وزراء آل الصبَّاغ السيبراني-دمشق- إربد

تم نشره الأحد 11 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 02:03 مساءً
وزراء آل الصبَّاغ السيبراني-دمشق- إربد

بشير الصبَّاغ
    شغل الأستاذ بشير الصبَّاغ المنصب الوزاري لأول مرة وزيرا للشؤون الاجتماعية وقائما بأعمال قاضي القضاة في حكومة الرئيس بهجت التلهوني المشكلة في 28/6/1961م ثمَّ أصبح وزيرا للتربية والتعليم ووزيرا للشؤون الاجتماعية في تعديل جرى على حكومة الرئيس التلهوني في شهر تشرين الثاني من عام 1961م , ثمَّ أصبح وزيرا للتربية والتعليم وقائما بأعمال قاضي القضاة في تعديل جرى في 1/11/1963م على حكومة الشريف حسين بن ناصر المشكلة في 9/7/1963م , ثمَّ عاد فشغل منصب وزير التربية والتعليم في حكومة الرئيس بهجت التلهوني المشكلة في 6/7/1964م , ثمَّ شغل نفس المنصب في تعديل جرى في 25/4/1968م على حكومة الرئيس بهجت التلهوني المشكلة في 7/10/1967م .
    ولد الأستاذ بشير حسن أحمد الصبَّاغ في مدينة اربد في عام 1919م , وتلقى دراسته الابتدائية في مدارس اربد , ثم أكمل دراسته الثانوية في مدرسة اربد الثانوية (1938) , وبعد حصوله على شهادة الدراسة الثانوية تأرجحت رغبته في إكمال دراسته الجامعية بين الروبرت كولدج في بيروت والجامعة السورية في دمشق والجامعة الأمريكية في بيروت , وضاعت عليه سنة كاملة بعد حصوله على الشهادة الثانوية بسبب تأرجح رغبته بين الجامعات الثلاث فاضطرَّ إلى إنقاذ ما يمكن انقاده من تلك السنة فعمل لمدة أربعة شهور معلما في عمان ثم استقرَّ رأيه على الالتحاق بالجامعة الأمريكية في بيروت وتخرَّج منها في عام 1943م وهو يحمل شهادة البكالوريوس في العلوم .
    بعد تخرُّجه من الجامعة الأمريكية ببيروت بدأ الأستاذ بشير الصبَّاغ حياته العلمية معلما للعلوم في مدرسة اربد الثانوية التي عرفته طالبا قبل سنوات قليلة واستمر في عمله بمدرسة اربد الثانوية من عام 1943م وحتى عام 1944م , حيث تمَّ ترفيعه ليصبح مديرا لمدرسة اربد الثانوية حتى عام 1945م حيث تمَّ نقله مديرا لمدرسة السلط الثانوية في عام 1946م وبقي مديرا لها حتى بداية عام 1947م حيث قدم استقالته من العمل في وزارة المعارف ( التربية والتعليم الآن ) ليتفرغ للعمل في الكلية العلمية الإسلامية رئيسا للكلية , واستمر في رئاستها حتى طلب إعفاءه من الرئاسة في 1/8/1999م بعد خدمة (52) عاما متواصلة تخللها بعض الانقطاع الزمني ( وليس الروحي ) عن الكلية العلمية الإسلامية في الفترات التي تولى فيها المنصب الوزاري , ويمكن القول بأن الكلية العلمية الإسلامية ارتبطت منذ تأسيسها بأسماء لشخصيات كريمة واكبت مسيرتها منذ بداياتها ولمدة عقود طويلة في رحلة تميزت بالعطاء المتواصل وفي مقدمتهم الوزير الأستاذ بشير الصباغ والأستاذ أنور الحنَّاوي.
