نتنياهو يصادق على "قانون" يمنع التوصل إلى اتفاق سلام ..وعريقات يعترف : 18 عاما من المفاوضات "فاشلة" !

المدينة نيوز- في الوقت الذي يزعم فيه رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو،استعداده لاستئناف المفاوضات ويكرر دعوة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى لقائه، ويعلن أنه جاهز لتقديم "تنازلات بعيدة المدى"، صادق نتنياهو مؤخرا على سن مشروع قانون يمنع التوصل إلى اتفاق سلام من دون حصول من اسماهم بـ"اللاجئين اليهود" على ظروف وشروط مماثلة للاجئين الفلسطينيين !. في وقت اعترف فيه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بفشل 18 عاما من المفاوضات مع "اسرائيل".
وذكرت صحيفة معاريف، اليوم الأربعاء، أن الهيئة العامة للكنيست صادقت، يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، على مشروع قانون بالقراءة التمهيدية قدمه عضو الكنيست نيسيم زئيف من حزب شاس، الشريك في التحالف الحكومي، يقضي بـ"عدم تمكين" إسرائيل من التوقيع على اتفاق سلام مع الفلسطينيين أو أية دولة عربية أخرى من دون ترتيب شؤون "اللاجئين اليهود" الذين قدموا من الدول العربية إلى "إسرائيل" بعد احتلالها الاراضي العربية، في العام 1948، و"تحصيل حقوقهم" !!.
المساواة بين الضحية.. والجلاد !
ووفقا لنص مشروع القانون، الذي وصفته الصحيفة بالاستفزازي، فإن "الاسرائيليون اليهود الذين قدموا من الدول العربية، الى "اسرائيل" وتركوا أملاكهم في البلاد التي جاؤوا منها، هم "لاجئون" ب"موجب تعريف ميثاق اللاجئين للأمم المتحدة".
وينص مشروع القانون على وجوب المساواة بين ظروف من اسماهم بـ"اللاجئين اليهود" واللاجئين الفلسطينيين خلال المفاوضات على اتفاق سلام بين "إسرائيل" والعرب. !
وينص مشروع القانون على أن "حكومة إسرائيل لن توقع، بشكل مباشر، أو بواسطة مندوب عنها، على معاهدة أو اتفاق من أي نوع كان مع دولة أو هيئة أو سلطة يتعلق باتفاق سياسي في الشرق الأوسط من دون ضمان حقوق من وصفهم بـ"اللاجئين اليهود" من الدول العربية وفقا لميثاق اللاجئين للأمم المتحدة" على حد وصفه.
وأضاف مشروع القانون أنه "يتعين على حكومة إسرائيل في أي بحث حول موضوع اللاجئين الفلسطينيين، في إطار مفاوضات سلام في الشرق الأوسط، أن تطرح موضوع "منح تعويضات" على فقدان أملاك ومنح "مكانة مساوية" ل"اللاجئين العرب" (السكان الاصليين واصحاب البلاد) الذين احتلت اراضيهم عام 48 ومن اسماهم ب"اللاجئين اليهود" (المحتلين) الذي قدموا من الدول العربية" !.
وأفادت معاريف بأن اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون سن القوانين رفضت مشروع القانون هذا ولم تصادق عليه، وعلى أثر ذلك توجه نائب الوزير يتسحاق كوهين، من حزب شاس، والذي أعد مشروع القانون، إلى نتنياهو مطالبا بمصادقة اللجنة الوزارية على القانون وتمريره إلى الكنيست للتصويت عليه.
وقد استجاب نتنياهو للطلب. بعد ذلك قدم الوزير موشيه كحلون، من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، استئنافا إلى اللجنة الوزارية لشؤون سن القوانين على قرارها السابق برفض مشروع القانون وصادقت اللجنة هذه المرة عليه وتم طرحه على الهيئة العامة للكنيست التي صادقت هي الأخرى عليه بالقراءة التمهيدية الأسبوع الماضي.
ويدعي مشروع القانون أن عدد من اسمتهم بـ"اللاجئين اليهود الذين قدموا من الدول العربية يبلغ مليون ونصف المليون "لاجئ""!.
ويذكر أن الكونغرس الأميركي كان قد اقر في شهر شباط من العام 2008 بأنهم "لاجئون"وفقا ل"ميثاق الأمم المتحدة" -حسب الاقرار الاميركي-.
وجاء في مشروع القانون الذي قدمه حزب شاس أن حكومة "إسرائيل" اتخذت قرارا منذ مدة يتعلق بتسجيل "مطالب" اليهود الذين قدموا من الدول العربية، وفي حال سن القانون فإنه سيتوجب على حكومة إسرائيل شمل هذه المطالب في أي اتفاق بين "إسرائيل" والفلسطينيين أو دول عربية يتم التوصل إليه في المستقبل".
