تقرير عالمي: مقاومة المضادات الحيوية تشكل تهديدا خطيرا للصحة العمومية

المدينة نيوز:- كشف تقرير عالمي اعلنت نتائجه منظمة الصحة العالمية الاربعاء ان مقاومة المضادات الحيوية اصبحت تشكل الآن تهديداً كبيراً للصحة العامة وخطرا يهدد جميع دول العالم.
وقالت المنظمة في بيان اصدرته اليوم حصلت وكالة الانباء الاردنية (بترا) على نسخة منه بصفته اول تقرير عالمي يتناول مقاومة المضادات الحيوية على الصعيد العالمي، ويكشف عن أن هذا التهديد الخطير لم يعد مجرد تنبؤاً للمستقبل بل هو واقع، يمكن أن يمس كل فرد في أي سن وفي أي بلد.
واضاف ان مقاومة المضادات الحيوية، تحدث عندما تطرأ تغيرات على الجراثيم فتفقد المضادات الحيوية مفعولها لدى من يحتاجون إليها لعلاج العدوى، وتشكل الآن تهديداً على الصحة.
ويشير التقرير المعنون بـ "مقاومة مضادات الميكروبات: تقرير عالمي عن الترصد"، إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات تحدث مع العديد من العوامل المعدية المختلفة، بيد انه يركز على مقاومة المضادات الحيوية لدى سبع جراثيم مختلفة تتسبب في أمراض شائعة وخطيرة، مثل حالات عدوى مجرى الدم (الإنتان)، والإسهال، والالتهاب الرئوي، وحالات عدوى المسالك البولية، والسيلان، ويوثق مقاومة المضادات الحيوية، ولاسيما تلك التي تعد "الملاذ الأخير"، في جميع أقاليم العالم.
وتتسبب مقاومة المضادات الحيوية في إطالة مدة المرض وزيادة احتمالات وفاة المريض وفق التقرير الذي دلل على ذلك بزيادة احتمال وفاة المصابين بعدوى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة لمضادات الميثيسيلين بنسبة 64 بالمئة مقارنة بالأشخاص المصابين بحالات عدوى غير مقاومة للأدوية.
واعتبرت المنظمة في تقريرها ان مقاومة الأدوية تزيد تكلفة الرعاية الصحية بسبب إطالة أمد العلاج في المستشفى وتزايد الاحتياج إلى العناية المركزة.
وتنتشر على نطاق واسع وفق التقرير مقاومة المضادات الحيوية من نوع الفلوروكوينولونات، وهي تشكل الأدوية الأوسع انتشاراً ضد الجراثيم للعلاج من حالات عدوى المسالك البولية الناتجة عن الإشريكية القولونية. وفي الثمانينات من القرن العشرين، عندما تم إدخال هذه الأدوية للمرة الأولى، كانت نسبة مقاومتها تكاد تكون صفراً، واليوم هناك بلدان في أنحاء عديدة من العالم فقد فيها هذا العلاج مفعوله لدى أكثر من نصف المرضى.
ويكشف التقرير عن أن الأدوات الرئيسة للتصدي لمقاومة المضادات الحيوية، من قبيل النُظم الأساسية لتتبع المشكلة ورصدها، مشيرا الى ان من الاجراءات الهامة الأخرى للوقاية من حالات العدوى، تحسين التصحح، وإتاحة المياه النقية، ومكافحة العدوى في مرافق الرعاية الصحية، والتطعيم، بغية تقليل الاحتياج إلى المضادات الحيوية.
ودعت المنظمة إلى الاهتمام باستحداث وسائل تشخيص ومضادات حيوية وأدوات أخرى جديدة من أجل تمكين مهنيي الرعاية الصحية من الاستعداد لمواجهة المقاومة المستجدة للأدوية.
واعتبرت المنظمة هذا التقرير ضربة البداية لانطلاق جهد عالمي يتولى التصدي لمقاومة الأدوية والذي سيشمل استحداث أدوات ومعايير جديدة وتحسين التعاون على نطاق العالم بهدف التصدي لمقاومة الأدوية وتقييم آثارها الصحية والاقتصادية وتصميم حلول محددة الأهداف لمعالجة هذه المشكلة.
وبمناسبة اصدار التقرير يقول المدير العام المساعد لدائرة الأمن الصحي الدكتور كيجي فوكودا "إذا لم يتخذ العديد من أصحاب المصلحة إجراءات عاجلة ومنسقة في هذا الصدد سيسير العالم نحو عصر ما بعد المضادات الحيوية، يمكن لحالات العدوى الشائعة وللإصابات الطفيفة التي يمكن علاجها منذ عقود من الزمان أن تحصد الأرواح من جديد".
وما لم تتخذ إجراءات هامة لتحسين الجهود الرامية إلى الوقاية من العدوى وإلى تغيير الطريقة التي ننتج بها المضادات الحيوية ونصفها للمرضى ونستعملها أيضاً فإن العالم سيخسر الكثير والكثير من هذه السلع الصحية، وستكون لذلك آثار ذلك مدمرة".
وفيما يتعلق بمساعد الناس على التصدي لمقاومة الأدوية اكدت المنظمة ضرورة عدم استعمال المضادات الحيوية إلا بعدها وصفها من الطبيب واهمية إكمال العلاج حسب الوصفة حتى إذا شعروا بتحسّن وعدم القيام مطلقاً بتبادل المضادات الحيوية مع غيرهم أو باستعمال ما تبقى من المضادات الحيوية بعد انتهاء الوصفة الطبية.
وقالت يمكن ان يساعد العاملون الصحيون والصيادلة على التصدي لمقاومة الأدوية عن طريق تعزيز الوقاية من العدوى ومكافحتها والامتناع عن وصف المضادات الحيوية وصرفها إلا إذا وُجدت حاجة حقيقية إليها ووصف وصرف المضاد الحيوي المناسب (الواحد أو الأكثر) لعلاج الاعتلال.
ولفت التقرير الى وجود مقاومة عالية وواسعة الانتشار من الكليبسيلة الرئوية للجيل الثالث من السيفالوسبورينات وفي بعض أنحاء الإقليم تفيد البلاغات بأن أكثر من نصف حالات العدوى بالمكورات العنقودية الذهبية يقاوم الميثيسيلين، الأمر الذي يعني عدم فعالية علاجها بالمضادات الحيوية المعتادة.
ويكشف التقرير عن ثغرات كبيرة في تتبع مقاومة المضادات الحيوية في الإقليم وفق البيان الذي اشار الى قيام مكتب المنظمة الإقليمي لشرق المتوسط بتحديد الإجراءات الاستراتيجية لاحتواء مقاومة الأدوية، كما أنه يدعم البلدان من أجل إعداد سياسات واستراتيجيات وخطط وطنية شاملة في هذا المضمار.
وتضمن التقرير بيانات مقدمة من 114 بلدا في العالم اشتمل على معلومات عن مقاومة الأدوية لعلاج حالات عدوى أخرى، كالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري والملاريا والسل والانفلونزا، كما يعرض الصورة الأشمل لمقاومة الأدوية حتى الآن.