مغزى لقاء رجوي - الجربا
المدينة نيوز - اذا اردنا أن نعرف مدى اهمية اللقاء الذي تم بين رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السيد أحمد الجربا والرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي في باريس يوم 23 أيار، فيجب الدخول في جوانب مما يعمله النظام الإيراني في سوريا من جهة ومن جهة أخرى ضرورة التواصل والتنسيق بين القوى المعارضة الديمقراطية في البلدين.
يبدو أن لاحاجة إلى معلومات خاصة لفهم مراهنة النظام الإيراني على نظام بشار الأسد، ومن خلال مراجعة الأخبار العلنية أيضاً يمكن القول بأن مصير النظامين مرتبط ببعض. فما جاء في البيان الصادر بعد اللقاء بأن «مصير الشعب السوري والثورة السوريه مرتبط بمصيرالشعب الإيراني وممثله الشرعي المقاومة الإيرانية» ترجمة لهذا الواقع المرّ.
نشير هنا في البداية إلى بعض الحقائق عن مدي وجود النظام الإيراني في سوريا وفي المقابل نشير إلى ضرورة مواجهة هذه الخطة الشيطانية من خلال التلاح والتعاضد بين المثلين الحقيقيين للشعبين السوري والإيراني
الف. نظام الملالي يدير سوريا ويقود المعارك هناك
ففي ما يتعلق بقيادة المعركة الدامية ضد أبناء الشعب السوري وإدارة سوريا من قبل نظام الملالي ففي حديث مع صحيفة الحياة بتاريخ 18 و19آب 2013 وضع السيد أحمد الجربا رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية النقاط على الحروف حيث قال :
«الجيش الإيراني الآن يدنس أرض سورية، ويجب علينا تطهير التراب السوري من هذا الدنس، وهذا لن يتأتى إلا بوجود جيش وطني قوي ومدرب، ويرتكز إلى خطط حربية واضحة للمعارك. نحن لدينا القدرة البشرية لفعل ذلك ونحتاج إلى الدعم والتسليح». وفي معرض رده على سؤال اضاف:
«ارتباطات إيران مع نظام الأسد واضحة جداً. نحن لدينا إثباتات بأن الحرس الثوري الإيراني يقاتل في شوارع دمشق ويدير العمليات قاسم سليماني، وهناك حوثيون جاؤوا من اليمن بدعم إيراني، وحسن نصرالله اعترف بأنه يقاتل السوريين في سورية ويقول أنا جندي في ولاية الفقيه، هذه كلها أدوات إيرانية تبرهن على وجود إيران وتغلغلها في سورية، ناهيك عن الميليشيات العراقية التي ترسلها الأوامر الإيرانية للقتال في سورية.»[1]
وهناك العديد من الشهادات التي تفيد بأن التمويل الايراني والاسلحة الايرانية وقوات الحرس الايراني هي التي حالت دون سقوط بشار الاسد.
وهناك افلام علي اليوتيوب تشير إلى أن قادة الحرس هم الذين يقودون المعركة في محيط مدينة حلب. كما أن مئات من قوات الحرس قتلوا في المعارك في سوريا للدفاع عن بشار الاسد.
ومن المعروف أن أحد كبار قادة الحرس حسين همداني الذي كان قائد فرقة «محمد رسول الله» الفرقة التي تتولى حماية طهران العاصمة هو الذي جاء إلى دمشق لقيادة المعارك هناك. وهناك قائد من الحرس باسم محمد رضا زاهدي في سوريا أعلي في الرتبة من حسين همداني.
ويستخدم النظام الايراني الايرانيين والعراقيين وعناصر حزب الله اللبناني في المعارك ضد أبناء الشعب السوري كما أن هناك اخباراً أن النظام الايراني جاء بآلاف من المنتمين الى جماعة الحوثيين من اليمن ومن المهجرين الأفغان الفقراء إلي سوريا للقتال ولإنقاذ بشار الأسد.