والجدير بالذكر أن الغالبية العظمى من اليهود الذين قدموا من الدول العربية إلى "إسرائيل" فعلوا ذلك في أعقاب حملات بادرت إليها "إسرائيل" وبرغبة منهم، ويؤكد ذلك العديد من الأبحاث والكتب التي صدرت في "إسرائيل" نفسها.
عريقات يعترف بفشل المفاوضات
في غضون ذلك، اعترف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اليوم الاربعاء بفشل 18 عاما من المفاوضات مع "اسرائيل"، مؤكدا ان الرئيس محمود عباس توصل الى قناعة باستحالة اقامة دولة فلسطينية في عهد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وقال عريقات في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لقد جاءت لحظة الحقيقة ومصارحة الشعب الفلسطيني اننا لم نستطع ان نحقق حل الدولتين من خلال المفاوضات التي استمرت ثمانية عشر عاما".
وتابع "لقد وصلنا الى قناعة ان اسرائيل لا تريد دولة فلسطينية مستقلة على الاراضي الفلسطينية التي احتلتها في الرابع من حزيران عام 1967".
واكد عريقات الذي شارك في المفاوضات مع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ توقيع اتفاق اوسلو عام 1993، ان الرئيس محمود عباس "وصل الى قناعه والى لحظة الحقيقة ان لا دولة فلسطينية مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو".
وكان عباس اعلن الخميس انه لن يترشح لولاية جديدة في الانتخابات العامة المقررة في 24 كانون الثاني/يناير بسبب تعثر عملية السلام.
وقال عريقات ان عباس "يريد وضع النقاط على الحروف ولذلك اعتقد انه يعتبر ان منصب الرئاسة لم يستحدث من اجل شخص وانما من اجل دولة لها رئيس".
وتابع "لقد حاولنا خلال ثمانية عشر عاما من المفاوضات بكل جهد ممكن التوصل الى حل الدولتين لكن اسرائيل كانت دائما تضع العقبات ولا زالت تمنع الوصول الى هذا الحل".
واشار الى ان عباس كرس حياته "لتحقيق الامن والسلام واقامة دولة فلسطينية مستقلة لشعبنا لكن اسرائيل هي السبب في فشل كل هذه الجهود".
واضاف "الان وبعد ثمانية عشر عاما لا زلنا نتحدث عن وقف الاستيطان ووقف هدم المنازل في القدس ووقف مصادرة الاراضي واسرائيل ممعنة في كل هذه الاجراءات التي تجعل الوصول الى تسوية وحل غير ممكن".
ووصف عريقات الرئيس عباس بـ"القائد الاكثر اعتدالا في العالم" الا ان اسرائيل "لا تريد السلام ولا تريد الاعتدال بل تريد التطرف والاستيطان والاحتلال".
وقال ان السلطة الفلسطينية تاسست عام 1994 "كحل مرحلي للوصول الى الدولة الفلسطينية المستقلة لكن اسرائيل حتى الان هي التي تقرر من يدخل ومن يخرج وتواصل اجراءاتها وكانه لا توجد عملية سلام".
واعتبر عريقات ان "كل الممارسات والاجراءات الاسرائيلية تدل ان اسرائيل لا تبحث الا عن اطالة عمر الاحتلال".
وتابع "لكننا لم ندخل عملية السلام الا لهدف اقامة دولتنا وهنا التناقض بين المشروعين ولذلك لن نعود للمفاوضات حتى يتوقف الاستيطان وتحدد حدود الدولة الفلسطينية وحتى هذا اشك ان ابو مازن يقبل به الان للعودة للمفاوضات بل يجب ان يكون هنالك تحرك دولي غير مسبوق في الضغط على اسرائيل لان الامور وصلت الى مرحلة لا يمكن لها العودة الى الوراء".
كما كشف عريقات خلال المقابلة عن "اتصالات مع الادارة الاميركية التي تطالب ان ندخل المفاوضات مقابل تعهد منها بتحقيق الدولة خلال سنتين".
وتابع "لكننا نعتبر ان هذا المطلب لن يحقق لنا اقامة دولتنا وخاصة ما دام الاستيطان متواصل" وتساءل "كيف لهم ان يحققوا ذلك وهم لا يستطيعون وقف الاستيطان بشكل كامل وكيف اذا توصلنا الى حل يمكن ان يضمنوا تحقيقه؟".
وقال ان الرئيس الامريكي باراك اوباما طلب من عباس خلال لقائهما في نيويورك في ايلول/سبتمبر الماضي "استئناف المفاوضات لتحقيق دولة خلال سنتين" واضاف "لكن نتنياهو يريد ان تبدا المفاوضات من نقطة الصفر ونحن نريد استئنافها من النقطة التي توقفت عندها".
واختتم حديثه بالقول "ان هذا الاختلاف في المفاهيم حول المفاوضات يدل كم هو الوضع صعب جدا".