القرم تعلن استقلالها وسط رفض غربي

المدينة نيوز- أعلن برلمان شبه جزيرة القرم الاثنين استقلال شبه الجزيرة عن أوكرانيا وطلب ضمها إلى روسيا، مؤكدا تأميم جميع أملاك الدولة الأوكرانية فيها، في حين هدد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بفرض عقوبات على موسكو.
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من استفتاء جرى في شبه الجزيرة الواقعة جنوب أوكرانيا والذي أيد المشاركون فيه بأغلبية ساحقة الانضمام إلى روسيا.
وقال بيان نشر على الإنترنت إن البرلمان "تقدم بطلب لروسيا الاتحادية للاعتراف بجمهورية القرم ككيان جديد يحمل وضع الجمهورية".
وغداة الفوز الساحق لأنصار الانضمام إلى روسيا بنسبة أكثر من 96%، صوت النواب الـ85 بالإجماع على إعلان جاء فيه "أن جمهورية القرم تدعو الأمم المتحدة وجميع دول العالم إلى الاعتراف بها دولة مستقلة".
وأضاف الإعلان -بحسب وكالة الصحافة الفرنسية- أن شبه جزيرة القرم "تطلب من اتحاد روسيا قبولها كأحد أعضائه".
وتوضح الوثيقة أيضا أن القوانين الأوكرانية لم تعد تطبق على القرم، وأن سلطات كييف لم تعد تمارس في شبه الجزيرة أي سلطة، موضحة أنه "لم تعد هناك أنشطة لمؤسسات أوكرانية على أراضي القرم، وسلطاتها وأموالها ستنقل إلى هيئات دولة جمهورية القرم، وأن كل المؤسسات والشركات والمنظمات الأوكرانية أو التي فيها أسهم لأوكرانيا ستنقل إلى القرم".
ومن المتوقع أن يصل وفد برلماني من القرم إلى موسكو اليوم الاثنين لبحث الإجراءات المطلوبة لكي تصبح شبه جزيرة القرم جزءا من روسيا الاتحادية.
وفي السياق ذاته، أوضح رئيس حكومة شبه جزيرة القرم سيرغي أسكيونوف أن شبه الجزيرة ستنتقل في 30 مارس/آذار الحالي للعمل بتوقيت موسكو.
انتقال المؤسسات
وكان أسكيونوف قد صرح في وقت سابق بأن انتقال كل مؤسسات القرم نحو روسيا سيستغرق شهرا على الأقل.
في الأثناء، أعلن برلمان القرم أنه سيتم تأميم جميع أملاك الدولة الأوكرانية في القرم، ويمكن هذا القرار أيضا القواعد العسكرية التي يطوقها مدنيون موالون للروس وجنود أرسلتهم موسكو منذ نهاية فبراير/شباط الماضي.
وكانت سلطات سيمفروبول (عاصمة شبه الجزيرة) قد أعلنت عدة مرات أن الجنود الذين يريدون إبقاء ولائهم لكييف سيرغمون على مغادرة شبه الجزيرة، في حين أكدت أن المتحدرين من القرم -الذين يقبلون بأداء اليمين للسلطات الجديدة- يمكن أن يبقوا ثم يدمجوا في الجيش الروسي.
وقد قال أسكيونوف عبر تغريدة على تويتر إن خمسمائة جندي أوكراني غادروا قواعدهم في مدينة سيباستوبول الأوكرانية.
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الأوكراني إيغور تينيوخ اليوم أن القوات الأوكرانية ستبقى في القرم.
وبخصوص هذه التطورات سيلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الساعة الـ11 بالتوقيت العالمي خطابا أمام البرلمان الروسي بشأن القرم، وفقا لما أعلنه إيفان ميلنيكوف نائب رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) الاثنين.
وقد أرسلت روسيا لشبه جزيرة القرم مساعدة تقدر بـ15 مليار روبل أي ما يعادل 409 ملايين دولار، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس حكومة شبه جزيرة القرم سيرغي أسكيونوف.
على صعيد موازٍ، صادق البرلمان الأوكراني الاثنين على تعبئة جزئية للقوات العسكرية لمواجهة "تدخل روسيا في الشؤون الداخلية الاوكرانية".
ووافق 275 نائبا على هذه التعبئة التي طلبها الرئيس الانتقالي ألكسندر تورشينوف نظرا "لتفاقم الوضع السياسي في البلاد وتدخل روسيا في الشؤون الداخلية الأوكرانية". ولم يشارك 33 نائبا في التصويت بينما لم يصوت أي نائب ضد القرار.
ردود الفعل
وفي سياق ردود الفعل على الاستفتاء الذي جرى أمس، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما لنظيره الروسي بوتين في اتصال هاتفي أن واشنطن وحلفاءها لن يعترفوا "أبدا" بهذا الاستفتاء.
وقال البيت الأبيض في بيان إنه وأثناء اتصاله ببوتين "شدد أوباما على أن استفتاء القرم -الذي ينتهك الدستور الأوكراني وجرى تحت إكراه بالتهديد من التدخل العسكري الروسي- لن يتم الاعتراف به أبدا من جانب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
وأضاف أوباما أن بلاده بالتنسيق مع شركائها الأوروبيين مستعدة لفرض عقوبات إضافية على روسيا بسبب أعمالها.
وكان الكرملين قد أصدر بيانا بشأن هذا الاتصال أكد فيه أن بوتين شدد لنظيره الأميركي على أن الاستفتاء -الذي جرى في القرم الأحد بشأن انضمام شبه الجزيرة الأوكرانية إلى روسيا- "يتطابق تماما" مع القانون الدولي.
من جانبه، رفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بنتائج الاستفتاء، واعتبر في بيان أصدره أمس الأحد أنه غير قانوني وغير شرعي ولن يتم الاعتراف بنتيجته.
ويجتمع وزراء خارجية الاتحاد اليوم الاثنين في بروكسل لبحث فرض عقوبات على مسؤولين روس. وعمل دبلوماسيو الاتحاد حتى ساعة متأخرة من مساء أمس لمناقشة قائمة من الأشخاص في القرم وروسيا والذين سيفرض عليهم حظر السفر وتجميد أرصدتهم بسبب أعمال "تهدد وحدة أراضي وسيادة واستقلال أوكرانيا".
(الجزيرة + وكالات)