اشتباكات عنيفة بين المشجعين المصريين والجزائريين في شوارع الخرطوم..ومصر تهدد بارسال قوات !
المدينة نيوز- شهدت شوارع الخرطوم حالة طوارئ حقيقية ، بعد تدفق الآلاف من جماهير مصر والجزائر، عقب انتهاء المباراة التي جمعت بين المنتخبين، وظلت الشوارع أمس مكتظة ما أدى إلى حدوث احتكاكات بينهما في عدة أماكن أدت إلى تدخل الشرطة لاحتوائها، لكن الأمر كان صعبا جدا بالنظر لحالة الهستيريا التي كانت عليها الجماهير.
وسجلت صدامات قوية أدت إلى إصابات متفرقة من الجانبين، وكانت الأمور تسير بالشكل السليم بعد أن كان الجزائريون يحتفلون رافعين الأعلام الجزائرية التي تم توزيعها بكثرة من السفارة الجزائرية وبعد دقائق دخلت الجماهير المصرية ، ما جعل الاشتباك قويا، ولم يتم تأكيد أي إصابة خطيرة، لكن تخوفات كبيرة من الشرطة السودانية من نهاية المباراة، -حسب الشروق الجزائرية -.
سفارة مصر تستدعي قوات بلادها !
وفي الاثناء، أكد السفير المصرى بالخرطوم عفيفى عبد الوهاب، أنه جارى إرسال "قوات خاصة" إلى السودان لتأمين خروج الجماهير المصرية من العاصمة السودانية بعدما "تعرضوا لاعتداءات من قبل الجماهير الجزائرية" عقب انتهاء المباراة -على حد قوله -.
وقال السفير المصرى "لإذاعة الشباب والرياضة" المصرية ، إن المشجعين المصريين تعرضوا لاعتداءات من جانب الجماهير الجزائرية بشارع "الجمهورية"، مضيفاً أن هناك بعض الإصابات .
واضاف السفير المصرى، أنه على اتصال دائم بكافة الجهات المعنية فى الحكومة السودانية لحين وصول القوات الخاصة المصرية بعد اتصالات من الرئيس مبارك والدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان الجمهورية لإبلاغ الرئاسة السودانية لسرعة التحرك للسيطرة على الموقف المحتدم.
وزير الاعلام المصري: سنرسل قوات للسودان..
بدوره، ناشد وزير الاعلام المصري انس الفقي الجماهير المصرية فى السودان البقاء في الفنادق او البيوت وعدم الخروج إلى الشوارع ، وأكد انه في حال استمرار الصدامات "سترسل مصر قوات إلى الخرطوم لتأمين عودة 10 آلاف مصري" ! .
وقال وزير الاعلام "أن الرئيس حسنى مبارك يتابع شخصيا تطورات وضع المشجعين الذين توجهوا الى السودان لتشجيع المنتخب المصري بعد "تعرضهم لاعتداءات من المشجعين الجزائرين" عقب انتهاء المباراة ووقوع اصابات بين عدد منهم ".
وأضاف الفقي أن مصر حملت الخرطوم المسؤولية كاملة عن أمن البعثة، موضحا أنه بعد هذا الاتصال تم ارسال قوات أمن سودانية لانقاذ المصريين الذين كانوا قد بوغتوا باعتداءات من الجماهير الجزائرية، مما أدى لتفرقهم في الشوارع وانقطاعهم عن باقي أفراد البعثة ولجوء بعضهم إلى بيوت السودانيين، واخفائهم في مواقع سرية وعدم قدرة الكثيرين على الوصول إلى فنادقهم.
وزير الصحة المصري يؤكد: اصابات طفيفة..
من جانبه، أكد الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة المصري أن إصابات المشجعين المصريين فى السودان بسيطة وطفيفة مشيرا إلى أنه أجرى اتصالا بالمستشار الطبي لمصر فى السودان لمتابعة أحوال المشجعين المصريين في السودان.
وأضاف الجبلى - فى مداخلة له مع برنامج القاهرة اليوم - أن هناك مجموعة من الأطباء المصريين موجودون بمطار الخرطوم تحسبا لأية أحداث ، وتم تزويدهم بكافة المستلزمات الطبية اللازمة لإسعاف المصابين ، وطالب منهم التوجه لإسعاف أي مصابين وصلوا مطار الخرطوم.
