ندوة العالم العربي بين التطرف و الاعتدال في المنتدى العالمي للوسطية

المدينة نيوز :- نظم المنتدى العالمي للوسطية، الاحد ، ندوة" العالم العربي بين التطرف والاعتدال"، استضاف فيها كلاً من رئيس المنتدى العالمي للوسطية الامام الصادق المهدي من السودان ، نائب رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ عبدالفتاح مورو من تونس .
رحب عطوفة المهندس مروان الفاعوري الامين العام للمنتدى العالمي للوسطية بالضيفين الكبيرين وبالحضور ، مستعرضا اهمية الوسطية في حياة المسلم ودورها في المحافظة على مكتسبات الامة .
. بدأ الامام الصادق المهدي حديثه بتوجيه الشكر للمنتدى العالمي على دوره في عقد مثل هذه الندوات بهدف نشر الفكر الوسطي في مواجهة الفكر المتشدد، وأوضح الاسباب التي تجعل من منطقتنا محط انظار العالم،وهذه الاسباب هي ان هذه المنطقة مهد الحضارات ، ومهد الاديان وانها غنية بالنفط والطاقة، هذه الاسباب جعلت من العالم يسعى للمحافظة على استقرارها. وقال المهدي ان المنطقة تحتوي على احتقان قد ينفجر في أي لحظة اذا لم يتفق الحكام مع الشعوب، وبين ان تحركات الشباب ادت الى الربيع العربي في مصر وتونس، لكن بعض الانظمة تنبهت وبدات بالاستعداد لمواحهة هذا الربيع وقال ان هناك مخاوف عالمية من تطور مخرون الامة المعنوي الايجابي ،الذي قديمكنها منمسك العالم بالرغم من قلة مواردها مما يؤدي الى ازدياد قوة ومنعة العالم الاسلامي .
واشار الى ان الواقع يشهد تيارات مهمة فكرية وواقعية تقف وراءه قوى اجتماعية لا يمكن لاحدها ان يلغي الاخر، فهناك التوجه الاسلامي الذي ينطلق من دين الاسلام و مفاهيمه و احكامهواتجاه اخر ينطلق من رؤيته عن الدين انه لله والوطن للجميع وتقاطع اخر يمثل السني والشيعي وتوجهات تكفر بعضها بعضا، اضافة الى تقاطع اسلامي اسلامي واخواني سلفي وسلفي نظري وسلفي حركي وكذلك المكونات غير العربية في الدولة العربية.
وقال ان هذه التقاطعات قابلة للمعالجة عبر تصور يستطيع النخبة الفكرية والسياسية ان تتطرق لها بحيث توحي في حقيقة الامر احتواء التعارض والتناقض الاسلامي والعلماني خصوصا وان التفكير الاسلامي استطاع عبر تجارب كثيرة ان يطور الموقف ضمن مناداته بدولة مدنية، واخرى قطرية، ضمن معان جديدة تمثل مراجعة للموقف الاسلامي مراجعة يمكن ان تخاطب الموقف العلماني اذا هو تراجع، باعتباره الاكثر جمودا في هذا الصدد.
. اما عن سبب انحسار التجربة المصرية، فهو يعود حسب راي المهدي الى ان الاخوة في مصر استنسخوا التجربة السودانية القائمة على الاستمرار في الحكم بالتمكين وهذا ادى الى ردة فعل قوية، وكان الاجدر بهم ان يستفيدوا من التجربتين التونسية والتركية . وقال المهدي ان هناك عدة تقاطعات في المنطقة منها ما هو القومي ومنها ما هو الاسلامي ومنها ما هو السني الشيعي الذي يتبادل العداوة فيما بينه ، ومنها ما يقوم على فكر القاعدة المتشدد، لذا لا بد من تسوية هذه التناقضات لكي لا يؤدي الى تفجر الامور وتحل الفوضى في المجتمع و يختطف المتطرفون مستقبل امتنا و تعود الى مربع الغلو و العنف و القاعدة .
ثم تحدث رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ عبدالفتاح مورو الذياظهر حرقته على وضع امة الاسلام المتردي والتي يجب ان تكون امة السيادة والريادة على الامم وانه لا يمكن لاي جهة ان تحكم الا اذا كانت محاطة بركائز المجتمع الذي تحكمه بحيث لا يكون من يختارها للحكم عالة عليها او من اصحاب الحوائج وقال مورو ان الشرعية الانتخابية اوصلت الاسلاميين الى الحكم ولكن البقاء في الحكم لا يكون الا من خلال النخبة من اقتصاديين ومثقفين وسياسيين ، الذين يدركون ان للحكم مفاصل لا بد من فهمها والقدرة على ادارتها بطريقة حكيمة، فالرسول عليه السلام اختار الطائف وذهب اليها ليدعوها لان فيها النخبة الثقافية والاقتصادية انذاك. واشار مورو انه كان مع ان يؤجل الاسلاميين استلام الحكم في هذا الوقت والبقاء في البرلمان لمراقبة الحكومة . وبين مورو ان مشروع الاسلاميين ليس مشروع حكم فقط بل هو مشروع حضارة وتربية و حرية ، ويجب ان لا ينحصر في الجانب السياسي فقط المتمثل في الحكم، وقال ان المعركة و التحدي ليست معركة دبابة بل معركة تخطيط وفكر ونحن عاجزون عن ادارة هذه المعركة، واكد على اننا بحاجة الى حكماء من كل الاطراف ليعالجوا الامور في مصر قبل تستفحل وتتطور
ودعا مورو الى ضروة انشاء مرصد اسلامي يكون بعيدا عن التأثر بالاحداث اليومية، بحيث يتصدى لما يحاك للامة ويستنتج ما يراد لها، ضمن دراسات استشرافية حقيقية ترتقي الى الطموح.
وقال ان قضيتنا اليوم ليست الحكم, معتبرا ان القضية الاهم هي تأسيس المجتمع تربويا ليصبح مهيئا لان يكون فاعلا ومنتجا لا مستهلكا خاضعا للاستبداد المعطل للعقل والفكر.
غطت الندوة وسائل اعلامية تتضمن التلفزيون الاردني و قناة بغداد و صحفيين يمثلون الصحافة الورقية و الالكترونية و حضر الندوة جمع غفير يمثل الشخصيات السياسية و الحزبية و الدينية و وزراء سابقين , وقد حضيت الندوة باهتمام كبير و صدى لدى الحضور الذي طرح عدة تساؤلات بعد نهاية الندوة تتعلق بمجرياتها .