    نسب آل الصبَّاغ السيبراني
    تحمل اسم (الصبَّاغ) عائلاتٌ عديدة في كثير من البلاد العربية قد لا تكون بينها في كثير من الأحيان صلات قربى , بل قد تختلف ديانتها بين الإسلام والمسيحية حيث جرت العادة على إطلاق اسم المهنة على العائلة  فإذاكان رب العائلة يعمل في النجارة تسمى عائلته  باسم النجار وهكذا الحداد لمن يعمل في الحدادة والخطيب لمن يعمل في الخطابة في المساجد والصبَّاغ لمن يعمل في الصباغة  الخ .
     وعائلة الصبَّاغ التي ينتمي إليها الأستاذ بشير حسن احمد الصبَّاغ تعود بجذورها إلى جَدِّها المؤسس احمد السيبراني الذي اشتهر بلقبه الصبَّاغ , وقد ارتحل أحمد السيبراني الصبَّاغ إلى اربد بعد منتصف القرن التاسع عشر ما بين 1850 - 1860م من مسقط رأسه في بلدة جاسم في حوران , والتصق به اسم السيبراني نسبة إلى نهر سيبر الذي يمر قريبا من بلدة جاسم , وسرعان ما نسج علاقات طيبة مع أهالي اربد , ولم يلبث أن تزوج فتاة من عشيرة الرشيدات ورزق بأولاد منها كان منهم نجله الأكبر الذي انتقل إلى رحمة الله في معركة بين الدرك الأميري وأنصار الشيخ كليب الشريده إبان ثورة الكورة ضد حكومة الإمارة في عام 1921م .
    وتقول بعض الروايات إن أحمد السيبراني الصبَّاغ كان أول رئيس مجلس بلدي تشكل في مدينة اربد .
    وعندما تقدَّمت السنُّ بأحمد السيبراني الصبَّاغ ارتحل إلى دمشق تاركا وراءه في اربد بعض أبنائه الذكور وعائلاتهم وكان ممن بقوا في اربد نجله حسن الصبَّاغ والد الوزير بشير الصبَّاغ , ولكنه لم يلبث أن التحق مع أحد أشقائه بوالدهم في دمشق بغرض التجارة وبقوا في دمشق إلى عام 1925م حيث عادوا ليستقرُّوا في إربد لتتشكل من أعقاب أحمد السيبراني الصباغ عائلة آل الصباغ في إربد .
آل ياسين الصبَّاغ الصيَّادي
    ومن العائلات التي تحمل اسم (الصبَّاغ) عائلة آل ياسين الصبَّاغ  في الشام وجرش وعمان التي تعود جذورها البعيدة إلى الحسين بني علي رضي الله عنه , حيث ارتحل أحد أجدادهم رفعة الحسن المكي في عام  317 هجرية إلى اشبيليه إثر فتنة القرامطة التي قتل فيها أمير مكة إبن محارب , ولم يلبث أحد أحفاد رفعة المكي أن ارتحل من إشبيليه إلى بغداد واسمه حسن ولم يكن يبلغ الثانية عشرة من عمره ( مولود 437 هجرية ) ثم تزوَّج ابنة الشيخ أبو الفضل وتوفي سنة 505 هجرية , وتزوج ولده سيف الدين عثمان من شقيقة الشيخ أحمد الرفاعي الكبير السيدة فاطمة , ومكث أعقابه في بغداد عدَّة عقود , ثم توزَّعوا في المدينة المنورة وفي حوران وخاصة في بلدة بصرى في الشام , ثم ارتحل أحدهم واسمه مهنا إلى معرَّة النعمان ومكث فيها حتى وفاته ودفن فيها , ومكث فيها أعقابه حتى عام 1045 هجرية, ثم ارتحل ياسين الصيادي وهو الجدُّ المؤسِّس لعائلة (آل ياسين الصبَّاغ) من معرَّة النعمان إلى دمشق سنة 1045 هجرية , وامتهن بعض أحفاده مهنة الصباغة فعرفوا باسم (الصبَّاغ), وما زال أعقابه في الشام ولبنان , وارتحل أحدهم وهو الشيخ صالح الصبَّاغ من دمشق إلى جرش في منتصف القرن التاسع عشر (حوالي 1850م) , وعمل في التجارة بالإضافة إلى مهنة التدريس وكان فقيها , وهو الجد المؤسس لعائلة آل ياسين الصباغ في جرش وعمان ,وكان نجله الشيخ حسن الصبَّاغ من رجالات جرش الذين وقفوا إلى جانب الأمير - الملك عبدالله بن الحسين في مرحلة تأسيس الدولة الأردنية .
