الإقبال على الألعاب الإلكترونية تعزز الانطوائية لدى الطفل وتعزله عن بيئته الاجتماعية

المدينة نيوز - لم تعد الألعاب التقليدية كالدمى والسيارات والليغو تستهوي بعض الأطفال من كلا الجنسين مؤخرا بسبب طغيان ثقافة الإعلانات التي تروج لألعاب إلكترونية تجذبهم وتحوز على إعجابهم.
رب الأسرة أحمد ناجي يبين أنه قلما أصبح مؤخرا يتوجه إلى محل بيع الألعاب التقليدية حتى في العيد وإنما بات يتردد على محلات الكومبيوتر لشراء الـ"سي دي" الخاص بالألعاب الإلكترونية.
وعن سبب هذا التحول يقول ناجي "سألت أطفالي عن نوع الألعاب التي يرغبون في اقتنائها بالعيد ليقع خيارهم على مزيد من الألعاب الإلكترونية التي يقضون ساعات طويلة من يومهم في ممارستها".
ومع أن ناجي يحاول تقليل عدد ساعات لعب أبنائه خوفا من إدمانهم عليها إلا أنه يرضخ بالنهاية لطلبهم حتى "لا يكسر بخاطرهم في العيد".
ألعاب زمان بسيطة، بحسب وصف ناجي الذي يستذكر طفولته قائلا "كنا نأخذ العيدية ونشتري منها ألعابنا والتي نفرح بها رغم بساطتها"، مضيفا "لم يعد من السهل جذب الجيل الجديد للدمى والسيارات فهي غير مسلية مقارنة بالألعاب الإلكترونية".
ويتابع "عندما كنا صغارا كنا نجتمع مع أصدقائي ونشتري السيوف والمسدسات البلاستيكية وأحيانا نصنع الطائرات الورقية ونلعب في أزقة الحارات بيد أن أطفالنا اليوم لا تغريهم تلك الألعاب".
من جهتها تبين الاختصاصية الأسرية الدكتورة نجوى عارف أن "الألعاب الالكترونية ألعاب توحدية"، لافتة إلى أنها ألعاب انطوائية وتحد من نشاطات الطفل الاجتماعية ولا يشعر من خلالها أنه مبدع.
وعن كثرة الطلب على الألعاب الإلكترونية فتعزوه عارف إلى الموضة والغيرة بين الأطفال فضلا عن رواج الإعلانات وبخاصة بعد انتشار الفضائيات.
وتشدد عارف على أهمية دور الأهل من خلال تجنيب أطفالهم الألعاب التي تشتمل على العنف والقتل لما لها من دور في تعزيز مفاهيم غير مقبولة اجتماعيا ودينيا.
وفي الإطار نفسه تؤكد عارف على ضرورة مراعاة التنوع في ألعاب الأطفال وأن تكون منسجمة مع البيئة.
من جانبه يخطط مؤيد أبو دية (10 أعوام) لقضاء عطلة العيد مع أصدقائه في محل للألعاب الإلكترونية ويقول "لدي ألعاب كثيرة في البيت وأبي يشتري لي في كل عيد لعبة جديدة ولكني أحب أن الألعاب الالكترونية أكثر لأنها مسلية جدا".
وفي السياق نفسه يلفت صاحب أحد محلات الألعاب الإلكترونية حمزة العيسى إلى أن إقبال الأطفال يزداد بشكل ملحوظ في العيد على هذه الألعاب، مبينا أنه "لم يعد الطفل في هذه الأيام يقتنع بشراء مسدس أو سيارة او دمية ليلعب بها رغم أما الالعاب الالكترونية فلها سحر خاص وتجذبهم وفيها نوع من المغامرة والتحدي".
وبالرغم من أن العيسى لا يرى أن تلك الألعاب تشكل خطورة على الأطفال إلا أنه يشدد على أهمية دور الأهل ورقابتهم من خلال تحديد الساعات التي يمكن أن يقضيها الطفل في ممارستها حتى لا يصل إلى مرحلة الإدمان.
وفي حين يفضل غالبية الأطفال وعائلاتهم الألعاب الإلكترونية يبقى للألعاب التقليدية عشاقها فميساء محسن الأم لثلاثة أطفال تصطحب أولادها إلى محل يبيع الألعاب التقليدية ليختاورا بأنفسهم ألعابهم المفضلة.
وعن الأسلوب الذي تتبعه محسن تقول "هو طقس سنوي بالنسبة لنا ولا أحب إدخال الألعاب الإلكترونية إلى منزلي لأنها تضر صحة الأطفال".
وتتابع "أولادي ما يزالون صغارا ولا أدري بعد أن يكبروا قليلا هل سيرغبون بهذه الالعاب أم سيتجهون إلى أخرى".
وبخصوص اختيارات أطفالها تقول محسن "في كل عام يرغب ابني بشراء سيارة أو ألعاب الليغو وبنتي تطلب الدمى"، مشيرة إلى أن أسعار الألعاب "باهظة الثمن".
العيد بالنسبة لصاحب أحد محلات بيع ألعاب الاطفال نضال العاني يعد "موسما مزدهرا حيث يزداد الإقبال على شراء الألعاب".
وفيما يتعلق بالألعاب التي تلقى إقبالا يجملها بـ "الليغو والدمي وألعاب الـNew Boy التي تعرض إعلاناتها على القنوات المخصصة للأطفال كاليويو وفلة الدمية التي تتميز بأنها إسلامية".
وتختلف أسعار الألعاب، وفق العاني، بحسب الجودة ومكان الصنع.
ويختلف العاني مع الآراء التي ترى أن الألعاب الإلكترونية باتت تطغى على التقليدية لافتا الى أن "كل نوع له مبيعاته وجمهوره من الأطفال".