إسرائيل تنزع لحم الضفة عن عظم غزة

المدينة نيوز - كبقية الناس تزوج الفلسطينيان إبراهيم بشارات (من القدس) ورندا (من غزة) على سنة الله ورسوله في يوليو/تموز الماضي. لكن الاحتلال يواصل التفريق بينهما فيضطران للتواصل عبر سكايب والهاتف فقط.
إبراهيم (51 عاما) يعمل ناشطا في مؤسسة سكرتاريا حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي ويسعى منذ سنوات لتخفيف معاناة شعبه لكنه لا يجد من يسعفه ويتيح له ممارسة حقه الأساسي بلم شمل زوجته.
ويشير إبراهيم إلى أنه تزوج في الصيف الماضي من رندا يوسف في غزة بعدما وصل القطاع عبر عمان-القاهرة- وسيناء وأقام هناك بمساعدة أهلها حفل زفاف.
ويروي أنه بعد زواجه غادر القطاع وعاد له للمرة الثانية الشهر الماضي من خلال طريق ملتوية من مدينة إيلات ومعبر طابا ومعبر رفح. ونبه إلى أن الاحتلال رفض على الفور طلب زوجته بالالتحاق بزوجها والإقامة بموطنه في عقبة جبر بين القدس ورام الله.
عذابات
ويتابع "بفضل عملي بمنظمة حقوقية يمنحونني تصريح دخول لغزة مرة كل ستة شهور تنتهي صلاحيته فور زيارتها حتى لو كان لساعات ويمكن تمديده فقط بعد ستة شهور".
ويكشف أنه توجه لسلطات الاحتلال مطلع الشهر الحالي وهو ما زال ينتظر جوابا على طلبه لتوافق على تحديد موعد له لتقديم طلب لم شمل مع زوجته في غزة.
ومأساة إبراهيم هي غيض من فيض تضمنه تقرير "ما بعد جبال الظلام" الصادر عن منظمتين حقوقيتين إسرائيليتين هما "هموكيد" و"بتسيلم". ويرصد التقرير واقع عائلات فلسطينية يفصل الاحتلال لحمها عن عظمها ويحظر لم شملها منذ حصار غزة عام 2007.
ومعلوم أن إسرائيل تحظر الانتقال بين غزة والضفة وتستثني بعض الحالات الإنسانية النادرة جدا عند الموت أو المرض. ومن ضحايا السياسة الإسرائيلية هذه رجاء أبو حياة المحرومة هي الأخرى من وداع والدتها المريضة في غزة.
وفاة الوالدة
وتوضح رجاء -التي غادرت غزة بعد زواجها عام 1996- أنها توجهت لما يعرف بـ"الإدارة المدنية" للاحتلال للسماح لها بزيارة والدتها المريضة في يونيو/حزيران 2013 وعندما راجعت للاستفسار عن الجواب قيل لها إن طلبها لم يصل.
وفي المرة الثانية قدمت طلبا جديدا بواسطة منظمة "بتسيلم" وبعد أسبوعين تلقت جوابا سلبيا بدعوى أن حالة والدتها ليست حرجة. وتوضح رجاء للجزيرة نت أن والدتها توفيت في غزة قبل أن تشرع منظمة "بتسيلم" بإعداد استئناف نيابة عن الابنة.
السرطان
أما نبال مغاري (46 عاما) من القدس فتقول إنها لم تتلق جوابا على طلبها لزيارة شقيقتها رماح المريضة بالسرطان طيلة خمسة شهور. وفي اليوم الذي حازت فيه على تصريح من الاحتلال رحلت شقيقتها.
وأضافت أن العائلة اضطرت لإرجاء دفنها لمدة يوم حتى تصل نبال وتودعها لكن سلطات الاحتلال احتجزتها على معبر بيت حانون لعدة ساعات فحرمت من وداعها والمشاركة بتشييعها.
وتروي نجاح حمدان المقيمة في بيت لحم -حسب التقرير- أنها حرمت من عيادة والدتها المريضة في غزة فطلبت من أشقائها إرسال صور فيديو لها فزادت معاناتها.
وتكتوي عبير شرف (48 عاما) من غزة بذات الوجع فهي متزوجة في نابلس منذ 1997 وتحرم من زيارة أهلها في غزة منذ 2003. وتشير في شهادتها ضمن التقرير أنها زارت غزة عام 2003 وانتهت مدة التصريح وهي موجودة في القطاع نتيجة خضوعها لعملية جراحية, فعلقت هناك مدة عام.
القانون الدولي
وتؤكد المحامية طال شطاينر من منظمة "هموكيد" أن سلطات الاحتلال تحول دون لم شمل آلاف الفلسطينيين المشتتين بين غزة والضفة، منهم 425 فلسطينيا في أراضي 1948 والقدس.
وردا على سؤال الجزيرة نت توضح شطاينر أن القضاء الإسرائيلي يخفف في حالات قليلة معاناة المدنيين الفلسطينيين لكنه يتبنى التوجهات والسياسات الإسرائيلية العامة المنتهجة حيال غزة بدوافع ديمغرافية مغلفة بالأمن بما يتناقض مع القانون الدولي.
وينفي الناطق بلسان جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي ذلك ويقول ردا على سؤال الجزيرة نت إن الاعتبارات الأمنية فقط هي التي تحول دون إتمام الزيارات مبينا بأن حصار غزة تم تشريعه دوليا.