زار فلسطين مرتين فقط..أقارب "عسكري تكساس" في البيرة: نضال متزن ولم يعرف التطرف

المدينة نيوز- ما إن ذكرت وسائل الإعلام الأميركية أن نضال مالك حسن، الميجر في الجيش الأميركي، والذي أطلق النار في قاعدة عسكرية بولاية تكساس، فلسطيني الأصل من القدس أو ضواحيها حتى باتت البلدات المحيطة بالقدس في بؤرة الدولي.

المعلومات الأولى كانت تشير إلى أنه من بلدة بير نبالا، قرب القدس، والتي جعلها جدار الفصل العنصري أقرب إلى رام الله.. توجهنا إلى بير نبالا، التي انتشر الخبر فيها لدرجة أنه بات حديث المجالس هناك، لكن أيا من أهلها لا يعرف نضال، أو شقيقه إياد المقيم في أميركا، أو شقيقه المحامي في فلسطين، إلا أن الملفت أن البلدة التي تعاني من الجدار باتت بؤرة اهتمام الصحافيين لساعات، وباتت هواتف الكثير من شبانها تتلقى اتصالات للاستفسار عن نضال مالك حسن وأسرته، التي لم تكن من بير نبالا.

وفي وقت لاحق، وبعد عملية بحث متواصلة،  تم التمكن من الوصول إلى منزل عمه في مدينة البيرة، المجاورة لمدينة رام الله، واكد ابن عمه محمد منيف عوض الله حسن (24 عاماً)، أن أسرتهم من البيرة، وأن عمه أبو نضال هاجر منذ عقود إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث ولد أبناؤه الثلاثة نضال، وإياد، وأنس، الذي عاد إلى فلسطين قبل خمس سنوات تقريباً، حيث تزوج من فتاة كانت تقيم في بلدة أبو ديس قرب القدس، توجهنا برفقة شبان يقطنون في المنطقة إلى منزل أنس القريب، لكن لا أحد في المنزل، حتى إن أنس الذي درس المحاماة في أميركا، ويحمل جنسيتها، ويعمل في القدس، أغلق هاتفه النقال منذ سماعه النبأ.

محمد منيف حسن، ابن العم الذي لا يحمل الجنسية الأميركية كشقيقيه المقيمين في ولاية كليفلاند، لكنه يمتع بحق الإقامة في أميركا، وكان ينوي زيارتها بعد أسابيع، أشار إلى أن العلاقة بينهم وبين نضال وشقيقيه، خاصة بعد وفاة والده ووالدهم يشوبها بعض الفتور، بمن فيهم أنس الذي يقطن في منزل مجاور، أكد عبر معلومات من أقاربه في الولايات المتحدة، أن نضال كان يتذمر في الفترة الأخيرة لشقيقه إياد المقيم في أميركا من سوء معاملة العديد من زملائه في الجيش الأميركي، حتى من كان يعالجهم بصفته خبيراً نفسياً في الجيش، كونه عربيا مسلما، كما أبدى استياءه من قرار نقله للخدمة في العراق، وأنه كلف محامياً لمنع سريان هذا القرار حتى لو كلفه ذلك الاستقالة أو الإقالة من العمل في الجيش الأميركي.

وقال محمد حسن، الذي تلقى النبأ من شقيقه في الولايات المتحدة، مساء أول من أمس (الخميس): الخبر صعقنا، خاصة أن الحديث كان يدور في البداية عن مقتله، لكن أقاربنا في أميركا أكدوا لنا أنه ما يزال على قيد الحياة، وأن حالته مستقرة، بل إن المحققين يقومون باستجوابه بين فترة وأخرى تبعاً لتطورات حالته الصحية، مشيراً إلى أن أيا من أقارب نضال لم يتمكن من زيارته في المشفى حيث يرقد، بسبب الإجراءات الأمنية المفروضة عليه.

ونفى حسن أن يكون شقيق نضال، أو أبناء عمه، أو أي من أقاربه في الولايات المتحدة تعرضوا لأي نوع من المضايقة، مضيفاً: حتى اللحظة لم يتم استدعاؤهم من قبل أجهزة الأمن الأميركية، ولم يتعرضوا للمساءلة أو الاستجواب.

وأشار حسن إلى أن ابن عمه نضال ويكبره بخمسة عشر عاماً، زار فلسطين، وبالتحديد مدينة البيرة، مرتين في حياته فقط، الأخيرة كانت قبل خمسة عشر عاماً، وكان طالباً يدرس علم النفس في أميركا.. كان ابن العم حينها في التاسعة، لكنه يتذكر تلك الزيارة، حيث التقى نضال بعمه الراحل لساعات في المنزل وكان محمد حسن حينها في التاسعة من عمره.

ويقول: لم يبد نضال أية إشارات تعكس سلوكاً غير سوي لديه، بل إن ما سمعته عنه أنه متزن، وملتزم بالصلاة، لكنه غير متطرف بالمطلق.

زوجة العم، أم عوض الله، والتي عبرت عن خشيتها من ملاحقة أبنائها في الولايات المتحدة بسبب حادثة إطلاق النار التي نفذها ابن عمهم نضال، أكدت أنها لا تعرف الكثير عن نضال، خاصة أنها لم تره منذ زيارته الأخيرة، وأن أبناءها المقيمين في الولايات المتحدة لا يعرفون عنه الكثير بسبب ندرة أو ربما انعدام الاتصال بينهم وبينه.

وأشارت أم عوض الله، إلى أن نضال زار فلسطين مرة حين كان في الثالثة عشرة من عمره، بل إنه أقام عند جده لأمه في البيرة، والذي تعذر الالتقاء به، قرابة العام، وقالت: على العموم نضال وشقيقه منعزلون نوعاً ما عن العائلة، سواء في البيرة أو حتى في أميركا، واتسعت دائرة العزلة هذه بعد رحيل والديها منذ سنوات.

لا يحتوي منزل عائلة العم في البيرة أي صور لنضال، حتى إن الذكريات التي تعود إلى خمسة عشر عاماً، حين كان يجلس نضال مع أبو عوض الله عمه في آخر زيارة له في فلسطين، تكاد تتلاشى، وفي الوقت الذي يتحدث فيه ابنها محمد عن تأجيل زيارته للولايات المتحدة ليقف على تطورات قضية ابن عمه، الذي أشار إلى أنه كان يبحث عن عروس ليرتبط بها في الأشهر الأخيرة، تواصل الأم التعبير عن مخاوفها أن يطال الأذى أبناءها في أميركا، أو هي وابنها محمد حال زيارتهما للولايات المتحدة، معبرة ومحمد عن صدمتهما مما جرى، مؤكدين أن الأسباب الحقيقية لما قام به ما تزال مجهولة، وأن ما يقال ليس سوى تكهنات ومحاولات غير مؤكدة للربط بين تذمراته الأخيرة وبين إطلاق النار على رفاقه الجنود في تكساس.

هذا ونفى مصدر رسمي أردني وجود قيود في سجلات المملكة تفيد بأن منفذ اعتداء أول من أمس الخميس في القاعدة العسكرية الأميركية في تكساس أردني الجنسية.

وقال المصدر الرسمي الذي فضل عدم ذكر اسمه إن نضال مواطن أميركي ولد ونشأ في الولايات المتحدة، ودخل جيشها، وتدرج في الرتب العسكرية إلى ان وصل إلى رتبة رائد.