وصرح رياض حجاب رئيس وزراء السابق في سوريا: «الآن إيران هي التي تدير سوريا وتتخذ القرارات.. إيران تدير كل شيء وتتخذ كل القرارات، بينما روسيا تلعب دورا أصغر؛ وبخاصة في السياسة العامة في سوريا»، مؤكدا أن «الأثر الإيراني كان واضحا في كل مناحي القرارات في سوريا (إبان وجوده على رأس الحكومة) على الرغم من عدم ظهور المسؤولين الإيرانيين بصورة سافرة»[2].
وقال سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحافي مع نظيره الامريكي نقلته صحيفة الحياة بتاريخ 5 نوفمبر 2013 أن «سورية اليوم هي أرض محتلة من إيران، وهي تشارك فيها مع طرف ضد آخر... ».
وكتبت صحيفة الشرق الاوسط في عددها الصادر في 2 آب 2011 ما نصه:« كشف مصدر بارز في التحالف الوطني العراقي...: «إن السفير الإيراني في بغداد، حسن دنائي فر، نقل رسائل شفوية من مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي، والجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، إلى قادة التحالف الوطني، كل على حدة، تتضمن ضرورة دعم الرئيس السوري ماديا وبمبلغ حدده بـ10 مليارات دولار»، مشيرا إلى أن «الطلب الذي جاء بصيغة أوامر قد وافق عليه المالكي باعتباره رئيسا للحكومة العراقية»[3].
وجاء في المقال المنشور في مجلة نيويوركر الأميركية بتاريخ 26 أيلول 2013 [4]عن دور النظام الايراني في سوريا:
«.... إذا سقط الأسد، فإن إيران ستفقد رابطها بـ"حزب الله". وقال أحد الملالي الإيرانيين "إذا خسرنا سوريا، لن يعود بإمكاننا الاحتفاظ بطهران".
وعلى الرغم من أن الإيرانيين كانوا مرهقين نتيجة العقوبات الأميركية التي فرضت لثني النظام في طهران عن تطوير سلاح نووي، إلا أن جهودهم كانت غير محدودة في محاولة إنقاذ نظام الأسد. ومن بين أمور عديدة، قدّموا قرضاً بقيمة سبعة مليارات دولار لتعزيز الاقتصاد السوري. وقال مسؤول أمني شرق أوسطي "لا أعتقد أن الإيرانيين يحسبون ذلك بالدولار. ينظرون إلى خسارة الأسد كتهديد وجودي لهم".
وأخيراً، بدأ سليماني بالسفر بشكل مستمر إلى سوريا لكي يتمكن شخصياً من إدارة التدخل الإيراني. وقال مسؤول دفاعي أميركي "إنه يقود الحرب شخصياً". وفي دمشق، يزعم أن سليماني يعمل انطلاقاً من مركز قيادة محصّن بشكل كبير في أحد المباني غير المعروفة، حيث يعاونه عدد كبير من القادة من جنسيات مختلفة: قادة الجيش السوري، قائد من "حزب الله"، ومنسق عمليات الميليشيات الشيعية العراقية، الذين جنّدهم سليماني وزجهم في المعركة... وفي العام الماضي، لاحظ مسؤولون غربيون زيادة في رحلات المؤن الإيرانية إلى مطار دمشق. وعوضاً عن بضع طائرات أسبوعياً، كانت الطائرات تحطّ يومياً في مطار دمشق محمّلة بالأسلحة والذخائر "أطنان كثيرة منها" وفقاً لما قاله مسؤول أمني شرق أوسطي، إلى جانب ضباط من "فيلق القدس". واستناداً لمسؤولين أميركيين، فإن الضباط كانوا ينسّقون الهجمات، ويدربون الميليشيات، وأنشأوا نظاماً متطوراً لمراقبة اتصالات الثوار. كما أجبروا العديد من فروع أجهزة أمن الأسد ـ التي صُممت للتجسس على بعضها البعض ـ على العمل معاً. وقال المسؤول الأمني الشرق أوسطي إن عدد عناصر "فيلق القدس" وعناصر الميليشيات الشيعية العراقية الذين جاؤوا معاً يبلغ عددهم الآلاف. واضاف "إنهم منتشرون في جميع أنحاء البلاد".
