شتائم ورشق لصورة الرئيس عباس في غزة .. وفلسطين على ابواب انتفاضة ثالثة

المدينة نيوز - استيقظ اهالي غزة على صورة معلقة على الجدران تحمل صور الرئيس ابو مازن وتتهمه "بالخيانة وتتوعده بمزبلة التاريخ" وهو تحصيل حاصل لارتفاع وتيرة الصراع بين نهج السلطة وبين نهج الحركات الاسلامية.
وفي تطور لاحق دعت حماس والحكومة المقالة بعض مراسلي وكالات الانباء العالمية لتوثيق صورة اخرى تتمثل في رمي بعض اهالي ضحايا حرب اسرائيل على غزة الاحذية على صورة الرئيس في ساحة الجندي المجهول بغزة لنشرها في العالم.
وهذا يذكرنا بما قررته فصائل اليسار والرفض بتمزيق صور الزعيم الراحل ياسر عرفات وكيف كان طلبة الجامعات في الضفة الغربية يضربون ويمزقون صور ابو عمار لانه زار مصر ( نظام السادات العميل- كما كانوا يقولون)، يومها لم تكن قناة الجزيرة ولا فضائية فلسطين بل كانت اذاعة مونت كارلو وكان يخرج قادة فصائل الرفض للرد على ابو عمار والذي وجد نفسه وحيدا باستثناء بعض اعضاء اللجنة المركزية الذين انتقدوه أقل من غيرهم.
والحق يقال ان السلطة بالغت في البراغماتية- التكتيك السياسي على حساب الاستراتيجية الوطنية والثوابت- وتمثل ذلك بالثقة غير اللازمة بادارة اوباما والوعود الامريكية.
والحق يقال ان الحركات الاسلامية تبالغ في الدوغمائية- النظرة الاحادية المتشددة نحو الهدف الاستراتيجي- وتمثل ذلك في حشر اللجنة المركزية الجديدة لفتح في الزاوية على حساب فرصة المصالحة التاريخية في القاهرة.
والحق يقال ان الادارة الامريكية اوغلت في تدليل اسرائيل والاستهتار بارادة الشعب الفلسطيني وهو ما سيؤدي لاحقا الى فشل سياسة اوباما وتبديد مضامين خطابه في القاهرة.
والحق يقال ان اسرائيل تكون اغبى احتلال اذا ما شعرت انها خرجت منتصرة من لعبة جنيف وتلعب على جراح الضحية ، فاسرائيل ستجد نفسها امام حكم اسلامي متشدد في غزة وسلطة هلامية في الضفة... وصولا لعودة العمليات ضدها وانفجار انتفاضة ثالثة تحرق الاخضر واليابس ولا يسعفها هذه المرة جدار الاسمنت او الاسلاك الشائكة لان عرب 48 لن يقفوا مكتوفي الايدي.وهكذا تستطيع السلطة ان تدير ظهرها للانتقادات ولكنها ان فعلت ستفقد ثقتها بنفسها وثقة الجمهور بها.وتستطيع حماس ان تواصل شتم الرئيس وبكل الصور لكنها ستجد نفسها مطالبة في القريب العاجل باعطاء اجابة حول الحوار الوطني.
وتستطيع امريكا ان تواصل استظهار قوتها الدبلوماسية لكنها ستفقد كل قدرة على التواصل مع شعوب المنطقة.
وتستطيع اسرائيل ان تبقى جاحدة لكنها ستواجه انتفاضة جديدة تعيدها الى غابة البنادق ولحظات الرعب.
فهل يستعد الجميع لكل الاحتمالات ام لا؟.