في العيد الوطني الـ 38 للإمارات العربية.. إنجازات الحاضر ورؤى المستقبل

المدينة نيوز - حققت دولة الامارات العربية المتحدة التي تحتفل اليوم بالذكرى الثامنة والثلاثين ليومها الوطني انجازات كبيرة في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والصحية والتعليمية والاجتماعية، معتمدة في ذلك على نهج ثابت وسياسة متزنة وضعتها قيادة الدولة برئاسة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
ففي الثاني من ديسمبر عام 1971، أعلن عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، كدولة إتحادية مستقلة ذات سيادة، تضم 7 إمارات هي أبوظبي، دبي، الشارقة، رأس الخيمة، عجمان، أم القيوين، الفجيرة، وتتكون سلطات الدولة الإتحادية من المجلس الأعلى للاتحاد ورئيس الإتحاد ونائبه ومجلس الوزراء والمجلس الوطني الإتحادي، والقضاء الإتحادي.
والإتحاد جزء من الوطن العربي الكبير تربطه روابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك، وشعبه جزء لا يتجزأ من الأمة ودينه هو الإسلام، والشريعة الإسلامية هي مصدر رئيسي للتشريع ولغته الرسمية هي العربية.
تقع دولة الإمارات العربية المتحدة جنوب شرق الجزيرة العربية، وتمتد من خليج عمان شرقاً حتى دولة قطر غرباً ويحدها من الشمال والشمال الغربي الخليج العربي، ومن الغرب دولة قطر والمملكة العربية السعودية، ومن الشرق خليج عمان وسلطنة عمان.
وتمتد سواحل الإمارات المطلة على الساحل الجنوبي للخليج العربي مسافة 644 كيلومتر من قاعدة شبه جزيرة قطر غرباً، وحتى رأس مسندم شرقاً وتنتشر عليها إمارات أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة، بينما يمتد ساحل الإمارة السابعة وهي الفجيرة على ساحل خليج عمان بطول 90 كيلومتراً، وتشغل الدولة بذلك المنطقة الواقعة بين خطي عرض 22 و 26.5 درجة شمالاً وخطي طول 51 و 56.5 شرق خط جرينتش.
تبلغ مساحة الدولة باستثناء الجزر التابعة لها نحو 77.700 كيلومتر مربع، تشكل إمارة ابوظبي القسم الأكبر بمساحة تبلغ 67.340 كيلومتر مربع وهي تعادل 87% من المساحة الإجمالية للدولة . وتحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثالثة من حيث المساحة بعد السعودية وسلطنة عمان.
ونتيجة وقوع دولة الإمارات العربية المتحدة في المنطقة المدارية الجافة، التي تمتد عبر قارة آسيا وشمال أفريقيا، وتخضع في الوقت نفسه لتأثيرات المحيط لوقوعها على ساحل الخليج العربي وخليج عمان، لذا يتصف المناخ فيها بشكل عام بزيادة نسبة الرطوبة، وارتفاع درجة الحرارة صيفاً، ويصل متوسط درجات الحرارة خلال الصيف من 35 إلى 40 درجة مئوية كما تصل درجة الرطوبة إلى 100% أحياناً.. أما في فصل الشتاء فإن الطقس لطيف جداً يميل إلى الاعتدال، وتبلغ درجة الحرارة في الشتاء 18 درجة مئوية.
مقومات الدولة
وفي المقابل ذكر تقرير صحافي اصدرته سفارة دولة الامارات بعمان ان الدولة عززت من المكانة المرموقة التي تتبوأها في العالم بفضل سياساتها المعتدلة والمتوازنة في التواصل مع مختلف الدول في قارات العالم وإقامة علاقات شراكة سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية وتقنية وتربوية وصحية.
واشار الى ان سمو الشيخ خليفة اكد ان نجاح السياسة الخارجية للدولة شكل أحد أبرز انجازاتها المشهودة، وان هذا النجاح قام على مجموعة من الثوابت التي أرسى دعائمها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأضاف التقرير ان سموه اكد كذلك أن دولة الإمارات حريصة على الانفتاح على العالم وتعمل باستمرار على بناء وتشييد جسور من الصداقة عبر الدخول في اتفاقيات وبرامج للتعاون المشترك لتحقيق المصالح المتبادلة مذكرا بأن هذا الانفتاح يقوم على الاحترام المتبادل لخياراتنا وخيارات الآخرين والعمل ضمن قواعد الشرعية والقانون الدولي ما يعزز المكانة والاحترام الذي تحظى بهما الامارات على الصعد كافة، وفي مختلف المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية.