ولشرح دور النظام الايراني وقوات القدس في سوريا يكفي الاشارة إلي ما قاله الملا مهدي طائب قائد الشبيحة في ايران وأحد القريبين بخامنئي حيث قال:
« سوريا هي محافظة ايران الـ35 وهي محافظة استراتيجية لنا واذا ما أراد العدو الهجوم للاستيلاء على سوريا أو خوزستان فالأولوية بالنسبة لنا أن نحتفظ بسوريا لأنه اذا ما استطعنا أن نحتفظ بها فنستطيع استعادة خوزستان أيضا. ولكن اذا ما فقدنا سوريا فلا نستطيع أن نحتفظ بطهران أيضا.
وأضاف: اننا منهمكون في سوريا الآن كونها تشكل الخط الأمامي واننا واقفون في هذه الجبهة مقابل الاستكبار بآكمله... سوريا كانت تمتلك جيشا الا أنه لم يكن قادراً على ادارة الحرب داخل المدن السورية ولهذا السبب اقترحت ايران عليهم أن يشكلوا قوة التعبئة لادارة حرب المدن. فتم تشكيل قوة التعبئة السورية بـ 60 ألف من العناصر حزب اللهيين وأدى ذلك الى أن يستلم الحرب في الشوارع من الجيش.
وقد أماط أحد نواب مجلس النظام الإيراني في حديثه اللثام عن دور النظام الايراني في الحرب في سوريا بشكل أكثر صراحة حيث قال بالحرف الواحد: « مئات الكتائب العسكرية الإيرانية في سوريا» [5]وجاء في تقرير بثته قناة العربيةفي هذا المجال: «كشف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني جواد كريمي قدوسي عن وجود مئات الكتائب العسكرية التابعة للجمهورية الإسلامية التي تقاتل إلى جانب بشار الأسد، مؤكدا وقوف طهران خلف "الانتصارات" التي حققها جيش النظام الحاكم في دمشق مؤخرا.
وذكرت وكالة "ايسنا" الطلابية شبه الرسمية أن كريم قال مخاطبا الحضور "تتواجد مئات الكتائب الإيرانية على الأراضي السورية، وقد تسمعون أنباء عن انتصارات على لسان قائد عسكري سوري، إلا أن القوات الإيرانية هي التي تقف خلف تلك الانتصارات"
خطة جديدة للنظام الإيراني في سوريا
وفي الرابع من شهر مايو الحالي كشف عميد الحرس حسين همداني في حديث له مع قادة الحرس في مدينة همدان الإيرانية النقاب عن مخططات خطيرة للنظام الإيراني في سوريا حيث قال بالحرف:
« في إطار مركز إسناد الشعب السوري، تم تحديد كل محافظة إيرانية لتكون مساندة لمحافظة سورية. وهذه الخطة هي بالضبط الخطة التي طبقناها في الدفاع المقدس[الحرب الإيرانية العراقية]، وتطبيقاً لإدارة جهادية يجب على المدراء وتجار السوق وأهالي مدينة همدان أن ينظروا إلى سوريا على أنها على مستوى الثورة الإسلامية وعلى مستوى الحرب المفروضة وأن يكونوا حماة ومساندين لمقاتلي الإسلام والشعب في هذا البلد.
تطبيقاً للاستراتيجية المقصودة فقد تشكل الدفاع الوطني في 14 محافظة سورية... حيث تشكل 42 مجموعة و128 كتيبة من سبعين ألفاً من الشباب المسلمين من العلويين والسنة والشيعة في هيئة البسيج الوطني وأخذوا بأيديهم أمن المدن والمحافظات السورية.
لم يعد هناك اليوم مشاكل أمنية وعسكرية وتسليحية في سوريا، فاليوم هناك مائة وثلاثين ألفا من قوات البسيج المدرّبين مستعدين لدخول سوريا.»
ب. التقاء المعارضة من البلدين
لمواجهة هذه الظاهرة الخطرة للشعبين وللبلدين كان من الواجب التنسيق بين المعارضة التي تمثل مصالح الشعبين وتريد القضاء على النظامين الديكتاتوريين.
