مقاتلون في حزب الله يتركون كل شيء لخوض “معركة وجود” بسوريا

تم نشره الخميس 10 نيسان / أبريل 2014 12:01 مساءً
مقاتلون في حزب الله يتركون كل شيء لخوض “معركة وجود” بسوريا
علم حزب الله

المدينة نيوز- يجر محمود، البائع المتجول، عربته في سوق بنت جبيل، مدينته الجنوبية التي عاد اليها بعد 25 يوما امضاها في سوريا يقاتل في صفوف حزب الله اللبناني “مرتزقة” قدموا لاسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، كما يقول.

ومحمود (50 عاما)، وهو ليس اسمه الحقيقي، واحد من آلاف عناصر الحزب الشيعي القادمين من اوساط مختلفة- بعضهم مزارعون وغيرهم تجار ومعظمهم طلاب- الذين يخوضون في سوريا “معركة وجود”، على حد تعبيرهم.

ويقول محمود لوكالة فرانس برس “أمضيت 25 يوما في سوريا. حاربت في مناطق عدة (…). عندما طلبوني، تركت عملي وذهبت”.

ويضيف “انا لا اخافهم. نحن اصحاب قضية، أما هم فقد اتوا من الشيشان واليمن وليبيا لاسقاط نظام بشار الأسد الذي دعمنا في حرب تموز 2006 ضد إسرائيل، وعلينا أن نرد له الجميل”.

وكان محمود يشير إلى الجماعات الاسلامية المتطرفة، او “التكفيرية” التي اعلن الامين العام للحزب حسن نصرالله يوم كشف عن مشاركة حزبه في القتال في سوريا، ان الهدف من تدخله العسكري محاربتها لمنعها من دخول لبنان.

ويملك حزب الله ترسانة ضخمة من الاسلحة يحصل عليها بشكل رئيسي من ايران، وسوريا هي المعبر الوحيد لهذه الاسلحة.

ويروي محمود ذو اللحية الحمراء والذي لا تفارق الابتسامة وجهه، عمليات “اسر مقاتلين عرب وآخرين من جنسيات متعددة في سوريا … ومعارك بطولية” يخوضها حزب الله.

ولم يعد عناصر الحزب يترددون في الحديث عن مشاركتهم في المعارك السورية، لا بل يفاخرون بذلك، ولو انهم يرفضون الدخول في تفاصيل الجبهات والاماكن وعديد المقاتلين وقيمة الرواتب التي يتقاضونها.

في بلدة حدودية مع اسرائيل، تروي فاطمة (46 عاما) المتشحة بتشادور اسود، ان زوجها قتل السنة الماضية بينما كان يحارب في منطقة القصير في محافظة حمص. على الرغم من ذلك، “ارسلت ابني الاصغر خضر مع العشرات من فتيان قريتنا وبعض القرى المجاورة ليشارك في دورة تدريب تستغرق شهرا كاملا في سفح احد الاودية في لبنان. يجب ان يتعلم كيف يحمل السلاح ليكون مقاتلا مثل والده”.

خضر في السادسة عشرة من عمره، يجلس عند مدخل منزل العائلة المتواضع غير المكتمل البناء، ويساعد والدته وشقيقه الاكبر وسام، المقاتل هو ايضا في حزب الله، في تحضير شتول التبغ لزراعتها.

تغطي لحيته النامية حديثا وجهه، وعيناه تخفيان حزنا عميقا. يرتدي قميصا اسود طويلا يظهر منه طرف مسدس وضعه على جنبه. من عنقه، يتدلى خيط اسود علق فيه صورة لوالده “الشهيد”، وعلى صدره، زر يحمل صورة لحسن نصرالله.

يفضل خضر التزام الصمت، بينما يقول وسام (25 عاما) انه عاد من سوريا قبل اسبوع، مضيفا “نحن نلتزم بكلام السيد حسن عندما يدعونا الى القتال. والدي استشهد في سبيل قضية المقاومة، وهي امانة في اعناقنا”.

ويتابع “هل نتركهم يأتون الينا ويذبحوننا كالنعاج؟ راينا ما فعلوه بالشيعة في العراق وسوريا. انها معركة وجود”. ثم يقول بثقة “وعدنا السيد حسن بالانتصار. اكيد سنهزمهم كما هزمنا اسرائيل”.

ويقول مراسل فرانس برس ان بعض الاشخاص وبينهم والد شاب قتل في سوريا، ابدوا تململا من “ارسال اولادهم الى الموت”، لكنهم قلة في الوسط الشيعي، وفي اي حال يبقون بعيدين عن وسائل الاعلام.

ويروي سكان مناطق شيعية في الجنوب والبقاع (شرق) ان وتيرة التدريب والتجنيد في صفوف حزب الله شهدت ارتفاعا بعد بدء الحرب في سوريا، وبلغت اوجها العام الماضي، قبل ان تتراجع قبل اشهر، “لان العدد اصبح كافيا”، على حد تعبير احد المقاتلين.

الشهر الماضي، كان لا يزال في الامكان رؤية ملصق على ابواب بعض الثانويات في الجنوب يعلن فيه الحزب تنظيم “دورات كشفية” للراغبين. الا ان الملصق كان يحمل صورة شاب باللباس العسكري يتسلق حبالا، ويوحي بتدريبات عسكرية اكثر منها كشفية.

ويقول الطالب عبدالله (17 عاما) الذي يستعد للحاق برفاق له يقاتلون في سوريا، “الشباب يرسلون لنا عبر تويتر صور انتصاراتهم في القصير وريف دمشق والسيدة زينب والقلمون. الله يحميهم! نحن نتحضر للحاق بهم اذا طلب منا ذلك”، مضيفا “اتمنى ان استشهد لان مصيري سيكون الجنة”.

ويؤكد اسامة (38 عاما) المتحدر من مدينة صور والمقاتل المتفرغ في حزب الله منذ العام 2008 بعد ان اقفل مقهى كان يديره، انه لا يخشى الموت. “مستقبل عائلتي مؤمن اذا استشهدت، فالحزب يؤمن تعليم اطفالي والطبابة والملبس″.

في بعلبك (شرق)، اقامت عائلة حسين حفل عشاء وداعيا له الاسبوع الماضي قبل توجهه الى ايران للخضوع لدورة تدريبية.

حسين عازب في الثانية والعشرين، يعرف عن نفسه بانه “ابن مقاوم ومقاومة”، اذ ان والده مقاتل ووالدته تعمل مع الهيئات النسائية في الحزب.

ويشرح الطالب في علم النفس (22 عاما) وهو يتناول طبق الارز واللحم بشهية الى جانب كل افراد العائلة مجتمعين، انه قاتل مع حزب الله في محافظة حلب في شمال سوريا، وسبق له ان قام بدورات تدريب في لبنان وخارجه، وسيشارك في ايران في “دورة قيادية”.

وتقول والدته، وهي تنظر اليه بفخر، “يا ربي اجعله ينال الشهادة، يا رب”.

" أ ف ب " 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات