ضيوف "عين على القدس" يناقشون كيفية التصدي لتفريغ المدينة من اهلها الفلسطينيين

المدينة نيوز:- قال مقدم برنامج عين على القدس الدكتور وائل عربيات، ان ما تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي المحتلة عامة وفي القدس خاصة هو عمل ممنهج وليس عشوائيا يهدف الى تفريغ القدس من سكانها الاصليين وإحلال اليهود مكانهم.
وتساءل عربيات في حلقة البرنامج التي بثها التلفزيون الاردني مساء امس بعنوان "اقصاء الفلسطينيين عن القدس" والتي استضافت خطيب المسجد الاقصى الدكتور اسماعيل النواهضه، ورئيس الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا الدكتور محمد البشاري ووزير شؤون القدس الفلسطيني المهندس عدنان الحسيني، "وبعد هذا الهدف الاسرائيلي من هذه الاعمال فما هو مصير القدس والى اين تتجه هذه الاعمال بالمسجد الاقصى الشريف الذي هو ثالث الحرمين الشريفين؟".
وقال الدكتور النواهضة ان قضية تفريغ القدس من سكانها ليس بالأمر الجديد فمنذ عام 1967 كان اول عمل قام به الاسرائيليون هدم حي المغاربة وتهجير سكانه الى ضواحي القدس وخارجها واقامة حي مقامه يدعى الحي اليهودي، وكان هدفهم عقائدي بالدرجة الاولى، فهم يؤمنون انهم لن يستطيعوا جلب اي يهودي من خارج البلاد الا "عن طريق تفكيك العقيدة اولا لأنهم يدعون ان لا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا مكانة للقدس بدون الهيكل كما يدعون".
واضاف، ومن وجهة النظر الاسلامية فلا قيمة لفلسطين بدون المقدسات وهذا حكم قرار رباني وليس بعد بيان الله بيان والآية الكريمة تقول "سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير"، وبالتالي فلا معقب لأمر الله.
من جهته اعرب الدكتور البشاري عن "اسفه الشديد لأن قضية المقدسات الفلسطينية لا تحتل المرتبة الاولى بما يخص مسلمي اوروبا لأسباب اهمها العيش اليومي والتحديات التي تواجههم في اوروبا والعنصرية وغيرها من الصاق تهم الارهاب للمسلمين"، مشيرا الى ان القدس رمز ديننا وهوية العرب المسلمين ويجب ان تبقى القضية ذات اولوية، وهذا دور الطلائع والقيادات الشبابية الاسلامية الحديثة في الترويج لزيارة فلسطين ومقدساتها من اجل الحفاظ عليها.
واشار الى ان مسلمي اوروبا اصبحوا على دراية كاملة بما يحصل للمقدسات ولكن الاكراهات اليومية وبعض الاحزاب السياسية تنقل مع الأسف صراعاتها مع بلدانها في المجتمعات العربية الى اوروبا ما شكل تحديا للوجود الاسلامي في اوروبا، مشددا على ان الرهان على الاجيال الجديدة من ابناء المسلمين الذين اصبحوا شركاء في صناعة القرار السياسي فمنهم الوزراء في فرنسا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا.
واكد ضرورة الاستثمار في هذه القيادات عن طريق تزويدها بملفات المقدسات ليصبحوا مصدر قوة يصب في مصلحة المقدسات الاسلامية.
وقال الحسيني ان الكيان الصهيوني هو كيان مصطنع وجاء لتعويض معاناة اليهود في الغرب فكان كل هذا على حساب الفلسطينيين وسرقة الارض على مراحل، مؤكدا "ان معركة الاسرائيليين هي معركة القضاء على الفلسطينيين جميعا وتهجيرهم ليبقوا لوحدهم".
واشار الى انه برغم كل الوقائع السلبية الناتجة عن المخططات الصهيونية فإن الواقع يقول ان عدد الفلسطينيين حوالي 6 ملايين مقابل 5 ملايين و900 الف اسرائيلي منهم مليون اسرائيلي مهاجر من الاتحاد السوفييتي ونصف هؤلاء المهاجرين من المسلمين والمسيحيين.
ولفت الى ان الانسان الفلسطيني الذي يحافظ على المقدسات ويكافح الاستيطان الصهيوني بحاجة الى توفير سبل الحياة الكريمة والدعم له، ويشكل هذا سببا اضافيا له للصمود والتكاثر لقلب المعادلة الديمغرافية وهذا اهم ما تخشاه اسرائيل.
واكد الدكتور البشاري ضرورة الاستثمار بالمؤسسات المالية العربية الاسلامية بالقدس من خلال المقدسيين انفسهم لخلق فرص العمل لتثبيت العنصر المقدسي ولتشجيع زيارة مسلمي اوروبا والصين والهند والدول الاسلامية، لإحراج اسرائيل امام العالم، مطالبا بأن يكون هناك زحف سلمي الى القدس.
واشار خطيب المسجد الاقصى الى انه لمس من خلال زياراته الى الدول الاوروبية ان هناك جهلا كبيرا في موضوع القدس والمسجد الاقصى المبارك وعزا ذلك الى ان معظم هذه الجاليات من الطبقة العاملة، ولذلك لا بد من تفعيل الزيارة للمسجد الاقصى والمقدسات، لافتا الى ان القدس وقعت تحت الاحتلال الصليبي ما يقارب مئة عام ولم نسمع عن فتوى مقاطعة المسجد الاقصى المبارك.
وفي مقابل الاطماع الاسرائيلية تجاه المدينة المقدسة واكسابها طابعا يهوديا عن طريق التهويد وتهجير المقدسيين فإن العديد من المقدسيين يسكنون بيوتا متواضعة رغم تملكهم عقارات خارج القدس ولكنهم يعلمون انهم لو تركوا بيوتهم فستسقط عنهم الهوية المقدسية، ولذلك لا بد من دعمهم اقتصاديا ليتمكنوا من البقاء والصمود.
وشدد الشيخ النواهضة على ان مدينة القدس ليست للفلسطينيين وحدهم بل هي لجميع المسلمين وهي جزء من عقيدة كل مسلم عربي وغير عربي، ولذلك كان هناك اقتراح ان يكون هناك مساق يدرس في المدارس والجامعات عن مدينة القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية حتى يكون جيل الشباب على دراية وعلم بمدينة القدس والمقدسات، مشيرا الى ان الخلاف الفلسطيني الفلسطيني لعب دورا كبيرا في التفرقة بين العرب والفلسطينيين وكانت مبررا للبعض للتخلي عن مدينة القدس والقضية الفلسطينية.
(بترا)