وبين التقرير ان حرص الإمارات على الانفتاح على الآخرين لا يعني تجاهل مسؤولياتها في الانتصار للقضايا العادلة ودعم هذه القضايا في المحافل الدولية ضمن ثوابت احترام الشرعية بأبعادها القانونية والسياسية كافة ،وضمن التزامات الدولة وعضويتها في المنظمات الإقليمية والدولية.
واشار الى اعتماد الحكومة الإماراتية نهج المتابعة الميدانية للأداء الحكومي اذ حرص سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على اتباع نهج متميز في قيادة العمل التنفيذي يقوم على جعل نفسه القدوة للمسئولين في المتابعة الميدانية للأداء الحكومي والوقوف على الطبيعة على التنفيذ وسير العمل في الوزارات والمؤسسات خاصة في قطاعات الخدمات العامة للاطمئنان على أحوال المواطنين في أرجاء الدولة، ومتابعة احتياجاتهم من مشاريع التنمية والبنية الأساسية والخدمات الأساسية.
وبين التقرير ان مجلس الوزراء بتشكيلته الجديدة اعتمد نهج القيادة في الالتزام بالثوابت الأساسية والعمل على تطوير العمل الحكومي بما يفيد الوطن والمواطن، ورفض الاعتماد على الروتين والبيروقراطية والتكاسل والتراخي والتأجيل.
وقال ان مجلس الوزراء شكل عدة لجان وزارية لدراسة الموضوعات ومشروعات القوانين والتقارير والخطط التي تحقق أهداف الخطة بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن، ومن هذه اللجان: اللجنة الوزارية للخدمات واللجنة الوزارية للتشريعات واللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر واللجنة الوطنية لمواجهة غسيل الاموال واللجنة الوزارية للسلع الخاصة برقابة الاستيراد والتصدير واللجنة الوزارية الخاصة بالبنوك واللجنة المالية والاقتصادية.
واشار التقرير الى ان سمو الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان وزير الخارجية اوضح في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والستين الملامح الأساسية للسياسة الخارجية لدولة الامارات العربية المتحدة إزاء العديد من القضايا وأبرزها التداعيات السلبية للازمة المالية والاقتصادية العالمية وتداعيات تغير المناخ وتزايد البطالة والفقر وتفشي الأمراض المعدية، وغياب الأمن والاستقرار في عدد من دول العالم وجمود عملية السلام في الشرق الأوسط واستمرار نهج تغليب الوسائل العسكرية على الوسائل السلمية.
واضاف ان وزير الخارجية اعرب عن اعتزاز دولة الإمارات العربية المتحدة بقرار المجتمع الدولي باختيار مدينة مصدر في أبوظبي كمقر للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، مجددا التزام الدولة واستعدادها الكامل لتقديم كل التسهيلات والموارد التقنية اللازمة لإنجاح عمل الوكالة الدولية.
وبين التقرير ان سمو وزير الخارجية أكد أن تحقيق السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة يستوجب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس طبقا لمبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية وكذلك أعلن وقوف دولة الامارات الى جانب السلطة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وإستمرارها في تقديم الدعم والتأييد لقضيتهم العادلة.
وأعرب عن التزام الإمارات باحترام مبادئ حقوق الإنسان على ضوء القيم الإنسانية والمبادئ الوطنية ومقاصد وأحكام المواثيق والعهود الدولية ذات العلاقة مشيدا باعتماد مجلس حقوق الإنسان بجنيف في ديسمبر الماضي لتقرير دولة الإمارات الدوري الشامل بهذا الشأن.
واشار التقرير الى ان دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار استراتيجية وخطط السياسة الإسكانية اولت اهتماما كبيرا بتغطية احتياجات المواطنين وتمليكهم وحدات سكنية عصرية تتلاءم وخصائصهم السكانية وبيئتهم المحلية من حيث التصاميم العمرانية بما يوفر لهم الحياة الكريمة والاستقرار الاجتماعي والمستقبل الآمن.