كما طالب المصابين بالتوجه الى مستشفى الاطباء بجوار السفارة المصرية بالخرطوم لتلقى الإسعافات اللازمة.
وأوضح وزير الصحة بأنه إذا كان هناك حالات أو إصابات حرجة سيتم عملية إخلاء طبي جوى لنقلهم الى مستشفيات أسوان والأقصر..
وللفنانين نصيب ايضا ..
من جهتها، ذكرت صحيفة اليوم السابع، ان عددا من الفنانين المصريين تعرضوا لاعتداءات وصفتها بـ"الوحشية" من قبل الجمهور الجزائرى فى السودان عقب انتهاء المباراة الفاصلة.
واضافت ان لفنان هيثم شاكر تعرض لطعنة فى الظهر بآلة حادة، فيما تعرض الفنان ماجد المصرى وطارق علام ومحمد كريم، لتكسير السيارة التى كانت تقلهم إلى السفارة المصرية بالسودان، وقام الجزائريون بمطاردتهم بالسكاكين والسيوف، على حد قولها!!.
وقال طارق علام، فى اتصال هاتفى مع اليوم السابع إنه يشعر أنه فى كابوس مزعج، معتبرا ان ما يحدث فى السودان شىء لا يصدقه عقل وسط "غياب تام للأمن السودانى".
وأوضح طارق، أن هناك 15 ألف مشجع لم يتمكنوا من دخول الاستاد لوصولهم فى وقت متأخر، مضيفاً أن الجماهير المصرية التى لم تتمكن من دخول الاستاد تعرضت لاعتداءات من الجزائريين.
وأكد طارق، أن هناك آلاف المصريين يقفون أمام المطار الذى أغلق أبوابه فى وجوههم ولا يعرفون ماذا يفعلون واستنجد طارق بالسفارة المصرية أو بأى مسئول سودانى أو مصرى، وقال فى النهاية "إحنا مش فاهمين حاجة".
أما الفنان إيهاب توفيق، فقد قالت "اليوم السابع" انه قام بالهروب بسيارة احد المشجعين الجزائريين ويحاول إجراء اتصالات بالسفير السودانى لتأمينه.
الفنان محمد فواد، قال خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "القاهرة اليوم"، إن الجماهير المصرية محاصرة فى شقق مجموعة من المواطنين السودانيين، بعد أن قام عدد من المشجعين الجزائريين بقطع الطريق عليهم، كما تم تكسير الأتوبيس المصرى الذى خصصه الحزب الوطنى الديمقراطى لنقل المشجعين من القاهرة للخرطوم لمشاهدة المباراة.
"الاتحاد السوداني" يعقب..
من جهته اكد سكرتير الاتحاد السوداني لكرة القدم مجدي شمس الدين لـ "العربية.نت" إن ما حدث أن مجموعة من الجماهير الجزائرية قامت برشق حافلة البعثة المصرية المتوجهة إلى الفندق، ولم تحدث أي إصابات تذكر.
وطمأن الأسر المصرية على أبنائها، مؤكداً أن كل الجماهير إما وصلت للفنادق التي تقطنها، أو للمطار بأمان، وتحظى برعاية مباشرة من الأمن السوداني.
وقال مجد الدين عوض السيد، أحد المرافقين الرسميين للبعثة المصرية لقناة النيل للرياضة، أنه لم يصب سوى باص واحد من الباصات التي تقل البعثة المصرية، وأدى ذلك لإصابة طبيب المنتخب المصري بجراح طفيفة، مؤكداً أن حالته جيدة ولم تستدع أن يتم نقله للمستشفى، وهو الآن في فندق الهيلتون.
كما نفى مجدي ما تردد بأن المطرب محمد فؤاد محاصر من قبل الجماهير الجزائرية، وقال إنه موجود حالياً في فندق الدوحة الذي يسكن فيه.
إعلاميون مصريون يهاجمون بقوة..
من جهته ،قال مجدى الجلاد رئيس تحرير جريدة المصري اليوم، إن الحكومة الجزائرية خصصت طيارات حربية ل"نقل البلطجية" لقتل المصريين -حسب وصفه-، داعياً إلى "إعادة الحسابات".!!
