ذكرى مذبحة 1982 تذكّر حماة بمآسيها المتجددة

تم نشره الثلاثاء 04 شباط / فبراير 2014 12:02 صباحاً
ذكرى مذبحة 1982 تذكّر حماة بمآسيها المتجددة

المدينة نيوز - "اثنان وثلاثون عاما وما زال النظام يفتك بـحماة وبسوريا كلها ولا يريد أن يتنازل عن السلطة، ولكننا مستمرون حتى ننال الحرية التي طلبها آباؤنا وأجدادنا عام 1982 ولن ننسى شهداءنا"، كلمات لخص بها أبو محمد أحد شهود مجزرة حماة المشهد من عام 1982 حتى الآن.

يقول أبو محمد بدأت عمليات النظام في حماة في صباح الثاني من فبراير/شباط عام 1982 باقتحام المدينة ردا على العمليات السياسية والعسكرية التي كان يقوم بها بعض شباب حماة في المدينة, فاقتحمت كل من القوات الخاصة وسرايا الدفاع وألوية من الجيش السوري (اللواء 47 واللواء 21) المدينة مع قصف وغارات جوية عنيفة، واستمرت العملية أربعة أسابيع متواصلة مع حصار كامل على المدينة.

ويضيف أبو محمد -في شهادته للجزيرة نت- أن قوات النظام في حينها قامت "بإبادة جماعية"، فقد لقي ما يزيد على خمسين ألفا مصرعهم بإعدامات ميدانية في شوارع وأحياء مدينة حماة، ومن أشهر تلك المجازر مجزرة حي سوق الشجرة ومجزرة حي البياض وسوق الطويل والدباغة والباشورة والشمالية والشرقية والبارودية ومجزرة في مدرسة للمكفوفين في منطقة المحطة ومجزرة بحق العلماء وفي المشفى الوطني بحماة, وسط تدمير كامل لبعض الأحياء وإعدام عائلات بأكملها بأطفالها ونسائها مع رجالها وإلقاء جثثهم على حواف الطرقات, فـ"القتل كان عشوائيا ولمجرد القتل فقط".

ويتابع أبو محمد أن رفعت الأسد -قائد سرايا الدفاع وقتها- كان من أهم المشاركين في المجزرة والمسؤول عنها، إضافة إلى قائد الوحدات الخاصة اللواء علي حيدر، وغيرهما.

مشاهد مروعة

ويروي أبو محمد -الذي كان في سن الثامنة عشرة حينها- أنه كان يرى عمليات القتل والجثث في الشوارع من شقوق النوافذ المغلقة, ويضيف أن الجثث كانت تنقل إلى المشفى الوطني بالجرافات ويتم رميها ضمن حفر في منطقة الفروسية (منطقة زراعية كبيرة في حماة غير مسكونة).

ما رواه أبو محمد لا يختلف كثيرا عن رواية شاهد آخر يدعى ياسين يقول إن آلاف النساء شهدن مقتل أطفالهن وأزواجهن أمام أعينهن، ومنهن من تعرضن للاغتصاب.

ويروي ياسين أن عائلة معروفة في حماة رفضت نساؤها تسليم أنفسهن بعد مقتل رجال العائلة، فقامت قوات النظام بحرق المنزل بالكامل بمن فيه من النساء ومن ثم قصفه بالدبابات, ويؤكد أن جميع ما تشاهده سوريا من قصف وتدمير لا يعادل ما شاهدته حماة بأسبوع واحد فقط من مجازر وتدمير واعتقال وذبح بالسكاكين وبطرق لا يمكن للعقل البشري أن يتصور تلك المشاهد.

من جانبه، يقول الناشط مأمون أبو زيد إن أهالي حماة حتى الآن لم ينسوا شهداء المدينة، "فكل عائلة فقدت شهيدا، ومنها من فقد عشرات الشهداء، خاصة في حي الحاضر بحماة, والثورة الحالية لم تنسَ دماء شهداء عام 1982 حين نادت المظاهرات بشعار يا حماة سامحينا".

ويضيف أبو زيد أن شباب الثورة "لن يسكتوا عن حق الشهداء الذين سقطوا على أيدي النظام وقواته، خاصة أن النظام ما زال يتبع المنهج نفسه في إذلال الشعب وإرضاخه له بالقوة, ولكننا مستمرون في ثورتنا رغم كل ذلك حتى ننال مطالبنا".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات