النواب يحزمون أمتعتهم ويرحلون

المدينة نيوز- راكان السعايدة - شهد مجلس النواب طيلة ساعات صباح اليوم الثلاثاء "غزوا" نيابيا لافتا، في مشهد قال موظفون في الأمانة العامة للمجلس أنهم لم يألفوه منذ سنتين.
إذ قام أغلب النواب بزيارتهم الأخيرة إلى المجلس لـ"تعزيل" مكاتبهم وأخذ متعلقاتهم وملفاتهم الشخصية بعد أن صدرت الإرادة الملكية السامية بحل مجلس النواب والدعوة لانتخابات مبكرة.
وحرص الصحافيون اليوم (الثلاثاء) أن يكونوا شهودا على لحظات توديع النواب المنحلون فتواجدوا بكثافة في أروقة المجلس يجولون بين مكاتب النواب غير أن أسئلتهم لهم عن دواعي الحل لم تقابل بإجابات وأكتفى أغلبهم بالقول أن الأمر كله بيد سيد البلاد جلالة الملك.
وانشغل النواب ومدراء مكاتبهم بتجميع أوراقهم وملفاتهم وشوهدت عشرات "الكراتين" تخرج إلى سياراتهم محملة بمتعلقاتهم الشخصية، فيما العديد من النواب استبدل منذ ليلة أمس (الاثنين) لوحات مركباتهم النيابية بلوحات بيضاء، كعامة الشعب، غير أن العديد أيضا لا يزال يبقي على لوحته النيابية.
وكانت ليلة الاثنين عصيبة على النواب الذين تجمع العديد منهم في حلقات ومجموعات لتبادل الرأي وتحليل أسباب حل مجلسهم هو بالكاد يتم سنته الثانية.
وقال نواب أن الغالبية العظمى من النواب لم يعلموا بالحل إلاّ الساعة الثامنة ليلا، موعد بث نشرة الأخبار على التلفزيون الأردني، وهو الوقت الذي كان النواب يتشاورون فيه حول انتخابات رئاسة مجلس النواب التي وقع فيها المرشح عبد الهادي المجالي بيانا مع كتلة الإخاء الإصلاحي حول تطوير أداء المجلس قبل ساعات قليلة من الحل.
ويؤكد نواب أن القرار جاء على نحو مفاجئ ولم يكون على علم به إلاّ نائب أو اثنين.
ولم يجد النواب وسيلة لمعرفة قرار الحل وتفاصيله إلاّ هواتفهم التي تواصلت إلى ساعة متأخرة مع صحفيين وإعلاميين يسألونهم عن الأمر، بوصفهم يعرفون الأخبار قبل نشرها بوقت كاف.
ويسأل موظفون يعملون كمدراء مكاتب للنواب وهم ليسوا على الكادر عن مصيرهم، فيما الأمر عند الأمانة العامة محسوم بمغادرتهم المجلس إذ أن عملهم ليس مع المجلس وإنما مع النائب ومرتبط وجودهم بوجوده وليس للمجلس كجهاز إداري علاقة بهم من ناحية الارتباط الوظيفي.
ويخلص نائب إلى أن صدمة الحل لا تزال ماثلة على وجوه العديد من النواب ومحاسيبهم، فيما صدمتهم تضاعفت عندما علموا بالارتياح العام الذي سيطر على الشارع وقواعدهم الانتخابية بعد إعلان حل المجلس.
ويختصر أحد النواب المشهد بقوله: "لا نحن عملنا عملا برلمانيا، رقابيا وتشريعيا، ولا نحن كسبنا المواطنين والناخبين.. فبات الناس ينظرون لنا كأننا مرض يجب أن يستأصل ويعزل المريض عن العامة".
راكان السعايدة