دء فعاليات الملتقى العلمي الثاني لدائرة الافتاء العام

المدينة نيوز- مندوبا عن سمو الامير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي افتتح سماحة قاضي القضاة/ إمام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد هليل اليوم فعاليات الملتقى العلمي الثاني لدائرة الافتاء العام وعنوانه (أثر الفتوى في وحدة الأمة).
وحضر حفل الافتتاح وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل عبدالحفيظ داود، ومدير عام البنك الاسلامي الاردني موسى شحادة.
وأكد الدكتور هليل أهمية الملتقى الذي يرعاه البنك الاسلامي الاردني والمحاور التي يتضمنها ولا سيما انه يتناول قضية هامة وحساسة وهي مسألة الفتوى وأثرها في وحدة الامة وتجميع صفوفها مشيرا الى أن سمو الامير غازي كلفه بنقل تحياته للمنظمين والمشاركين وتمنياته للملتقى بالنجاح والتوفيق.
وقال ان سموه أكد الحرص على تنفيذ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بدعم دائرة الافتاء العام ومتابعة برامجها ونشاطاتها وتقدير جلالته للجهود التي تبذلها الدائرة في توعية الناس وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم باتباع كتاب الله العزيز وسنة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.
وأضاف هليل : إن المتأمل في أوضاع الامة يلاحظ الفرقة والاختلاف وهذا الأمر يؤكد أهمية الفتوى لجمع وحدة الامة ولملمة صفوفها والفتوى أمانة عظيمة وتعد توقيعا من العلماء المخلصين نيابة عن رب العالمين.. فالاسلام يحرص على إقامة حياة الناس على منهج الحق والرشاد والسداد.
وأوضح: ان الفتوى لها أكبر الأثر في توجيه حياة الناس نحو قيم الفضيلة والسداد والرشاد، ومن هنا كانت الفتوى في غاية الأهمية والخطورة معربا عن أسفه لما آلت اليه الامور في بعض الفضائيات والمواقع الالكترونية التي حولت الفتوى الى مهازل ومناسبات لتفسير الاحلام وطرح المسائل التافهة مشددا على أن يعود الانسان الى أهل الذكر في الفتوى امتثالا لقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون).
وأعرب هليل عن تقديره للجهود التي تبذلها دائرة الافتاء العام لتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم على هدى وبصيرة من الله جلت قدرته واتباع سنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام.
وكان سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالكريم الخصاونة قد ألقى كلمة أكد فيها ان الغاية الاسمى للشريعة الاسلامية هي تحقيق مصلحة العباد في الدنيا والآخرة وأن توحيد الأمة وجمع كلمتها وتآلفها هي من مقاصد الشريعة وعلى المفتي ان يستخدم الحكمة والاسلوب الحسن وأن يدرك المقاصد والمآلات التي تؤكد الفتوى على تحقيقها.
وأضاف : ولكي تتحقق الغاية من الفتوى فلا بد أن تكون بمقتضى الأدلة الشرعية المعتبرة وعلى المفتي أن يستند الى كتاب الله أولا ثم الى السنة النبوية الشريفة ثانيا ثم الى اجماع العلماء والفقهاء مشيرا الى قوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم أجرا كبيرا).
ودعا الشيخ الخصاونة الى أن يكون المفتي يقظا فطنا بحيل الناس ودسائسهم اذ للبعض مهارة في تغيير الكلام وتزويره وتصوير الباطل بصورة الحق مؤكدا ان غفلة المفتي ينتج عنها ضرر كبير في هذا الزمان، كما يجب على المفتي أن يراعي الفطرة البشرية المجبولة على الضعف مشيرا الى قوله تعالى (يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا).
وأعرب عضو رابطة علماء الاردن الدكتور عبدالناصر ابوالبصل عن تقدير الرابطة لهذه المبادرة الطيبة من جانب دائرة الافتاء العام والتي تأتي انطلاقا من الحرص للتعاون والتشارك وتصب في مقاصد الشريعة والامة والوطن.
وثمن اللدعم الموصول الذي تلقاه رابطة علماء الاردن منذ انشائها من المؤسسة الدينية الواحدة بجميع مكوناتها مشيرا الى قوله عليه الصلاة والسلام (المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم)، داعيا الى استنهاض الهمم للاضطلاع بمسؤولية الفتوى للحفاظ على وحدة صفوف الامة وتماسكها.
وناقش المشاركون الذي مثلوا المؤسسات الدينية المدنية والعسكرية عددا من الموضوعات المتعلقة بأثر الفتوى في التقريب بين الشعوب الاسلامية والحفاظ على الهوية الاسلامية وقضايا التطرف والتعصب في الفتوى وفتاوي مجمع الفقه الاسلامي واثرها في وحدة الامة وتحقيق الامن الاجتماعي ووسطية الفتوى وتجردها عن الهوى ودور وسائل الاعلام في تحقيق الامن الاجتماعي من خلال الفتوى وكيف يساهم الاعلام في تأجيج الفتاوي المنحرفة.
وجرى على هامش الملتقى افتتاح النسخة الانجليزية للموقع الالكتروني بدائرة الافتاء العام حيث قدم الدكتور جميل ابوسارة ايجازا عن الموقع والفتاوى والابحاث والمقالات التي يعمل على ترجمتها اولا بأول مشيرا الى انه تم انشاء وتصميم الموقع بالتعاون مع الديوان الملكي الهاشمي، وان الخطة المستقبلية للموقع تتضمن إنشاء خدمة حساب المواريث ونظام متطور لحساب الزكاة وربطه بالسوق المالي.
(بترا)