ذهب ليشتري الشاي فانتهى به الحال سجينًا بجوانتنامو !

المدينة نيوز- قد يتبادر إلى الذهن مدى خطورة شراء الشاي الذي قد يودي بالإنسان إلى أن يكون سجين جدران أخطر سجن بالعالم عندما يعلم أن كوبًا من المشروب الأكثر شهرة حول العالم كان سببًا في كون طفل أفغاني سجينًا بجوانتنامو.
ووفقًا لصحيفة لو أنجيلوس الأمريكية ففي جلسة عائلية، انتحى الشاب الأفغاني ذو اللحية القصيرة بصورة عفوية مع صغار العائلة قبل أن يلفت الآخرون نظره إلى أنه بلغ الآن مبلغ الرجال ولم يعد صبيًا صغيرًا.
أما الأصدقاء القدامى الذين لعب معهم في إطلاق الطائرات الورقية فقد أصبحوا الآن في الكلية أو تزوجوا ولهم أطفال وينعمون بحياتهم العملية. وهو سعيد لما حققوه، لكنه يشعر وكأنه يلمح الحياة تمر أمام عينيه في عجالة لكنه ليس جزءًا منها.
وتقول الصحيفة: إن تلك كانت صورة الشباب الضائع في مخيلة محمد جواد، الأفغاني الذي يقول كثيرون إنه أصغر سجناء جوانتانامو.
ويقول جواد: "هناك أحداث كبيرة وقعت ولا بد لي من اللحاق بها. لقد فاتني الكثير".
وقد بدأت الحكاية التي أرسلت جواد البالغ 19 عامًا من العمر إلى موقع رهيب يبعد مسافة نصف الكرة الأرضية في يوم بارد بمنتصف ديسمبر 2002، بعد أيام قليلة من انتقاله ووالدته إلى كابول من مخيم اللاجئين في باكستان.
كان في الثانية عشرة، كما يقول، وكان يمضي وقته يساعد عمه في حفر بئر قبل أن يذهب إلى السوق لشراء الشاي.
توريط في الاعتراف بقتل أمريكيين:
وقال: إن الشرطة ألقت عليه القبض وإنه تعرض للضرب والتهديد بقتل عائلته إذا هو لم يضع بصمته على ورقة يقر فيها أنه حاول قتل اثنين من الجنود الأمريكيين. وجواد من الباشتو يكاد يكون أميًا، ولا يفهم اللغة الفارسية ولا يعلم تمامًا ما أقر به. وبعد مضي زمن طويل قبل قاض أمريكي حجته.
في ذلك اليوم أُلقِيتْ قنبلة يدوية على سيارة عسكرية أمريكية أصابت اثنين من الجنود ومترجمًا بجراح. واتهم جواد بمحاولة القتل معززًا بإقراره، واحتجز في قاعدة باجرام الجوية في كابول ثم نقل إلى السجن العسكري في جوانتانامو في أوائل فبراير 2003.
وقد ازداد ست بوصات طولاً و40 رطلاً وزنًا عما كان عليه عندما أخرج من بلاده قبل حوالي سبع سنوات. ويتبادل جواد الابتسامة الخجولة مع التوتر الغاضب، ثم لا يلبث أن يبتسم من جديد. حالة من التبادل في المشاعر لشخص يحاول أن يتلمس كيف فقد ثلث حياته.
أصغر السجناء:
وفيما يقول محاموه ودعاة حقوق الإنسان إنه أصغر من دخل ذلك السجن فإن البنتاجون أصر على أنه بالغ وأنه كان في السابعة عشرة. وهو مثل كثير من الأفغان لا يملك شهادة ميلاد.
وفي أغسطس قررت القاضية ايلين هوفيل أن قضيته "مليئة بالفجوات" وأطلقت سراحه. لكنه ظل مكبلاً طوال الرحلة إلى أفغانستان، وأزيلت القيود عنه لدى نقله بالسيارة للقاء الرئيس حامد كرزاي الذي سلمه ملابس ليستبدلها بملابس السجن ووعده بتخصيص مسكن له وبعض المال.
لم تتعرف عليه والدته إلا بعد أن شاهدت علامة في رأسه، وأغمي عليها فورًا. أما هو فلم يستطع النوم، كما تقول عائلته، في اليومين الأولين لعودته وظل يتكلم من دون توقف كما لو كان يريد أن يعوض السنوات المفقودة من حياته.
صور تعذيب المسجونين..
وطلب من الصحافي مارك ماغنير الذي كتب المقال أن يطلب من "الرئيس اوباما، أو الأمم المتحدة أو أي شخص مساعدة المسجونين. هناك مرضى بينهم. لا بد من معالجتهم. يجب إطلاق سراحهم".
ورغم أن عمه طلب منه ألا يفكر في السنوات المفقودة، إلا أن غضبه ظل يتدفق من دون توقف. تكلم عن تكبيل يديه خلف ظهره وإجباره على تناول الطعام كالكلاب، وعن ركله وضربه ورشه بالفلفل وتعريضه لأشد درجات الحرارة والضجيج المرتفع والانفراد في السجن. وتشير سجلات جوانتانامو إلى أنه حاول الانتحار. "لقد شلوا تفكيري".
ويقول جواد إن إيمانه وتلاوة القرآن الكريم كانت سندًا لحمايته من الجنون. وما يريده الآن هو أن يستأنف الدراسة حتى وإن جلس مع طلبة في سن الـ 13.
وبدأت عائلة جواد التفكير في اقامة دعوى قضائية يقول محاميه ان بالإمكان تسجيلها في المحاكم خلال أشهر قليلة.
ويقول جواد إنه يريد أن يصبح طبيبًا، لخدمة أبناء الشعب. "إنه حلمي. ولا ادري ما إذا كان ذلك ممكنًا، لكنه يظل حلمي".