البخيت يحذر من اتفاق سري حول القضية الفلسطينية لا يأخذ مصالح الاردن بالاعتبار

المدينة نيوز- طالب العين الدكتور معروف البخيت رئيس الوزراء السابق الحكومة باليقظة والمتابعة الدقيقة لما يجري على الساحة الفلسطينية حتى لا يفاجأ الاردن بحلول على حسابه كإسقاط حق العودة.
وقال البخيت الذي عمل أيضا سفيرا للاردن في تل ابيب في محاضرة ألقاها بدعوة من معهد بيت الحكمة في جامعة آل البيت بعنوان القضايا الإقليمية والظروف الراهنة وقدمها رئيس الجامعة الدكتور نبيل شواقفة: إن أخطر ما يمكن مواجهته اردنيا هو ظهور اتفاق سري لا يأخذ مصالح المملكة بعين الاعتبار, مشيراً الى أهمية المتابعة الحثيثة لأية مفاوضات رسمية أو قنوات تفاوضية وتفعيل التواصل مع الشرائح الفلسطينية وتحضير المواقف الأردنية تجاه مختلف القضايا بما في ذلك أساسيات التفاوض ومنهجيته والأخذ بالمبادرات التي تناسب مصالحه وإقناع السلطة والأطراف بها.
وأضاف الدكتور البخيت أن هناك ضرورة تاريخية لمراجعة الموقف العربي وتوحيد الصف والقرار السياسي والمنهج والمقاربة في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن انفراد الدول العربية - وبخاصة القيادية منها - بالحديث عن الإدارة الأمريكية برؤى مختلفة وأولويات متباينة أكبر خطر يواجه العرب, مشددا ًعلى أن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية سيسهل التعامل مع الملف الإيراني باعتبار معالجة الملف أولوية عربية.
وأشار الدكتور البخيت أنه من الضروري الاتفاق عربياً من أجل تصعيد متدرج ومدروس في علاقاتها مع إسرائيل بدءا بتخفيف الاتصالات معها, إلى منعها كلياً وتخفيض التمثيل الدبلوماسي, وسحب السفراء, إضافة إلى إدامة الاتصال مع مؤسسات المجتمع المدني لشرح المبادرة العربية, وتقوية معسكر السلام مع إسرائيل, وإطلاق مبادرات تكاملية باللجوء للأمم المتحدة لإصدار قرار من مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
كما دعا الى استمرارية تحمل العرب مسؤولياتهم بالضغط على إسرائيل في المحافل الدولية واكتساب المزيد من الدعم الدولي لعزلها, مشيراً أن قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد لا يخدم المصالح الأردنية على الإطلاق.
وتحدث د. البخيت عن مجموعة من السيناريوهات المتوقع حدوثها حال استمرار الوضع الراهن سواء ببقاء محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية أو برحيله وتعليق عملية السلام. وقال: إن اختيار رئيس جديد للسلطة لا يعني شيئاً على الصعيد السياسي, متوقعا في حال استمرار إسرائيل في سياسة تهويد القدس وانسداد أمل الحل شيوع اليأس والإحباط بين الشعب الفلسطيني ما يعني حدوث انتفاضة جديدة لا يمكن التنبؤ بمداها.
وأشار البخيت إلى أن القبول بالعودة للمفاوضات من دون تجميد كامل للاستيطان لم يعد خياراً فلسطينياً بل انتحار سياسي, بجعل مطلب تجميد الاستيطان واحداً من مرجعيات عملية السلام ومعيار نجاحها.
وأوضح أن المفاوضات لا تبدأ بوقف الاستيطان, ولكن المأمول أن تنتهي بإزالته, مشيرا الى عجز العالم عن إرغام إسرائيل على تجميد الاستيطان, فكيف له أن يفلح في تفكيكها لاحقاً!.
وتطرق الدكتور البخيت إلى الوضع الفلسطيني الحالي. وقال: إن الدول العربية المعنية تدرك مدى تعقيد قضايا الشعب الفلسطيني الداخلية.
وقال: إن هذه الدول تتجنب التدخل في الشأن الفلسطيني منفردة لأن الوضع الداخلي يمر بأخطر المراحل, مشيرا الى وجود ما يشي بتآكل الهياكل والأطر السياسية الفلسطينية وحصول المزيد من الانشقاقات.
واضاف, ان الانقسام الفلسطيني لن يتوقف على فتح وحماس بل هناك بوادر لحدوث انقسامات ومحاور ومجموعات وخلايا وشلل.
وقال: طالما أن جميع التنظيمات والفصائل الفلسطينية تؤيد الحل التاريخي بإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 بما في ذلك حماس, فإن مبررات استمرار الخلاف لا تعكس خلافاً حول المصالح العليا للشعب الفلسطيني وإنما الخلاف حول المصالح الفصائلية والتنظيمية.
وكان رئيس جامعة آل البيت الدكتور نبيل شواقفة رحب بالمحاضر موضحاً أهمية إقامة مثل هذه اللقاءات وتسليط الأضواء على جميع القضايا الراهنة من خلال الحوارات البناءة الهادفة للاطلاع على أبرز قضايا الساعة وموقف الجهات المتابعة والمختصين بهذا الشأن بما يعود بالفائدة على أبنائنا الطلبة والأكاديميين في الجامعة.
وفي السياق أكد البخيت على الجهود المبذولة من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني والتي سجلت موقفاً تاريخياً للأردن لإبقاء القضية الفلسطينية في الصدارة من خلال كسب تفهم ودعم العالم لعدالة القضية وبخاصة على الساحة الأمريكية من خلال تشكيل قناعة لدى الرئيس أوباما بأولوية الملف الفلسطيني.
وقال: إن الأردن الأقرب لقضية الشعب الفلسطيني باعتبار إقامة الدولة الفلسطينية مصلحة إستراتيجية عليا للأردن, داعيا الى مضاعفة الجهود وحث الدول العربية لأخذ زمام المبادرة بالقيام بهجوم دبلوماسي وإعلامي لكسب الدعم الدولي والضغط على إسرائيل ووضع العالم أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية.
وفي ختام المحاضرة التي حضرها نواب الرئيس والعمداء وطلبة الجامعة أجاب الدكتور البخيت على أسئلة المشاركين واستفساراتهم.