    ويوجد لعائلة آل ياسين الصبَّاغ صلة قرابة بعيدة بعشيرة الدحيم التي تتمركز في منطقة الحمراء في المفرق .
     وكانت بعض العائلات في جرش /الأردن تعرف باسم الصبَّاغ مثل عائلة أبو الذهب وعائلة بحتور .
آل الصبَّاغ - الصماديه
يورد كتاب (السلط وجوارها خلال الفترة 1864 ¯1921م) لمؤلفه الدكتور جورج طريف داود اسم عائلة تحمل اسم الصبَّاغ مع أسماء العائلات الشامية الجذور التي قدمت إلى السلط في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي , والأرجح أنهم كغيرهم من العائلات الشامية التي قدمت إلى السلط عندما كانت السلط عاصمة لمنطقة البلقاء لم يلبثوا أن انتقلوا إلى عمان عندما كبرت وأصبحت مركزا للنشاط السياسي والتجاري , وتشير أكثر من رواية إلى أن عائلة الصبَّاغ العمَّانية تعود بجذورها إلى عشيرة الصمادية في الشام التي ترتبط بعلاقات القرابة مع صمادية منطقة عجلون ونابلس , وقد حدثني الوزير الدكتور زيد حمزة الصمادي أن عائلة الصبَّاغ في عمان الدمشقية الجذور تلتقي مع الصمادية في الجذور, وذكر لي أن عشيرة الصمادية أقامت في عام 1981م في عجلون حفلاً تكريمياً للسفير السوري في الأردن في حينه السيد عبد الكريم الصبَّاغ حضره لفيف من آل الصبَّاغ  في عمان تأكيداً لرابطة القربى بينهم.
عائلات تحمل إسم الصبَّاغ
يذكر الباحث محمد يوسف عمرو العملة في كتابه (أنساب العشائر الفلسطينية) أن عائلة تحمل اسم  (الصبَّاغ) تعيش في غزة في جنوب فلسطين , ويؤكد هذه الرواية الباحث أحمد أبو خوصه في كتابه  العشائر الأردنية والفلسطينية ووشانح القربى بينهم ولكنه يضيف بأن لعائلات غزة ومنها عائلة  (الصبَّاغ) في غزة امتدادات في بئر السبع والخليل , ولم يذكر الباحثان تفاصيل عن جذور عائلة الصبَّاغ في غزة .
ويشير الأديب يعقوب العودات في كتابه (من أعلام الفكر والأدب في فلسطين) إلى عائلة تحمل اسم (الصبَّاغ) تشكلت في حيفا في بداية القرن العشرين عندما ارتحل إليها من صيدا بلبنان كامل الصبَّاغ وتزوج بفتاة من آل الياسين في حيفا وتشكلت من أعقابهم عائلة الصبَّاغ الحيفاوية التي اشتهر منها العالم سعيد كامل الصبَّاغ مؤلف الأطالس الجغرافية الشهير, وقد أورد كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب اسم عائلة الصبَّاغ الحيفاوية وتحدَّث عن سعيد كامل الصبَّاغ  , كما أورد أسماء (9) عائلات فلسطينية تحمل اسم الصبَّاغ تتوزَّع على طبريا والبقيعة وسنديانة حيفا والناصرة وخان يونس ويافا وغزَّة وطولكرم وعكا والطنطورة , وأورد أسماء (4) عائلات تحمل اسم صبَّاغ تتوزع على نور شمس ومعليا وأبوسنان ومخيم جنين ,وأورد شرَّاب أسماء بعض رجالات هذه العائلات كالشاعر نعمة الصبَّاغ من عائلة الصبَّاغ المسيحية في الناصرة , وإبراهيم الصبَّاغ عميد عائلة الصبَّاغ المسيحية في عكا الذي كان مستشارا ووزيرا وطبيبا للشيخ ظاهر العمر الزيداني الذي دانت له فلسطين وبعض مناطق شمالي شرق الأردن بالزعامة (1698-1777م) , وتحدث عن حفيده المؤرخ ميخائيل بن نقولا بن إبراهيم الصبَّاغ الذي ارتحل إلى فرنسا ليشغل منصب ناظر قسم الدراسات الشرقية في المكتبة الملكية في باريس ,. وأشار شراب إلى الشاعر سميح الصبَّاغ من عائلة الصبَّاغ في بلدة البقيعة الذي أوقف شعره على القضية الفلسطينية , وصدر له عدَّة دواوين منها (داخل الحصار) و(وطني حمَّلني جراحه ) و(دمي يطاردكم) .