وأضاف الجلاد، فى مداخلة مع برنامج "القاهرة اليوم"، "اعترف بخطئنا فى التعامل مع الجزائريين الذين قدمنا لهم مبادرات تتوافق مع مكانة مصرى، واعتذر عن مبادرة جريدة المصرى اليوم "وردة لكل جزائرى" التى تعاملنا من خلالها باحترام مع الجزائريين وقدمنا لهم كل الحب و"لم يراعوا ذلك".
ومن جانبه اعتبر الإعلامى المصري خالد الغندور، أن المصريين أهانوا أنفسهم، وقال "الحمد لله أننا لم نسكب مباراة مصر والجزائر، وإلا كان ستحدث مجازر"، فيما طالب الإعلامى مصطفى بكرى عضو مجلس الشعب، الحكومة المصرية باتخاذ "موقف فورى ضد الجزائريين"!، مؤكداً أن ما حدث جريمة فى حق المصريين، وهاجم بكرى موقف الحكومة المصرية، قائلاً "إنها غير مؤهلة لتحكم مصر بعد ما حدث ولن يحترمنا أحد سواء خارج مصر أو داخلها بعدما حدث"!!.
وناشد الإعلاميان عمرو أديب وأحمد موسى، الخارجية والسفارة المصرية هناك والرئاسة وأجهزة الأمن وقوات الجيش السودانية بالتدخل ل"حماية أرواح المصريي"ن، كما طالبا المشجعين المصريين "بالاحتماء بالمساجد والكنائس وعدم الخروج من منازل أخوتهم السودانيين، كما ناشدا الجميع بسرعة التوجه ومغادرة البلاد والعودة للقاهرة فى أسرع وقت" !.
اشتباكات بشوارع القاهرة ..
وفي القاهرة، خيمت أجواء الحزن والغضب على الجماهير المصرية التى نزلت للشوارع بكثافة عقب المباراة، وحطمت بعض السيارات الخاصة فى شوارع وسط القاهرة والمهندسين وإمبابة والعجوزة، حيث اشتبك الجمهور مع بعضهم البعض عقب فشل المنتخب المصرى فى الصعود لمونديال كأس العالم.
وقامت الجماهير الغاضبة فى الشوارع بإلقاء الطوب والزجاجات الفارغة على السيارات، مما أدى إلى تعطيل المرور. فيما انتقل فريق أمنى من مباحث الجيزة وقسمى الدقى والعجوزة إلى شارع جامعة الدول العربية، وظلت سيارات ملاكى سوداء مميزة نزل منها قيادات وزارة الداخلية إلى الشارع عقب انتهاء المباراة لمحاولة احتواء توابع هزيمة منتخب مصر.
وأسفر الحادث عن تحطيم 4 سيارات ومحل بقالة .
وعلى الجانب الآخر نفى مصدر بوزارة الداخلية، وقوع اشتباكات بين المواطنين وقوات الأمن بالقاهرة ، مؤكداً على عدم وجود إصابات بين المواطنين. وأكد المصدر، أن هناك اشتباكات خفيفة حدثت بين المواطنين، إلا أن قوات الأمن تمكنت من السيطرة على الموقف.
كردون أمني على سفارة الجزائر ..
وألقت أجهزة الأمن القبض على 6 من المشجعين، يشتبه فى قيامهم بأعمال عنف فى منطقة المهندسين وميدان سفنكس وأحمد عرابى، حيث قامت الجماهير الغاضبة بالاشتباك مع أجهزة الأمن عقب إلقائهم بالطوب والحجارة والزجاجات الفارغة.
وقامت قوات الأمن بفرض كردون أمنى حول أماكن الاشتباكات بالمهندسين، وهو ما أدى إلى تعطل المرور لبعض الوقت، عقب المباراة، حيث تواجدت الجماهير بكثافة فى بعض الشوارع وقامت بتحطيم بعض سيارات الشرطة والسيارات الملاكى فى شوارع.
ومن ناحية أخرى قامت قوات الأمن المصرية بتكثيف تواجدها أمام السفارة الجزائرية لمنع أى اعتداء على السفارة، وأسفر التواجد الأمنى عن غلق الشارع البرازيل وتحويل مسار السيارات إلى شوارع أخرى.
يشار الى ان المباراة المذكورة، انتهت بفوز الجزائر على مصر بهدف للاشيء، وتأهل المنتخب الجزائري إلى كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010.