وأعلنت وزارة الأشغال العامة الاماراتية عن خطة وطنية للإسكان للسنوات العشرين المقبلة تغطي احتياجات جميع المواطنين في الدولة.
وحظي برنامج الشيخ زايد للإسكان الذي تأسس عام2002 بدعم كبير من الحكومة الاتحادية في إطار حرصها على توفير السكن الملائم للمواطنين مما سيمكنه من القضاء على مشكلة الإسكان خلال العشرين سنة المقبلة.
وفي مجال التعليم اشار التقرير الى ارتفاع وتيرة التعليم في الدولة خلال السنوات الماضية، اذ تجاوز عدد طلبة المراحل المدرسية من الابتدائية حتى الثانوية600 ألف طالب وطالبة يدرسون في أكثر من ألف و240 مدرسة حكومية وخاصة.
وفي نطاق التعليم الجامعي يبلغ عدد الجامعات الحكومية والخاصة في الامارات29 جامعة يدرس فيها نحو70 ألف طالب وطالبه في حين يوجد فيها أكثر من60 كلية ومعهدا يدرس فيها نحو مئة ألف طالب وطالبة.
وبين التقرير اهتمام الدولة بالارتقاء بالخدمات الصحية والرعاية الطبية التي تقدم للمواطنين والمقيمين على حد سواء نظرا لطبيعة تلك الخدمات وارتباطها بتوفير حياة كريمة ورعاية صحية فائقة، مشيرا الى إحصائية صدرت أخيرة عن وزارة الصحة تبين ان عدد المستشفيات في الدولة وصل إلى40 مستشفى وأكثر من115 مركزا للرعاية الصحية الأولية من بينها14 مستشفى تابعة لوزارة الصحة و67 مركزا بالإضافة إلى11 مركزا رئيسيا للصحة المدرسية و10 مراكز لرعاية الأمومة والطفولة و110 وحدات متخصصة للأمومة والطفولة داخل مراكز الرعاية الأولية والمستشفيات عدا العشرات من المستشفيات الكبيرة والآلاف من العيادات الطبية الخاصة وذلك مقارنة مع7 مستشفيات و12 مركزا صحيا عند قيام الاتحاد عام1971.
وقال ان الدولة شهدت الكثير من التطورات الملموسة خلال السنوات القليلة الماضية والتي رافقتها تحولات نوعية في مسيرة المرأة الإماراتية في شتى مجالات الحياة فازدهرت عطاءاتها في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتواصلت هذه المسيرة خطواتها الموزونة والواثقة وبمزيد من الرقي والتقدم في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد.
وقد وصلت المرأة الإماراتية الى مجلس الوزراء والمجلس الوطني الاتحادي اذ أصبحت وزيرة وعضوا في المجلس حيث وصل عددهن الى تسعة أعضاء كما تتولى المرأة اكثر من ستين بالمئة من الوظائف الحكومية من بينها30 بالمائة في وظائف قيادية، وهناك نحو12 ألف سيدة أعمال إماراتية تدير11 ألف مشروع استثماري برؤوس أموال تبلغ5ر12 مليار درهم وتحقق للمرأة الإماراتية العديد من المكاسب على إثر البرامج والمشروعات التي دشنها الاتحاد النسائي العام على مدار34 عاما.
واشار التقرير الى ان البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الاقتصاد اظهرت أن اقتصاد دولة الإمارات نما بنسبة4ر7 بالمئة خلال العام الماضي، وفق الأسعار الحقيقية مقابل نمو بلغ9ر5 بالمئة عام2007.
ووصل الناتج المحلي للدولة بالأسعار الجارية إلى3ر934 مليار درهم مقابل758 مليار درهم عام2007 بنسبة نمو بلغت2 ر23 بالمئة، فيما وصل إجمالي الناتج المحلي بالأسعار الثابتة إلى حوالي3ر535 مليار درهم مقابل3ر498 مليار درهم.
وعكست معطيات التجارة الخارجية للإمارات كما جاء في التقرير مدى ارتباط الدولة بالسوق العالمي تصديرا واستيرادا وتوضح مدى انفتاح الدولة على العالم الخارجي، إذ بلغ حجم التجارة الخارجية عام2008 حوالي614 ر1 تريليون درهم تمثل8 ر172 بالمائة من الناتج المحلي لعام2008 .
وتشير البيانات إلى أن الفائض في الميزان التجاري ارتفع من7ر 104 مليار درهم عام2007 إلى8ر 142 مليار درهم، بسبب ارتفاع قيمة الصادرات السلعية إلى5 ر878 مليار درهم عام2008 مقابل656 مليار درهم عام2007 وخاصة صادرات النفط الخام وإعادة التصدير، فيما ارتفع معدل نمو الصادرات غير النفطية في عام 2008 بنسبة 8ر30 بالمئة.
وذكر التقرير ان السياسة المالية والنقدية لدولة الإمارات حققت نتائج إيجابية ومتوازنة تتماشى مع المتغيرات العالمية اذ استطاعت مواجهة الأزمة المالية العالمية والحد من تأثيراتها السلبية على الاقتصاد، في الوقت الذي لعب فيه قطاع المؤسسات المالية دورا فعالا في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية خاصة في مجالات تمويل التجارة ودعم حركة البناء الواسعة التي تشهدها الدولة حاليا.
وقال ان الحكومة قررت توفير تسهيلات مالية للقطاع المصرفي بدولة الإمارات بمبلغ وصل إلى 120 مليار درهم بما يعادل7ر32 مليار دولار على دفعتين: الأولى من خلال وضع المصرف المركزي الإماراتي مبلغ50 مليار درهم كتسهيلات لصالح البنوك العاملة في الدولة لاستخدامها عند الحاجة، والثانية حين قررت الحكومة تحويل مبلغ70 مليار درهم لوزارة المالية التي كلفت مع المصرف المركزي بوضع الآليات المناسبة لضخ هذه السيولة في القطاع المصرفي خلال الفترة المقبلة.
وبين التقرير ان الموازنة الاتحادية العامة للعام الحالي كانت أضخم موازنة إماراتية حتى الآن إذ بلغت42 مليارا و200 مليون درهم بزيادة تقدر ب21 بالمئة عن السنة المالية الماضية، والبالغة9ر34 مليار درهم وبنسبة100 بالمئة عن ميزانية عام 2005 وهي تصدر دون عجز مالي للمرة الرابعة على التوالي.
واكد ان دولة الإمارات تسهم بفاعلية من خلال عضويتها في منظمة الأقطار المصدرة للبترول (أوبك) في استقرار أسعار النفط ومعالجة أي خلل في عملية التوازن بين العرض والطلب في سوق النفط العالمية وتحرص على تأمين الإمدادات النفطية إلى الدول المستهلكة بأسعار عادلة ترضي الطرفين وبما يحقق المصالح المشتركة للدول المستهلكة والمنتجة.
وتحتل دولة الإمارات المركز الثالث من حيث احتياطي النفط في العالم حيث يصل احتياطيها إلى98 مليار برميل فيما تعتبر خامس أعلى دولة في مجال الغاز الطبيعي ويبلغ احتياطيها من الغاز نحو6 تريليونات قدم مكعب، واستثمر القطاع النفطي خلال العام2007 نحو1ر17 مليار درهم في مشروعات التنقيب وتطوير الحقول النفطية.
واشار التقرير الى ان دولة الإمارات اطلقت هذا العام برنامجها النووي للأغراض السلمية وأنشأت هيئة للطاقة النووية باسم /مؤسسة الإمارات للطاقة النووية/ تتبنى مهمة تقييم وتطوير البرنامج برأسمال375 مليون درهم.
وأصدرت دولة الإمارات النص الكامل لـ/وثيقة السياسة العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة في تقييم إمكانية تطوير برنامج الطاقة النووية السلمية/ أكدت فيها التزامها بالشفافية التامة في مجال تشغيل المحطات النووية وتحقيق أعلى معايير حظر الانتشار النووي وأعلى معايير السلامة والأمان وبالعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبالتعاون الوثيق مع حكومات الدول النووية المسؤولة والمؤسسات العاملة فيها على نحو يكفل استدامة البرنامج على المدى الطويل.