ويشير كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري إلى عائلة مسيحية تحمل اسم الصبَّاغ ارتحلت من قرية عولم بجوار بحيرة طبريا إلى الحصن في شمال الأردن, ويذكر أنها عصبة آل الفانك وحنُّون وهبهب , كما يشير إلى عائلة مسيحية في عكا تحمل اسم الصبَّاغ ولهم أقارب في الناصرة هم عائلة القندلفت , والأرجح أن هذه العائلة هي عائلة إبراهيم الصبَّاغ وزير وطبيب الشيخ ظاهر العمر, ويشير عمَّاري إلى عائلة مسيحية تحمل اسم الصبَّاغ ارتحلت من بلدة علان القريبة من السلط إلى بلدة لم يذكر اسمها في فلسطين , كما يشير إلى عائلة مسيحية فلسطينية تحمل اسم الصبَّاغ هي فرع من عشيرة الخليفية وينحدرون من بلدة ضمرة القريبة من عجلون  (هكذا وردت والأرجح أنها صِخرة) ولم يذكر مكان سكنها  , كما يذكر أن عائلة الصبَّاغ المسيحية في الناصرة بفلسطين تعود بجذورها إلى العرب الغساسنة وأنها ارتحلت من حوران بسوريا إلى لبنان ثمَّ إلى فلسطين , وهي فرع من عشيرة الحمامرة المسيحية من بني معلوف واسم جدها  خلف . 
    وتحمل عائلات مسيحية في العديد من البلاد العربية اسم (الصبَّاغ) أيضا , ومنها عائلة الصبَّاغ في الناصرة التي اشتهر منها نعمه الصبَّاغ المولود في عام 1886م الذي كان من رجالات التربية في فلسطين في عصره إلى أن أحيل على التقاعد في عام 1941م وهو مدير للمدرسة الأميرية في الناصرة , وبعد النكبة (1948م) ارتحل إلى لبنان حيث تولى تدريس الأدب العربي في كلية طرابلس الشام .
ويورد كتاب (الحركة الوطنية الفلسطينية ¯ يوميات أكرم زعيتر) اسم محمود عيسى الصبَّاغ من عائلة الصبَّاغ في حيفا مع أسماء كوكبة من شهداء ثورة 1936م .
    وتعيش في عمان عائلة مسيحية تحمل اسم (الصبَّاغ) , كما تعيش في القدس عائلة مسيحية تحمل اسم (الصبَّاغ) اشتهر منها الاقتصادي حسيب الصبَّاغ الذي تقول رواية إنه من أحفاد ميخائيل بن نقولا بن إبراهيم الصبَّاغ الجد المؤسس لعائلة الصبَّاغ المسيحية في عكا.
