أمجد المجالي : ساعة الحقيقة الوطنية قد أزفت

في غمرة احتفالات الأردن في عيد ميلاد جلالة الملك ومناسبة توليه سلطاته الدستورية احتفل ﺣﺰب اﻟﺠﺒهة اﻻردﻧﯿﺔ اﻟﻤﻮﺣﺪة في الزرقاء ﻣﺴﺎء السبت ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪﷲ اﻟﺜﺎﻧي اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ تحت رعاية السيد امجد هزاع المجالي.
وقال المجالي : أجمل ما في العلاقة بين الشعب والقائد اننا نعاتبه ويعاتبنا إنها ديمقراطية الأردنيين التي يتميزون بها ، غير أننا نحبه ويحبنا ليس تزلفاً بل نحبه ويحبنا لأننا وإياه نحب الأردن ، ... ، نقول بكل صراحة لتيارات المتسللين علينا من المجهول ، هؤلاء الذين يحاولون الإيقاع بيننا وبين نظامنا انهم لن يستطيعوا ان يمسوا هذه العلاقة وعليهم أن يدركوا أن ساعة الحقيقة الوطنية قد أزفت .
وتاليا نص الكلمة :
في ذكرى تولي جلالة الملك للعرش تتراءى أمام ناظرينا الكثير من الصور، صور من الماضي ، وصور من المستقبل ، كما نفكر بالحاضر وصوره التي تمر بنا في الأردن ، أو نمر بها وما يمر من حولنا ، فهي صور تختلف عن صور غيرنا في محيطنا ، فأجمل ما في العلاقة بين الشعب والقائد عندنا هو مالا نجده في أي مكان في العالم ، اننا نعاتبه ويعاتبنا وعلناً على رؤوس الأشهاد ، ونتفق ونختلف على رؤوس الأشهاد ، إنها ديمقراطية الأردنيين التي يتميزون بها ، غير أننا نحبه ويحبنا ليس تزلفاً بل نحبه ويحبنا لأننا وإياه نحب الأردن.
الصور التي تتراءى لنا صوراً فرعية وهي تلف العالم العربي ومحيط الأردن كله ، الا ان القائد تمكن من أن يقود السفينة بحكمة ومهارة وتواضع واقتدار ، وتمكنا بفضل قيادته وبفضل وعي شعبنا وتاريخه العظيم ان نبقى في أمن وأمان ونبقي على الأردن سالماً معافى من كل سوء ولا يفوتنا أن نرد الفضل لأهله فقواتنا المسلحة ومؤسساتنا الأمنية كانوا أيضاً من أركان الأمن والاستقرار الذي ننعم فيه والذي يجب أن نحافظ عليه.
في ذكرى التولي لا نجدها فرصة للمديح والهتاف والتصفيق فهو لا يحتاج الى ذلك ، ولا يفرح به ، بل نجدها فرصةً للدعوة لرص الصفوف ومواصلة الحوار وعزل الفرق الدخيلة وتجديد العهد لمواصلة المشوار ، وتجديد عهود الانتماء للوطن والولاء الذي قطعناه بين الأردنيين والهاشميين حتى يبقى الوطن عالياً ، وتبقى القلوب مليئة بالحب ، والالتصاق في الأرض ، أرضنا التي كانت على مر العصور أرض الحضارات وستبقى ، وسيبقى وطننا الذي ضمنا وضممناه ، وأحبنا وأحببناه ، واحتضننا واحتضناه ، والذي نفديه بحبات العيون ، سيبقى وطننا كل عمره ربيعاً مهما مر عليه من حر وقر ، ومن لحظات عصيبة ، "وهل يصقل الذهب الا النار".
في هذه الذكرى نرفع أسمى التحيات والتمنيات لجلالته وننتهزها لأن نرفع أيدينا الى السماء ندعو المولى المالك الجبار الكريم الهادي أن يطيل بعمره وأن يجعل كل بطانته من أبناء الأردن الذين يحبونه ويحبهم ويبعد عنه أبناء السوء والأشرار ومجموعات الصيادين في الماء العكر ، ونقول له الأردنيون الوطنيون يقفون وراءك ويتحلقون حولك ، فأنتم القائد وأنتم الراعي.
كما أنها مناسبة تدفعنا فيها قناعاتنا أن نقول بكل صراحة لتيارات المتسللين علينا من المجهول ، هؤلاء الذين يحاولون الإيقاع بيننا وبين نظامنا انهم لن يستطيعوا ان يمسوا هذه العلاقة وعليهم أن يدركوا أن ساعة الحقيقة الوطنية قد أزفت ، وأن العقد الاجتماعي لا يمكن أن يسمح لهم أن يدخلوا فيه كشركاء مهما كان الأمر ، لأن الشراكة الوطنية القومية الدينية بين الأردنيين والهاشميين لا يمكن أن تقبل بأزلام الأجنبي والتي تحمل أجندات تدميرية بما فيه فكفكة نسيجه الداخلي .
وللمليك نقول نحن نقف معكم ، وللشهداء الذين بذلوا الغالي والنفيس ليصونوا تربة هذا الوطن وليرفعوا من شأنه وتحويله الى حصن حصين نقول لهم أن أبنائكم وأحفادكم ما زالوا وسيبقوا على العهد وسيصونوا ما بنيتوه وسيتمسكوا بالثوابت والمبادئ التي رفعتم أنتم راياتها واستشهدتم من أجلها ، ونقول لكم أننا متنبهون لكل ما يحيط بنا من أعاصير ومؤامرات محلية وإقليمية ودولية بما فيها المشاريع التفتيتية وتحركات كيري المشبوهة والرامية الى تصفية القضية الفلسطينية وتركيع أهلنا في غربي النهر ، نقول لهم فلسطين ستبقى فلسطين مهما طال الزمان ، والهوية الفلسطينية سنحافظ عليها ، ولن يكون هناك أمناً واستقراراً لكم ما لم تقم الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس بالإضافة الى حق اللاجئين بالعودة والتعويض.
انها مناسبة أيضاً لنؤكد أن الأردن لن يتخلى عن دوره في البناء والتعمير بقيادتكم الحكيمة وسيبقى في ظلكم نموذجاً للتغيير والتحديث والتطوير والتوكيد على القيم المجتمعية الوطنية ، والقيم الأردنية ، والقيم التي تحفظ البناء عالياً ، وتحفظ الوطن حرزاً في قلوب أبنائه بعيداً عن المصالح الفردية والأنانية وبعيداً عن المناكفات والعقبات التي تعيق المسيرة والتي تزرعها تيارات الفساد التي تدار من قبل أعداء الوطن والإنسانية كما أن الانجازات ستتعاظم وسنعمل بجد للنهوض بالأردن اعتماداً على موروثه الفكري والثقافي والحضاري ضمن المنظومة العربية والدولية والعلاقات الإنسانية ليتواصل الدور في نشر مبادئ الحق والعدالة والحفاظ على كرامة الفرد وهيبة الدولة التي هزتها أفعال الصغار المارقين بالإضافة الى احترام أسس الحرية والديمقراطية والمساواة بين المواطنين والعدالة الاجتماعية بشكلها الأرقى مع التوضيح بأن العملية السياسية يجب أن تكون مبنية على أساس القيم والمبادئ لا على أساس المصالح.
حمى الله الأردن وشعب الأردن وملك الأردن وكل عام وجلالة الملك والجميع بخير.