" نكتة " تسبب توترا سياسيا بين فرنسا والجزائر

المدينة نيوز ـ تحولت نكتة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع وزير داخليته مانويل فالس إلى ما يشبه “توترا” دبلوماسيا مع الجزائر، وهذا ساعات قليلة بعد انتهاء زيارة جان مارك آيرولت رئيس الوزراء الفرنسي إلى الجزائر، والتي وصفت بالزيارة “الناجحة”، غير أن نكتة هولاند استقبلت بكثير من الاستنكار لدى الطرف الجزائري.
وأطلق الرئيس هولاند نكتته أمامه المجلس التمثيلي لليهود في فرنسا، عندما سأل عن وزير الداخلية مانويل فالس، إن كان سيتوجه إلى الجزائر قريبا، ثم عاد واستطرد قائلا:” آه، نعم هو عائد للتو من الجزائر، وبما أنه عاد سالما معافى فهذا شيء كبير”!
هذه النكتة كانت كافية لإلهاب مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرت أنها سخرية من الجزائر، رغم البساط الأحمر الذي فرش لرئيس الوزراء آيرولت وأعضاء الحكومة الذين رافقوه خلال زيارته إلى الجزائر، ولم يتوقف الاستنكار عند حد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بل وصل الأمر إلى وزير الخارجية رمطان لعمامرة الذي استنكر تلك التصريحات، مؤكدا على أن الرئيس هولاند زار الجزائر، ووقف على مدى استباب الأمن فيها.
وأعرب عن أسفه بشأن هذا التصريح، متمنيا ألا تختتم سنة 2013 على نقطة سوداء في العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية.
ورغم عدم صدور أي موقف من السلطات الفرنسية في أعقاب الضجة التي أثارتها نكتة هولاند مع وزير داخليته، إلا أنه إذا عدنا إلى سياق تلك التصريحات، فإننا نجد أن الرئيس الفرنسي كان قد بدأ خطابه بمجموعة من النكت، إذ تحدث عن وزيرة العدل كريستيان توبيرا التي قال بأنها لم تفارقه منذ أيام، ثم سأل عن وزير الداخلية، وهو ما يوحي بأن القصد لم يكن الإساءة للجزائر، لكن في الدبلوماسية الكلمات لها وزنها، والعلاقات مع الجزائر مهما تحسنت فإنها تبقى هشة، تكفي كلمة واحدة لهدم كل شيء.
وإذا عدنا إلى فترة حكم الرئيس نيكولا ساركوزي، فإن العلاقات الفرنسية ـ الجزائرية كانت قد عرفت أيضا انتعاشة في بدايات حكم “ساركو”، لكن تصريحا واحدا من وزير خارجيته السابق برنارد كوشنير، الذي قال بأن العلاقات بين البلدين لن تتطور إلا بعد رحيل جيل الثورة عن الحكم في الجزائر، كان كافيا لإدخال العلاقات في نفق من التوتر، أضيفت له توابل أخرى، ليتواصل الفتور في العلاقات إلى غاية رحيل ساركوزي عن قصر الإليزيه.