ويورد كتاب (القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917 ¯ 1948م) لمؤلفته الباحثة بيان نويهض الحوت إسم خليل الصبَّاغ من عائلة الصبَّاغ في طولكرم مع ممثلي طولكرم في المؤتمر العربي الفلسطيني الرابع (1921 م) , ويشير الكتاب إلى عائلة عراقية مسلمة تحمل اسم الصبَّاغ كان أحد رجالها صلاح الدين الصبَّاغ الذي كان من ألمع العسكريين العرب  من مؤسسي وقادة حزب الأمة العربية الذي تشكل سرا في منزل مفتي فلسطين الأكبر الحاج أمين الحسيني في شارع الزهاوي في بغداد في عام 1941م الذي اختاره المؤسِّسون رئيسا للحزب , وكانت قضية فلسطين في صميم إهتمامات الحزب .

من بريد القراء
الأستاذ زياد أبو غنيمةالمحترم
السلام عليكم ورحمة الله
  تعقيبا على ما أوردته في الحلقة  30  المنشورة في جريدة (المدينة) الصادرة في 25/4/2006م  عن عشيرة الجرادات وعشيرة آل الطاهر أود أن أشير إلى أن نخوة الجرادات هي (أخوات رشيدة) , كما أشير إلى  أن هناك عشائر وبطونا  في فلسطين لها صلات بالجرادات مثل الطحاينة وأبو سليم والطاهر والقاعود, كما أشير إلى أن أصول الجرادات تمتد إلى قبيلة الجرادة القضاعية اليمنية , وللجرادات علاقات قرابة مع عائلات جرادة وأبوجرادة والجرايدة , وقدألف كمال ابن العديم الذي كان مرافقا للقائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي كتابا أسماه  (الأخبار المستقاة عن ذكر بني أبي جرادة ) وهو محفوظ في المكتبة الظاهرية في دمشق .
والسلام عليكم ورحمة الله
بشار الجرايدة او الجرادات

أمير قبيلة الموالي في ذمة الله
تحدثت ف¯ي الحلق¯ة 21 المنشورة ف¯ي (المدينة) ف¯ي 21/2/2006م عن وزراء عشائر آل طوقان (نابلس) والحيارات ( السلط ) وآل الريماوي ( بيت ريما ) وعن أصولها, وذكرت أن آل طوقان والحيارات وآل الريماوي وآل العابد  وآل الفاعور ( الجولان ¯ سوريا ) يلتقون في الجذور مع آل أبو ريشة  أمراء عرب الموالي الذين ينتشرون في عدة مناطق في سوريا وخاصة في منطقة حماة ,  وقد وصلني مؤخرا نعي أمير عرب الموالي  الأمير فواز عبد الكريم الشايش أبو ريشة الموالي  رحمه الله رحمة واسعة , وكانت إمارة عرب الموالي قد انتقلت إليه في عام 1966م بعد وفاة والده الأمير عبد الكريم الشايش أبو ريشة رحمه الله  الذي كان قد تولى إمارة القبيلة في عام 1920م .
اضافات
آل القاضي/الخالدي ( بنو مخزوم)
من الحسا بالجزيرة العربية
إلى بادية تدمر ,إلى الجولان,
إلى شمال الأردن

تحدثت في الحلقة 40 المنشورة في (المدينة)في 4/7/2006م عن وزراء عشائر قبيلة بني مخزوم ومنها عشيرة القاضي/ الخالدي في شمال الأردن, وأُضيف إلى ما سبق ذكره في تلك الحلقة ما نقله كتاب (عشائر الشام) لمؤلفه المؤرخ أحمد وصفي زكريا عن كتاب (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب) للقلقشندي الذي يشير إلى أن قبيلة بني خالد من عرب حمص هم بطن من قبيلة بني مخزوم القرشية العدنانية, وأنهم من رهط الصحابي الجليل سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه ويدَّعون النسب إليه رغم ما تواتر عن انقراض نسله, وربما كانوا من ذوي قرابته رضي الله عنه إن لم يكونوا من أعقابه, وينقل زكريا عن المؤرخ أبو الهدى الصيَّادي في كتابه (الروض البسَّام) أن بني خالد كانوا أعظم قبائل الشام شأناً , وأنهم توزَّعوا في عدَّة مناطق فمنهم قسم في ديار الشام (آل القاضي) ومنهم قسم بديار حماة (الصيالة- الزمول- البنوة- الشقرة), ومنهم قسم في ديار سلمية وحمص, ومنهم قسم في جبل شحشبو غربي قضاء المعرَّة وشمالي أفامية, وبعضهم في ناحية الرمثا في شمالي الأردن (آل القاضي), وبعضهم في منطقة القصيم غربي بلاد نجد, وقسم كبير منهم لا يزال يقيم في الحسا على الساحل الغربي من خليج البصرة.
