كيف تصبحان الجد والجدة الأفضل!

إذا اصبحتم بالفعل أجدادا، كرسوا لحظة من وقتكم للتفكير - أي نوع من الجد والجدة أنتم؟ هل أنتم من النوع المربي؟ هل تساهمون في تربية أحفادكم؟ هل انتم أصدقاء لأحفادكم؟ موجهين؟ كل من هذه الأنواع ممكن وصحيح طالما ان نظام الأسرة العام يسير بشكل صحيح!
كيف تصبحان الجد والجدة الأفضل!
هل ولد لكم مؤخرا حفيد او حفيدة ! بالطبع انتم سعداء جدا بسبب الاضافة الجديدة للعائلة، ولكنكم تشعرون بالقلق ايضا. تشعرون بالقلق بسبب الحال العام. انتم قلقون بشان اذا ما كان احفادكم سوف يتمتعون من حياة طويلة، صحية وسعيدة. انتم تشعرون بالقلق من ان يلم بكم مكروه ولا تكونوا بالقرب منهم لرؤيتهم يكبرون. انتم قلقون من انه على الرغم من الجهود التي تبذلونها فلن تنجحوا في تكوين علاقة صحية ومرضية معهم.
العلاقات بين الاجيال وخاصة مع الجد والجدة يمكن ان تسبب الكثير من المتعة جنبا الى جنب مع الكثير من الاحباط وسوء الفهم. كثيرا ما يعطي الناس الجد والجدة دورا محوريا في حياتهم، ويعاملوهم كوالدين ثانويين واحيانا حتى كوالدين اولين. معظم الناس يضعون اجدادهم بمقام الاشخاص المهمين في حياتهم بعد الوالدين، الاشقاء، الازواج والاصدقاء. على الرغم من ان هذا ليس فيه بالضرورة اشكالية، ولكن معظم الاجداد يرغبون بمكانه اكثر اهمية في حياة احفادهم. بالنظر الى ان العديد من الاجداد اليوم يملكون مهنا او في حال كانوا متقاعدين، منشغلين باعمال اخرى كثيرة، الاسرة، الاصدقاء والهوايات، فمن الغريب قليلا ان ينشغلوا كثيرا بجودة علاقاتهم مع احفادهم.
لكن قد يكون ذلك ليس غريبا في نهاية المطاف. فكل منا يريد ان يكون رب او ربة عائلة جيدا وموثوق به. فقد وجدت العديد من الدراسات ان وجود علاقة جيدة مع الجد والجدة تنطوي على العديد من الفوائد وتنعكس ايجابيا على الاحفاد. كما وجدت الدراسات انه لا يوجد تحديد للتوقعات حول دور الجد والجدة في حياتنا. مثل الادوار الاجتماعية والاسرية الاخرى، ويتحدد دور الجد والجدة ايضا بواسطة الاعراف الاجتماعية ويعتمد على العلاقات الاجتماعية السائدة.
يجب ان نتذكر ان التغيير في طبيعة الخلية الاسرية في هذا الجيل يؤدي لتغييرات بعيدة المدى في دورالجد والجدة في حياة الاحفاد. الاسر وحيدة الوالد تتطلب المزيد من المساعدة من الاجداد للاحفاد. تاثير مماثل حدث بسبب زيادة ساعات عمل الولادين، وللتكلفة العالية لرياض الاطفال قبل سن الثالثة وللحاضات. العديد من الجدات وخاصة في السنوات الاخيرة اصبحن الحاضنات الرئيسيات لاحفادهن. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، اكثر من 7 ملايين حفيد يعيشون في المنزل مع الاجداد، ونحو مليون جد وجدة، معظمهم من الجدات، يعتنين بالاحفاد على اساس يومي .
الدراسات التطورية وجدت ان ذلك من شانه ان يكون له تاثيرا على تاريخ البشرية. وفقا لباحثين من جامعة يوتا، فقد لعبت الجدات دورا رئيسيا في تطور العلاقات الانسانية. على ما يبدو، فالتعاون بين الوالدين والجدات في تربية الاطفال، كان له دور رئيسي في تطور البشرية.
في دراسة سابقة اجريت في الستينات، تم فحص دور الجد والجدة في ثقافات مختلفة. وجد ان العلاقة بين الاجداد والاحفاد تغيرت تبعا لدور ومكانة المسنين في المجتمع. في الثقافات التي يحترم فيها كبار السن كثيرا، فان العلاقة مع الاحفاد كانت اكثر رسمية وبعدا. في الثقافات التي يوجد فيها بين الوالدين واولادهم علاقة تتميز بمساواة اكثر، فالعلاقات مع الاجداد كانت اكثر دفئا ودلالا. الاجداد الامريكيون والاوروبيون يفضلون عدم التدخل في تربية الاحفاد وعدم فرض الانضباط عليهم. في بعض الثقافات الشرقية، على سبيل المثال، فالاجداد والجدات يرون انفسهم كمربين للاحفاد ويشعرون بمزيد من الراحة في تربية احفادهم.
دور الجدة المؤقت تغير على مر السنين من راعية وصديقة للاحفاد الى حاضنة. في دراسة اجريت منذ بضعة عقود وصفت انماط مختلفة من الجدات، تلك التي تبحث عن المتعة، العناية، الامومة ومصدر للمعلومات العائلية. الثقافات والاصل تشكل شخصية الجدة كما يعبر عنها في العلاقة مع احفادها، وفقا لدراسات اجريت في العقد الماضي في جميع انحاء العالم حول هذا الموضوع. الجدات من اصل اسباني او افريقي - امريكي، تملن الى ان يكن اكثر تدخلا في الحياة اليومية للاحفاد وبطبيعة الحال العربيات ايضا. الجدات الامريكيات او الاوروبيات، من ناحية اخرى، يملن الى اعتبار انفسهن صديقات وموجهات للاحفاد.
بغض النظر عن الدور المفترض للجد والجدة، فهذا الدور يتطلب تشكيلا للهوية. التغيير والتكيف هو ممكن، لان كل واحد منا يمكنه ان يتكيف مع التغيرات والاحتياجات الاجتماعية والثقافية. على الرغم من الصور النمطية حول ما يفترض ان تتصرف عليه الجدات، فقد وجدت الدراسات ان العديد من النساء استمتعن فعلا من كونهن جدات، وادعين ان المنصب الجديد جعلهن يشعرن اصغر سنا واكثر انخراطا في الحياة. اولئك الذين تبنوا نهجا اكثر ايجابية لكونهم اجداد شعروا بتحسن كبير بالصحة النفسية والجسدية وشعورا اعمق بمعنى حياتهم .