واضاف ان دولة الإمارات وقعت مذكرات تفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتعهدت بدفع مبلغ10 ملايين دولار لمبادرة إنشاء بنك احتياطي للوقود النووي كانت أطلقته منظمة (مبادرة التهديد النووي ان تي أي) عام2006.
وعن السياحة في الإمارات قال التقرير انها تصدرت قائمة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتبوأت المركز18 عالميا حول التنافسية في مجال السياحة والسفر ضمن مسح شمل أداء 124 دولة في التقرير السنوي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي/دافوس/ متقدمة على دول عالمية عريقة في القطاع السياحي.
وبين ان دولة الإمارات تتوافر فيها العديد من المقومات الأساسية التي يقصدها السياح وفي مقدمتها البنية الأساسية العصرية والاستقرار السياسي والأمن المتكامل والموقع الجغرافي الاستراتيجي والمتميز كنقطة وصل بين الشرق والغرب واستقرار حالة الطقس.
كما تتمتع الإمارات بشواطئ رملية نظيفة تمتد لمسافة 700 كيلومتر وخدمات متميزة لأكثر من 450 فندقا ووجود الآثار السياحية التاريخية ومراكز التراث والمتاحف وانتشار أندية الجولف والبولو وسباقات الرياضات الشعبية كالغوص والصيد وسباقات الخيول العالمية والهجن والزوارق القديمة والحديثة ورياضات التزلج على المياه والرمال واستعراضات الطيران والعديد من جوانب الجذب السياحي الأخرى.
واضاف التقرير ان عدد السياح الذين زاروا الدولة بلغ نحو7 ملايين سائح من مختلف أنحاء العالم، وتشير التقديرات إلى أن قيمة المشروعات التي تخطط لها دولة الإمارات للنهوض بواقع القطاع السياحي ستبلغ بحلول عام2018 نحو858 مليار درهم تشكل85 بالمائة من إجمالي مشروعات الاستثمار السياحي في الخليج العربي وتشير توقعات المجلس العالمي للسياحة والسفر أن تبلغ إيرادات قطاع السياحة في الإمارات حوالي5ر46 مليار دولار.
وقال ان القطاع الصناعي في دولة الإمارات حقق نهضة كبيرة تمثلت بزيادة عدد المنشآت الصناعية واستثماراتها في مختلف إمارات الدولة فضلا عن دخول الدولة في مشروعات صناعية كبرى مشتركة مع العديد من المؤسسات العالمية وإقامة مناطق صناعية ضخمة لجذب الاستثمارات في القطاع الصناعي الأمر الذي ساهم في ان يلعب هذا القطاع دورا محوريا في تنفيذ الإستراتيجيات التي اعتمدتها الدولة لتطوير القاعدة الاقتصادية والإنتاجية وتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل القومي.
واسهم القطاع الصناعي بنحو22 بالمئة من الناتج المحلي وبقيمة5ر94 مليار درهم ،وارتفع حجم الاستثمارات في القطاع من44 مليار درهم في عام2003 إلى ما يزيد على77 مليار درهم في نهاية عام2008 ، فيما ازداد عدد المنشآت الصناعية التحويلية ليرتفع من2795 منشأة في عام2003 إلى4219 منشأة في نهاية العام الماضي.
واضاف التقرير ان دولة الإمارات واصلت جهودها في تنفيذ المزيد من مشروعات البنية الأساسية المتطورة وخاصة في قطاع المواصلات والتي شملت تشييد شبكة واسعة من المطارات والموانئ الدولية وشركات الطيران العالمية بالإضافة إلى مشروعات السكك الحديدية و/المترو/ والطرق الخارجية والداخلية الحديثة والجسور والأنفاق وغيرها من مشروعات البنية الأساسية المتكاملة التي وضعتها في مصاف الدول العصرية المتقدمة في العالم، ويوجد بدولة الإمارات العربية المتحدة سبعة مطارات دولية في كل من أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة والعين.
وتوقع مجلس المطارات العالمي أن تصل الطاقة الاستيعابية في مطارات الدولة القائمة والجديدة من بينها مطار آل مكتوم بدبي ومطار عجمان إلى ما يزيد على250 مليون راكب بحلول عام2020 لتحتل المركز الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث الطاقة الاستيعابية، كما ستضخ الدولة ما يزيد عن22 مليار دولار في مشروعات توسعات وبناء مطارات بإمارات الدولة المختلفة.
واشار الى ادخال الدولة أنظمة السكك الحديدية لأول مرة في البنية التحتية للمواصلات بعد أن أعلنت حكومة دبي إقامة شبكة لقطارات الأنفاق بطول75 كيلومترا وبقيمة15 مليار درهم، وافتتح سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في شهر ايلول الماضي مترو دبي الذي يضم47 محطة منها10 محطات تحت الأرض والباقي فوقها وقد بدأ المترو في نقل الركاب الذين وصل عددهم الى مليون شخص خلال أسبوعين فقط.
وبين التقرير ان دولة الامارات حققت في مجال الاعلام قفزات مهمة غطت جميع مناحي الحياة وعكست حالة التنمية الشاملة التي تعيشها الامارات في كل المجالات.
وتعددت وسائل الإعلام في الدولة حيث تصدر في الدولة عشرات الصحف والمجلات والدوريات باللغتين العربية والانجليزية في حين توجد قنوات تليفزيونية عديدة في الدولة وإذاعات محلية كثيرة.
واضاف ان المجلس الوطني للإعلام يقوم بتوسيع المشهد الإعلامي في الدولة وإعطاء المؤسسات الإعلامية الفرصة للمشاركة في التنمية المستدامة بالدولة ويسعى المجلس الى توفير الدعم المطلوب لتحقيق أهداف استراتيجية حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة.
واشار التقرير الى نقطة تحول مهمة بالنسبة إلى الصحافة الإماراتية تمثلت بالتوجيهات القاضية بمنع حبس الصحفيين فيما يتصل بعملهم وميثاق الشرف الصحافي الذي رعته جمعية الصحفيين بالدولة ووقعه رؤساء تحرير الصحف المحلية والذي يؤكد حرية التعبير وحق الجمهور في الوصول إلى الحقيقة.
ولفت الى المشروعات الحضارية العصرية التي جعلت من دولة الإمارات مركزا للتكنولوجيا اذ شهدت العديد من المبادرات والمشروعات الثقافية التي تؤهلها لان تكون وجهة ثقافية عالمية خاصة بعد إطلاق المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات بأبوظبي وإعلان بناء شراكات استراتيجية ثقافية وعلمية لاستقطاب أشهر المناطق والجامعات العالمية إلى الإمارات في إطار حرصها على الانفتاح على حضارات وثقافات العالم والارتقاء بالموروث الثقافي الوطني وصولا إلى أن تكون مركزا للثقافة والتراث في المنطقة وجسرا للتواصل الحضاري مع العالم.
وقال ان وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع نظمت عدة أمسيات ثقافية وتبنت العديد من الأنشطة الثقافية في الدولة كان من أبرزها توزيع400 ألف كتاب ضمن خطتها لنشر الثقافة في المجتمع، وبدأت الوزارة حملتها مطلع العام الماضي من خلال توزيع مطبوعاتها ومنشوراتها المتنوعة.
وقد اصدرت أكثر من60 مؤلفا متنوعا في مختلف الحقول الفكرية والأدبية وحرصت على تبني المناهج والمدارس التي من شأنها اطلاع القراء على كل مجال يمكنهم من اكتساب المعرفة وزيادة حصيلتهم الثقافية عبر أكثر من كتاب وكاتب وفكر يتسم بالتعدد والتنوع والانفتاح على الآخر، وتعمل على إنجاز خطتها بتوزيع أكثر من400 ألف نسخة من هذه الإصدارات حيث وزعت بالفعل100 ألف نسخة خلال العام الماضي.
وضمن انشطة وزارة الثقافة المهمة ايضا تم تنظيم مائدة مستديرة لمناقشة مشروع وزارة الثقافة حول ثقافة الإبداع والتمكين الرقمي للشباب الإماراتي ،وشارك في المائدة مسؤولون من وزارتي الثقافة والعمل ومؤسسة اتصالات وكلية دبي للادارة الحكومية فضلا عن مايكروسوفت الخليج.