ويذكر المؤرخ زكريا أن بني خالد قدموا إلى ديار الشام في القرن التاسع للهجرة (الرابع عشر الميلادي), وينقل رواية فيها طرافة عن قصة انتقالهم من بلاد الحسا في الجزيرة العربية إلى بلاد الشام فيذكر أن سنوات من القحط أصابت بلاد الحسا, وكان لشيخ العشيرة المخزومية مشاري بن حميد بنت عابدة ناسكة أخبرته ذات يوم أنها رأت في منامها أنها في أرض كثيرة المياه العذبة والثمر الشهي, وأن هذه الأرض على بعد مسير أحد عشر يوماً على راكب الحصان الأصيل شريطة أن يجعل نجمة القطب على يمينه طيلة مسيره , فصدَّقها والدها وأرسل عدداً من فرسان العشيرة على النحو الذي ذكرت  فوصلوا في يومهم الحادي عشر إلى سهول تدمر في بلاد الشام فوجدوا فيها ما ذكرته الفتاة , فارتحل الشيخ مشاري بن حميد بعشيرته إلى سهول تدمر وكانت خاضعة لأمير قبيلة الموالي (لم تذكر الرواية اسمه), ولما شاهد الأمير بنت الشيخ مشاري شيخ عشيرة بني خالد المخزومية أعجب بها وطلبها من أبيها للزواج, ولما تلكأ الأب في إجابته هدَّده وتوعَّده فما كان من أحد أبناء الشيخ مشاري إلا أن هجم على الأمير وقتله, فنشب القتال بين الموالي وبني خالد واضطر بنو خالد إلى العودة إلى ديارهم في بلاد الحسا, ثم عادوا إلى تدمر ونازلوا الموالي في قرية سوحة غربي عقيربات فقتل منهم الموالي أربعين رجلاً فاضطرَّ بنو خالد للعودة إلى بلاد الحسا ومكثوا فيها مائة عام, ثم عادوا إلى بلاد الشام ونازلوا الموالي في مرج الحمراء شرقي حماة وقتلوا أمير الموالي أبو حنيك من فرقة النبيط , ولكنهم لم يتمكنوا من السيطرة على منطقة حماة فارتحلوا إلى منطقة دير الزور واستقرُّوا فيها ثم أخذوا يوسِّعون رقعة نفوذهم في منطقة حماة وحمص والمعرَّة وبعلبك, وفي أواسط القرن التاسع عشر ارتحلت فرقة من بني خالد إثر نزاع مع عشيرة النعيم إلى الجولان ولكنَّ عشيرة آل فضل التي كانت تبسط سيطرتها على الجولان لم تمكنهم من الاستقرار هناك , فارتحلوا إلى منطقتي الرمثا وعجلون في شمالي الأردن وكانت مشيخة العشيرة وما زالت حتى أيامنا هذه في آل القاضي من بني خالد من بني مخزوم وكان لشيخهم سعود القاضي شأن وشهرة  وتولى ثلاثة من أبنائه المنصب الوزاري وهم الدكتور طراد, الدكتور نايف والدكتور حاكم , ويتوزَّع آل القاضي إلى ثلاثة أفخاذ هي الجبور والصبيحات والنهود.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات