إقليم القرم صوّت للانفصال والغرب يهدد روسيا

المدينة نيوز - أظهرت مؤشرات أولية أن أغلبية ساحقة من سكان إقليم القرم الأوكراني صوتوا الأحد لصالح الانضمام لروسيا. وبينما وصفت موسكو الاستفتاء بالقانوني, أعلنت القوى الغربية مجددا عدم شرعيته, ولوحت بمزيد من العقوبات والتصعيد الدبلوماسي ضد روسيا.
وأظهر سبر لأراء الناخبين خارج صناديق الاقتراع أن 93% من سكان القرم أيدوا الانضمام لروسيا. ومباشرة بعد إعلان هذه المؤشرات, أشاد رئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف بما سماه "قرارا تاريخيا", في إشارة إلى اختيار الأغلبية الساحقة الانضمام لروسيا.
وأغلقت صناديق الاقتراع في الإقليم الذي يضم الأسطول البحري الروسي في الساعة الثامنة مساء, وأظهر مسح قام به معهد القرم للأبحاث السياسية والاجتماعية أن نسبة المشاركة تجاوزت 80% وفقا لوكالة الإعلام الروسية.
وقبل ساعات من غلق صناديق الاقتراع, نقلت مصادر عن رئيس اللجنة الانتخابية قوله إن نسبة المشاركة في التصويت ارتفعت عصرا إلى 64%, وكانت هذه النسبة في حدود 40% عند الظهر.
ويتوقع أن تعلن اللجنة النتائج الأولية مساء الأحد، على أن تعلن النتائج النهائية الاثنين أو الثلاثاء.
واستفتي سكان القرم -وهو إقليم متمتع بالحكم الذاتي ضمن أوكرانيا- على ما إذا كانوا يريدون البقاء ضمن أوكرانيا أو الانضمام إلى الاتحاد الروسي.
وكانت سلطات القرم تحدثت عن وجود خمسين مراقبا من 21 دولة لمراقبة الاستفتاء إلى جانب مائتي صحفي. وأشاد بعض المراقبين بسير الاستفتاء.
استفتاء وتوتر
وقالت المصادر إن الاستفاء بالقرم تم في كنف الهدوء وبطريقة سلسلة وسط حماية قوات الأمن المحلية واللجان الشعبية لمراكز الاقتراع. لكنها أشارت إلى تصاعد التوتر بشرق أوكرانيا الذي يضم أعداد كبيرة من ذوي الأصول الروسية, وقالت إن صدامات اندلعت في بعض المناطق ، بحسب الجزيرة .
وأضافت أن مؤيدي روسيا في دونيتسك ومدنا أخرى بالشرق الأوكراني رفعوا أعلام روسيا فوق عدد من المرافق العامة, وأضافت أن البعض بدونيتسك طالب بإجراء استفتاء كما فعل إقليم القرم.
وكان مؤيدون لروسيا اقتحموا ظهر الأحد مكتب النائب العام ومقرا للاستخبارات الأوكرانية في مدينة دونتسيك مطالبين بالإفراج عن مسؤول سابق مسجون. وقالت مراسلة الجزيرة إن مؤيدين لروسيا حاولوا أيضا منع وصول حمولة من الأسلحة قادمة من كييف إلى شرق أوكرانيا.
وأفادت أنباء أن الجيش حرّك مشاة وآليات ثقيلة إلى الجنوب من مدينة دونتسك, في وقت استدعت فيه السلطات عشرين ألف مجند ضمن ما يسمى "الحرس الوطني". وهدد رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينوك بإحالة دعاة الانفصال بالقرم إلى المحاكم.
عودة التصعيد
سياسيا, هدد البيت الأبيض الأحد روسيا بأنها ستواجه ثمنا أكبر لتدخلها العسكري في القرم وانتهاكها القانون الدولي, وقال إن ذلك الثمن يشمل عقوبات خارجية واضطرابات داخلية.
وقد حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اتصال مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على سحب القوات الروسية إلى قواعدها بالقرم, مقابل إصلاحات دستورية في أوكرانيا لضمان حقوق الأقليات.
وقال مسؤول في الخارجية الأميركية إن كيري أبلغ لافروف بأن بلاده لن تقبل نتيجة الاستفتاء, وأنها لا تزال تدعو إلى حل سياسي. وفرضت واشنطن مؤخرا عقوبات مبدئية على موسكو تشمل حظر دخول مسؤولين روس وتجميد أرصدتهم, كما لوحت بإبعاد روسيا من مجموعة الثماني.
كما أعلن رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي أن الاتحاد الأوروبي لن يقبل بنتيجة الاستفتاء, وحثا روسيا على تقليص قواتها بالقرم, وإعادتها لمناطق انتشارها العادية.
وينتظر أن يعلن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين ببروكسل عن إجراءات عقابية إضافية ضد روسيا. وفي باريس, قال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس إن على روسيا أن تعترف بسيادة أوكرانيا ووحدتها الترابية.
وكان وزير الدفاع الأوكراني اتهم روسيا بتعزيز قواتها بالقرم, قائلا إن هناك حاليا 22 ألف جندي روسي في حين أن الاتفاقية بين البلدين تسمح فقط بانتشار 11 ألف جندي روسي.
وفي مقابل الضغوط الغربية, أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد في اتصال مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن بلاده تحترم خيار سكان القرم. واعتبر بوتين - الذي استخدمت بلاده السبت حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار غربي يدين استفتاء القرم- مجددا أن الاستفتاء يتوافق مع القانون الدولي.