نتنياهو يريد أن يجعل «الحركة الإسلامية» في إسرائيل حركة إرهابية

المدينة نيوز - رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يسعى الى ان يخرج عن القانون الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية، يعلل ذلك بتشبيهها بحركة كاخ التي وصفت في 1994 كمنظمة ارهابية. «لم تكن اي مشكلة في اخراج كاخ عن القانون. وعليه فلا ينبغي أن تكون مشكلة في عمل ذلك في حالة الحركة الاسلامية ايضا»، شرح أول أمس في جلسة الحكومة.
حركة كاخ، التي رفضت مشاركتها في الانتخابات بسبب ترويجها للعنصرية، عملت أيضا كمنظمة ارهابية، إذ كان بين اعضائها القاتل باروخ غولدشتاين، ولهذا فقد عُرفت بهذه الصفة في اسرائيل وفي دول اخرى. اما الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية فلا يعترف بدولة اسرائيل، قادته، ولا سيما زعيمه الشيخ رائد صلاح، يطلقون الترهات ضد الدولة، يحرضون ضد سياستها ويؤيدون المقاومة العنيفة التي تقوم بها المنظمات الفلسطينية. ولكن، اراء موازية ضد العرب، يمكن سماعها ايضا على لسان نشطاء متطرفين يهود، حاخامين بل ونواب. وبينما مواد القانون التي تعنى بالتحريض لا تطبق الا في حالات نادرة فقط، اذا ما طبقت، ضد العنصريين اليهود، فان يد الحكم رشيقة عندما يدور الحديث عن العرب. التشبيه بكاخ لا يزور فقط الحقائق بل ويوسع ايضا تعريف الارهاب لدرجة خطر المس بمبادىء الديمقراطية. وذلك، بينما لا تزال جماعات الارهابيين اليهود التي ترتكب جرائم «شارة الثمن» تعتبر كتجمعات غير مسموح بها فقط.
مثير للحفيظة على نحو خاص ادعاء الوزير اسرائيل كاتس، الذي تعلق بحجة أنه «في كل دول المنطقة هم خارج القانون»، فيما كان يقصد على ما يبدو الاخوان المسلمين، الذين يعرفون كحركة ارهابية في مصر، سوريا، السعودية، البحرين واتحاد الامارات. بالفعل، قدوة جديرة بالمحاكاة وجدها الوزير في هذه الدول التي تعد الديمقراطية، حرية التعبير وحرية التنظيم شمعة تضيء لها الطريق. في تلك الدول فانه حتى التلفظ ضد الزعماء يعد انتهاكا للقانون. فهل الوزير كاتس معني بأن يأخذ منها نموذجا في هذا الشأن ايضا؟ الجناح الشمالي للحركة الاسلامية ليس حزبا وليس مشاركا في السياسة الاسرائيلية. هذه حركة ايديولوجية دينية، معظم مبادئها تثير النفور في اوساط مواطنين كثيرين في اسرائيل، يهودا كانوا أم عربا. ولكن هذا النفور لا يمكنه أن يشكل ذريعة لحرمانها من الشرعية. الحكومة، التي فعلت ما يكفي لتعميق الشرخ بين اليهود والعرب يجب أن تسمح باستمرار النشاط القانوني للحركة.هآرتس