'عمر' يوقف الاسرائيليين في الطوابير

المدينة نيوز :- أثار العرض الأول لفيلم المخرج السينمائي الفلسطيني هاني أبوأسعد بعنوان "عمر" في صالات السينما في إسرائيل دهشة وإعجاب المشاهدين.
وانتشرت قصة وتطور أحداث الفيلم على ألسنة الناس في المدن والقرى الإسرائيلية ما دعاهم للوقوف طويلا في الطابور أمام شباك التذاكر لحضور العرض الأول لهذا الفيلم.
وعرض فيلم 'عمر' للمرة الأولى في إسرائيل في قاعة 'سينماتيك' في القدس الغربية، وهي بمثابة ناد خاص معظم رواده من اليساريين، كما عرض في مدينة تل أبيب الاسبوع المنقضي لثلاثة أيام.
وعلق المخرج الإسرائيلي أنير برنجر على الفيلم قائلا بأنه "قوي وجميل ومتكامل وجريء" واعتبره فيلما واقعيا وهنأ المخرج هاني أبو أسعد الذي حضر للرد على أسئلة الحضور.
واختير فيلم "عمر" مؤخرا بين تسعة أفلام مرشحة للفوز بجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي و ستمنح في مارس/آذار المقبل في القرعة الأولى. وكان الفيلم قد فاز سابقا بجائزة المهر العربي لأفضل فيلم روائي طويل وجائزة أفضل مخرج، في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي.
وفيلم "عمر" قصة حب بين شاب وشابة فلسطينيين لهما أحلامهما البسيطة بالزواج والعيش معا، ولعمر أيضا احلام كمعظم الشبان الفلسطينيين الذين يريدون المشاركة في القضاء على الاحتلال والانتماء للمقاومة، وينتهي به الامر معتقلا محاطا بالشكوك بسلوك حبيبته وأصدقائه وشركائه في درب المقاومة .
ويظهر فيلم عمر في حبكته ذروة الصراع الإنساني لحبيبين يشك كل واحد منهما بالآخر بفعل صديق يتعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية يعمل على اثارة وتغذية شكوكهما ببعضهما البعض ويسهم باغتيال أصدقائه في المقاومة.
كذلك يظهر الفيلم قوة الإسرائيلي بآلته العسكرية الضخمة وضعف الفلسطيني الذي لا يملك غير عزيمته، ويعرض ايضا كيفية وقوع الشباب فريسة سهلة لأساليب الاستخبارات الإسرائيلية التي لا تنتهي.
ورأت المحامية الإسرائيلية التقدمية ليئا تسيمل ان "الفيلم ناجح وجميل وقوي جدا وصادم". وقالت "ان الإسرائيليين لم يتحملوا رؤية البطل عمر الفلسطيني المحب والجميل والمثالي اذ ان الفلسطيني بالنسبة لهم هو البشع والسيىء واللص والمجرم".
اما نيتسا شاحار الخبيرة في الشؤون التربوية فقالت "الفيلم مغضب جدا لم استطع الجلوس بهدوء طوال العرض لم يكن هناك اي امل في الفيلم، كان صعب علي تحمله" موضحة بانها يسارية و"الفيلم لم يعطني أي أمل".
وأضافت "الفيلم كان يتحدث فقط عن الكذب والاستغلال ،الشاب يكذب على البنت وعلى أصدقائه ويخونهم".
اما سيما رودريج فقالت "أحببت التمثيل والإخراج وجزءا من التصوير. الفيلم مهني جدا والموضوع نفسه يشغل الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأوضحت "الفيلم فيه عنف كبير وغضب كبير من كتب السيناريو ركز على العنف كثيرا، كان هناك اتصال بين رجل المخابرات وعمر ، كانت هناك لحظات إنسانية بينهما لكن كل شيء ينتهي بعنف. لم احب النهاية".
اما جيلا شابيرا فقالت "نعم هو تحدث عن الحب وأمور جميلة وعن البارانويا ، المخرج جعل الجانب اليهودي سلبيا ، وتجاهل الاسرائيلي وصوره من دون اخلاق. المخرج رفض التحدث معي وهذا مهين". ومن جهته قال المخرج هاني ابواسعد "كنت اتوقع ان تكون ردود فعل الجمهور الإسرائيلي اكثر سلبية. واضح أن هناك انقسام ".
واعتبر “ان اليسار الإسرائيلي الصهيوني لا يستطيع تحمل فكرة ان يحمل الفلسطيني سلاحا في دولة فلسطينية يكون لها جنودها ويكون لها كيانها وتكون قوية”.
وأوضح أبو أسعد انه استوحى فكرة الفيلم عندما بدأ يصور فيلم "الجنة الان" عندما كان يجد الجيش الإسرائيلي في كل مكان يريد التصوير فيه قبله، مضيفا "أصبت بحالة بارانويا ،حتى بدأت اشك بنفسي".
وتابع “بدأت اتعمق اكثر في الموضوع عندما وجدت ان الاستخبارات الاسرائيلية تقوم باستخدام الحياة الخاصة لأحد معارفي لابتزازه للتعامل معهم".
والفيلم من بطولة آدم بكري (عمر) وليم لوباني التي لعبت دور الحبيبة ناديا واياد الحوراني شقيقها القائد الميداني ووليد زعيتر ضابط المخابرات وسامر بشارات .
وصور الفيلم في اربعين يوما دون اي عراقيل او مصاعب في مدينتي الناصرة ونابلس، ومخيم الفارعة في الضفة الغربية.