جدل بملتقى المدافعين عن الاعلام حول مستقبل الصحافة الالكترونية

المدينة نيوز:- شهدت الجلسة الخامسة لملتقى المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي جدلا لم يقتصر على المتحدثين وانما امتد للحضور، "حول إذا ما كانت المواقع الالكترونية تتمتع بالقدر الكافي من الحرية فيما تنشره، وإمكانية استمرار تلك الحرية في ظل ضغوطات عديدة تواجهها تلك المواقع".
وعلى صعيد المتحدثين في الجلسة التي التأمت في فندق رويال في عمان بعنوان "الاعلام الرقمي تحت الضغط" وهم مديرة تحرير اخبار مصر اليومية رنا علام، ورئيس جمعية الانترنت في اليمن وليد السقاف، ورئيس تحرير "المصري" عماد السيد أحمد، وادار الجلسة من معهد الصحافة الدولي في جنيف تيموثي سبينس، "رسم كل من المتحدثين تصوره حول مستقبل الصحافة الالكترونية سواء في بلده أو في العالم العربي عموما، معتمدين على تشابه السمات والخصائص والظروف لكل منها".
واختلف المتحدثون في تصورهم لمستقبل الصحافة الالكترونية "فمنهم من كان متفائلا تجاه هذا المستقبل، فيما بعضهم استبعد أن تتمتع تلك المواقع بنوع من الحرية الكاملة في المستقبل القريب".
واشار بعضهم الى الاثر الذي احدثته الصحافة الالكترونية "في توسيع آفاق الشباب العربي الذي رأى فيها ملاذه المناسب بعيدا عن الصحافة التقليدية"، مشيرين الى "ان الحكومات العربية لم تحسم موقفها بشكل قطعي تجاه الصحافة الالكترونية، حتى أن بعضها ما يزال لا يعترف بالصحافة الالكترونية وفي الوقت ذاته يتابع أدق تفاصيلها".
فيما نصح المتفائلون الحكومات التي تحاول تضييق افق وسماء الصحافة الالكترونية بـ "الاستفادة منها في وقت أصبح من الصعب والمستحيل السيطرة بصورة كاملة عليها، لأنها ببساطة لا تستطيع السيطرة على شبكة الانترنت".
وعرض المتحدثون لبعض العقبات التي تواجه شبكة الانترنت عموما مثل "التجسس من قبل بعض الحكومات على ملايين المواطنين حول العالم، وانتهاك الخصوصية من قبل بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وتسرب المعلومات الخاصة"، ضاربين مثلا على ذلك "ويكيلكس" وهو الموقع الذي سرب ملايين الوثائق السرية الاميركية وطال ضررها معظم دول العالم.
كما عرض المتحدثون لتأثير الاعلام المجتمعي "عبر مواقع التواصل الاجتماعي" على المواقع الالكترونية الاخبارية، فيما اجمع المتحدثون كافة على أن تلك المواقع تعتبر الاعلام المجتمعي مصدرا رئيسا للمواقع الاخبارية، الا انهم حذروا في الوقت ذاته من خطورة الاخذ عشوائيا من الاخبار التي تنشر على مواقع التواصل لعدة أسباب ابرزها "أن الكثير من تلك الاخبار غير صحيح او تفتقر الى المعلومات أو المصداقية بالإضافة لافتقادها المهنية".
وحذروا من نشر تلك الاخبار ما لم يتم التأكد من صحتها واعادة صياغتها بطريقة مهنية تراعي كافة الجوانب الموضوعية وأن تضمن الرأي والرأي الآخر.
وبين المتحدثون أنه في خضم الانتشار الهائل للمواقع الالكترونية اصبحت تلك المواقع تضم كوادر عاملة تفتقر للمهنية وتحتاج للكثير من التدريب لتصبح على السوية المهنية المناسبة للعمل في هذا الميدان.
وفي معرض النقاش حول كيفية تمييز المتلقي العربي للغث من السمين فيما ينشر على المواقع، ذكر المتحدثون أن هذه القضية لطالما عانى منها العالم ككل، فهناك دائما كانت صحافة "صفراء" وصحافة ملتزمة بأسس العمل المهني وسرعان ما كان القارئ يدرك الفرق بينها.
وأجمع المتحدثون كافة في ردهم على سؤال "كيفية مقاومة الضغط الحكومي الهادف للحد من الحريات الاعلامية من خلال المواقع الالكترونية بتأكيدهم أهمية الضغط المجتمعي عبر مؤسسات المجتمع المدني المعنية بضرورة فتح الآفاق الالكترونية واتاحتها بحرية للمواطنين.
كما أكد المتحدثون أهمية تنظيم المواقع الالكترونية للحد من حالة الانفلات فيما ينشره بعضها كونه يستهدف ابتزاز الاخرين، والبعض الآخر يمس حقوق الانسان، بالإضافة الى التعدي على حقوق الملكية الفكرية في اعادة ما ينشر بمواقع اخرى، دون حسيب أو رقيب، مؤكدين أن على الجميع في العالم العربي البدء بعمل يضع حدا لكل هذه السلبيات مع الحرص على التأكد من أن أي تشريع يصدر في هذا السياق "أن لا يؤثر على حرية تلك المواقع".
(بترا)