلول ساعات الظلام.
عبد الحميد طالب عراقي في جامعة الطب بمدينة سومي تحدث للجزيرة نت عما تعرض له من ضرب يوم الجمعة الماضي حيث أصيب وزملاؤه بجراح أجبرتهم على دخول المستشفى.
ويقول عبد الحميد إن نحو 100 شخص ملثم من العنصريين تتراوح أعمار معظمهم بين 16 و20 عاما حاصروه مع نحو 20 من زملائه العرب والأجانب قرب مبنى السكن الجامعي ووجهوا لهم شتائم عنصرية وطالبوهم بالرحيل قبل أن يوسعوهم ضربا.
أما نفيسة -وهي طالبة أوزبكية- فتروي أن نحو 20 شخصا تجمعوا حولها واستفزوها بسخريتهم من شخصها ولباسها، وسألوها عن سبب قدومها إلى أوكرانيا ثم ضربوها وخلعوا حجابها.
ووصف الطالب الفلسطيني أشرف هذه الحوادث بأنها اعتداءات منظمة، مؤكدا أن العنصريين يراقبون الأجانب، ويحرصون على استفزازهم والاعتداء عليهم عندما تسنح الفرصة وتقل أعداد المارة نسبيا.
تجاهل رسمي
وينتقد الطلاب بشدة ما يسمونه سلبية السلطات المحلية والشرطة تجاه الاعتداءات، والاكتفاء بنفي وقوعها والدعوة لضبط النفس وفض الاحتجاجات، مع التأكيد على أنها تراقب الأوضاع وأن الأمر تحت السيطرة.
و قال أندريه سالينكوف مسؤول إدارة العمل مع الجمعيات الاجتماعية والطلاب الأجانب في خاركيف، إنه "لم تسجل أي اعتداءات ضد الأجانب.. المدينة هادئة وآمنة".
لكن رئيس منظمة بلا حدود الحقوقية ماكسيم بوتكيفيتش قال إن السلطات لا تريد أن تطفو قضايا العنصرية على السطح مجددا في أوكرانيا، خاصة مع اقتراب البلاد من توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وتشير أولغا فرينداك رئيسة منظمة "معا والقانون" -التي تدافع عن حقوق العرب والمسلمين في أوكرانيا- إلى عدم وجود قوانين تصنف هذه الاعتداءات ضمن الممارسات العنصرية.
وتضيف أن الشرطة تسجل هذه الاعتداءات على أساس أنها مجرد أعمال شغب، مما يجعل السلطة تشدد على نفي حدوث أي ممارسات عنصرية رغم أن الواقع يؤكد ذلك، على حد قولها.
ودعت فرينداك المعتدى عليهم إلى تقديم شكاوى لدى الشرطة والجامعات وسفارات بلادهم، مشيرة إلى أن الكثيرين لا يبلغون عما يتعرضون له لعدم ثقتهم بجدية تفاعل تلك الجهات معهم أو لخوفهم منها، مما يفاقم القضية في النهاية، حسب تقديرها.
( الجزيرة )