نفايات" غزة تتحول إلى "أعمال فنية" تزين بيوت الفلسطينيين

المدينة نيوز - تمكنت 45 فتاة فلسطينية من غزة من إبداع أعمال فنية بعد أن حولّن نفايات صلبة إلى لوحات يمكن إستخدامها في البيت أو إهدائها للأصدقاء، بدلاً من إلقاءها في سلة القمامة.

وعرضت الفتيات ضمن إطار مشروع تدوير وإعادة إستخدام النفايات المنزلية بتنفيذ جمعية "أنصار البيئة" الفلسطينية كمنحة من البنك الدولي، بشراكة جمعيتين فلسطينيتين، أكثر من 100 عمل فني من مخلفات البيئة.

وقالت لطيفة عاشور، إحدى المشاركات في المعرض المميز الذي لاقى قبولاجماهيريا، أنها تدربت مع 45 فتاة ضمن 3 مجموعات لمدة 45 ساعة على مدار 3 أشهر ليخرجن من مرحلة الجمود الفكري إلى الإبداع في العمل وإستثمار ما يمكن من مخلفات المنزل لتحويله إلى رسوم وتحف وهدايا يمكن بيعها والتجارة بها أو تزيين المنازل بها.

 وأضافت عاشور  كانت "البداية صعبة جداً علينا، إذ لم يكن من السهل تقبل فكرة البحث في قمامة البيت كالأوراق المستهلكة والكرتون أو جمع الثمار الجافة لأشجار السرو، حيث أن الأهل والأقارب في مجتمعنا لا يحبذون هكذا أفكار من بناتهم".

وأوضحت "بعد عمل وجهد جماعي، تمكنا من إنجاز لوحات فنية نالت إعجاب كل من حاول المساهمة في إحباط معنوياتنا وأفكارنا، بل وصار العديد من هؤلاء الناس يجلبون لنا نفايات يمكن إستخدامها وتدويرها من جديد، يطالبونا بصناعة مناظر كهدايا يضعونها في منازلهم".

وأشارت زميلتها حليمة عبد العاطي إلى أنها إقتنعت بالفكرة، بمجرد عرضها عليها. وقالت إخوتي رفضوا الأمر في بدايته، ولكنهم عندما رأوا باكورة أعمالي أصبحوا يساعدوني في جلب أعواد الايس كريم وإستخدامها في صناعة علب أوراق المحارم "فاين" وغيرها من العديد من الصناعات المختلفة اليدوية.

وبدت علب السردين والصلصة الفارغة وأوراق الجرائد وغيرها من النفايات التي تُرمى عادة في المكب، حاضرة في المعرض الذي أقيم في مقر الهلال الأحمر الفلسطيني بمحافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

وقالت رواء شبير، إحدى المشاركات في المعرض، أنها تطمح لأن تستثمر خلاصة الدورة التي من خلالها أصبحن مبدعات. وقالت "شيء جميل جداً أن نستفيد من تلك النفايات بما يخدم جماليات منازلنا، أو بيعها لمحلات التحف والهدايا، ونأمل أن نقدم أعمالنا في العواصم العربية المختلفة، ونشارك في المعارض المختلفة، كي نصقل مواهبنا ونستفيد من أشقائنا في البلدان المختلفة".

وعادة ما تفصل المرأة الأوروبية تلقائياً أنواع النفايات المختلفة داخل منزلها، قبل أن تقوم بإلقائها في مكب النفايات العام. وهو أمر غير دارج في المجتمعات العربية ومنها بالطبع الفلسطينية.

وقال منسق الدورة والمدير التنفيذي لجمعية أنصار البيئة الفلسطينية المهندس وسام أبو جلمبو ، إن المتجمع الفلسطيني بحاجة إلى سنوات ليكون صديقاً للبيئة، ويدرك أنه بالإمكان الاستفادة من النفايات وتحويلها لما يمكن أن يضفي جمالاً على منزله.

وأضاف المهندس أبو جلمبو "أقدر جيداً إستمرار 45 فتاة داخل هذا المشروع دون حوافز لهن، لكنهن أبدعن في إنهاء الدورة بمعرض فني لاقى قبولا وإستحساناً جماهيرياً.. فالمشروع يهدف إلى توعية بيئية بالإضافة إلى التنموية".

وأوضح أن الفتاة المشاركة في الدورة "أصبحت الآن بمقدورها العمل والإنتاج وبيع ما تصنعه أيديها للمحلات المختلفة". وتوقع رواج الفكرة في المجتمع الفلسطيني من خلال المؤسسات المعنية، خاصة وقد تلاقيا الفن مع البيئة.

وقال "هذا الإبداع كان سيقلى في مكب النفايات، لكنه الآن في معرض يؤمه مئات المواطنين ويقفون بتعجب أمام اللوحات الفنية التي خرجت من بين يدي هؤلاء الفتيات".