صرف 140 موظفا من محطة "ال بي سي"
المدينة نيوز- لم يتاخر الاجراء الاداري الذي اقدمت عليه المحطة التلفزيونية "ال بي سي" عن محطة "ام تي في" او عن صحيفة "النهار" اذ طاول قرار الصرف حوالي 140 موظفا من المؤسسة التي يديرها الشيخ بيار الضاهر الذي انفصل عن القوات اللبنانية المالكة الاساسية للمحطة ودخل معها في نزاع قضائي بعدما ساله رئيس الهيئة التنفيذية للقوات سمير جعجع بعد خروجه من السجن عن مصير اسهم المحطة وطالب بحقه فيها.
واذا كانت عملية الصرف في المؤسسات الاعلامية تمت تحت عنوان العجز المالي وتجديد شباب "النهار" فان الصرف من تلفزيون "ال بي سي" بدا سياسيا خصوصا انه طاول محررين ومراسلين محسوبين على حزب القوات اللبنانية مثل دنيز رحمة فخري المراسلة في السرايا الحكومية وقريطم، وديامان رحمة جعجع مذيعة الاخبار في الفضائية، وفيرا بو منصف معدة التقارير في الاخبار وفي برنامج "بكل جراة" الذي كانت تقدمه مي شدياق التي تعرضت لمحاولة اغتيال قبل سنوات، والمخرج مروان متني زوج مقدمة برنامج 'نهاكم سعيد' شذى عُمر اضافة الى موظفين من مختلف الاقسام ولا سيما في قسم الانتاج وديكور البرامج والماكياج وعشرات الشبان من جهاز الحماية المعروفين بولائهم للقوات.
وقد عاش امس موظفون كثر في "ال بي سي" على اعصابهم خوفا من تلقيهم اتصالا من سكرتيرة الادارة تبلغهم فيه انهم باتوا خارج الخدمة تماما كما حصل مع زملائهم عصر الخميس.
وكما ابدى موظفو "النهار" عتبهم على طريقة تبليغهم بواسطة شركة البريد "ليبان بوست" كذلك اعرب موظفو "ال بي سي" عن دهشتهم للطريقة التي عوملوا بها بعد حوالي 15 الى 20 سنة من العمل المتواظب من اجل المؤسسة.
وفي حديث الى "القدس العربي" تبدي دنيز رحمة فخري اسفها لقرار تسريحها من مؤسسة اعطتها من وقتها اكثر مما اعطت عائلتها، ووصفت هذا القرار بانه غير مفهوم طالما اقوم بواجبي كاملا وبمهنية وموضوعية، وربما يكون رسالة الى الدكتور سمير جعجع وتحذير للزملاء الاخرين.
ومن المعلوم ان دنيز فخري لم تغادر المؤسسة الى تلفزيون 'ام تي في' في آذار (مارس) الماضي كما فعل زملاء لها مثل وليد عبود وماجد بو هدير وجورج عاقوري وفرنسوا زيادة بل فضّلت البقاء في 'ال بي سي'.
بدورها فان فيرا بو منصف التي تنتمي الى عائلة يعمل معظم افرادها في الحقل الاعلامي سواء في 'النهار' او مجلة 'الحوادث' فلم تستوعب كيف يتم التخلي عن زملاء من دون مراعاة معايير الكفاءة او الاقدمية، وتكشف انها تلقت اتصالا يبلغها قرار صرفها من دون تقديم اي مبررات.
واذا كان الزملاء المحررون يجدون عملا بديلا في حقل الاعلام مستندين الى خبرتهم الاعلامية فان تسريح عناصر جهاز الحماية الذين لا يحملون اي شهادات يضعهم على قارعة الطريق غير ان انباء افادت بأن الادارة قد تقدم لكل عنصر عدا التعويضات المستحقة لوحة سيارة عمومية بقيمة 18 مليون ليرة لبنانية للعمل عليها في مجال النقل وبما يؤهلهم للافادة من تقديمات الضمان الاجتماعي بدلا من ان يكونوا مضمونين لدى 'ال بي سي'.
وتعليقا على قرارات الصرف التي شملت موالين للقوات، هاجم الموقع الالكتروني للقوات اللبنانية بشدة ادارة 'ال بي سي' متهما اياها بانها 'اختارت تحت قناع تخفيض عدد الموظفين، القيام بعملية تصفية حساب سياسية مع 'القوات اللبنانية'، فعمدت الى طرد ابرز رموز المحطة من الاعلاميين فقط لانهم محسوبون سياسيا على 'القوات اللبنانية'، وسأل 'كيف يمكن ان يفهم اي مهني او حتى مواطن عادي ان تبقي المؤسسة على زملاء اقل خبرة وتمرسا بكثير في وظائفهم وهم ممن تم ادخالهم حديثا اليها وبعضهم بضغط من الرئيس السابق اميل لحود على سبيل المثال، في حين يتم الاستغناء عن خدمات محترفين دخلوا الى قلوب الناس'.
واضاف موقع القوات ' هل تتم تصفية الحسابات السياسية مع 'القوات اللبنانية' عبر طعن ابناء المؤسسة الذين بذلوا الغالي والنفيس وعملوا سنوات طويلة لازدهار المؤسسة وتطوّرها فقط لانهم 'ابناء القضية' التي دفعت دما ثمن قيام المؤسسة اللبنانية للارسال والتي يحاول البعض اليوم تحويلها شركة تجارية رخيصة في سوق العرض والطلب؟'.
واكد 'ان المؤسسة اللبنانية للارسال ليست ملكا لاي عائلة، وتحديدا هي ليست ملك عائلة الضاهر ولا عائلة غانم. المؤسسة اللبنانية للارسال هي ملك مجتمع قدّم الكثير ليبقى لبنان، ولا يمكن لهذه الشركة ان تستمر اليوم بمنطق قلة الوفاء وغياب المبادئ وتهديم كل ما تمّ بناؤه من اجل مصالح خاصة ومكاسب انية'.
على خط آخر، كانت للنائب السابق ناصر قنديل قراءة مختلفة عما اصاب بعض المؤسسات الاعلامية بقوله 'ان السعودية كانت تدفع دوريا مبلغ 5 ملايين دولار لهذه المؤسسات لتلعب دورها في مهاجمة سورية، اما اليوم وبعد التقارب السعودي السوري فلم تعد الرياض بحاجة الى هذه المنابر، وتوقف التمويل'، وسأل 'لماذا لم يصب العجر المالي باقي المؤسسات في لبنان؟'.