وجاء لقاء الجربا- رجوي في باريس بهدف إيجاد أرضية مشتركة للوقوف صفاً واحداً في وجه الطغيان والظلم وارتكاب المجازر ضد أبناء الشعب السوري.
من الأجدر هناك الإشارة إلى فقرات من حديث السيدة نورا الأمير نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مع صحيفة الوطن السعودية في 25 مايو 2014 حيث عبّرت بشكل عن هذه الحقيقة بقولها.
"اللقاء أتى في سياق البحث عن السبل الكفيلة لتوحيد الجهود، فنحن وهم نواجه عدوا مشتركا، وبيننا مصلحة متبادلة في مقاومته، فالنظام الإيراني ولغ في الدم السوري حتى الركب، ولم يترك آلة لتدمير بلادنا إلا استخدمها، ولم يوفر جهدا في سبيل تدمير مقدرات بلادنا، لذلك كان من الطبيعي أن نتحد مع من شاركنا في التعرض لويلاته، لذلك أرى أن هذا اللقاء كان طبيعيا، وجرى بحث الكثير من الأمور الهامة، وأتوقع أن تظهر نتائجه في المستقبل القريب... تعرضنا في سورية إلى عدوان غاشم من طهران، التي تصر على بقاء الأسد رغما عن رفض الشعب السوري له، وكأنها أصبحت تقرر بالإنابة عنه شكل الحكم الأصلح له. وهي تفعل كل ذلك لأهداف ذات صبغة طائفية بحتة، بعيداً عن كل قواعد حسن الجوار التي تعارفت الدول على مر التاريخ على اتباعها، فاستباحت أرضنا، وصارت تتحكم في كل مفاصلها".
وفي الإتجاه نفسه كان موقف السيد زياد حسن عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري في برنامج ماراء الخبر الذي بثته قناة الجزيرة في 25 مايو 2014 تحت عنوان « أبعاد لقاء الجربا ورجوي في باريس» حيث قال في جانب من حديثه:
«الحقيقة هذا اللقاء مع السيدة رجوي ليس اللقاء الأول الذي يجمع بين الائتلاف الوطني السوري ومنظمة مجاهدي خلق، هذا اللقاء هو اللقاء الثاني بعد أن التقى بهم الأستاذ بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري وقد كان اللقاءين يهدفان إلى التنسيق بين الائتلاف الوطني السوري بين المعارضة السورية والمعارضة الإيرانية بشكل عام وذلك من أجل الوقوف ضد غطرسة النظام الإيراني الذي لا يقف عند حدود إيران بل تجاوز ذلك إلى دول المنطقة برمتها وأصبح بؤرة للفساد في هذه المنطقة لذلك...أن منظمة مجاهدي خلق هي منظمة معارضة للنظام المجرم في إيران وكذلك نحن نقاوم نظام بشار الأسد الذي يعتبر النظام الإيراني دعم أساسي له في هذه المنطقة لذلك نريد أن نبدأ علاقات جديدة مع منظمة مجاهدي خلق من اجل البحث في كيفية دعمهم للثورة السورية والمعارضة السورية في نضالها ضد النظام الإيراني وذراعها التنفيذية في سوريا المتمثلة ببشار الأسد وعصابته الحاكمة...كان يجب على الائتلاف الوطني ومنظمة مجاهدي خلق أن يجلسوا على الطاولة منذ زمن بعيد لأننا ندافع عن نفس القيم التي يدافعون عنها، نحن نبحث عن الحرية والكرامة لشعبنا وكذلك هذه المنظمة تبحث عن حرية وكرامة الشعب الإيراني الذي تصرف دولته مليارات الدولارات من أجل نشر الإرهاب والفساد في سوريا وفي دعمها للنظام المجرم في سوريا فيما يتضور الشعب الإيراني جوعا، نحن من خلال هذا اللقاء بدأنا نبحث عن صيغ للتعاون والتنسيق بيننا وبين مجاهدي خلق...»
ومن المفضل هنا أن ننقل فقرات مما جاء في مقال كتبه الصحفي البارز والمحلل القدير الاستاذ عبدالرحمن راشد المدير العام لقناة العربية. حيث نزل المقال في صحيفة الشرق الاوسط ونقلتها مختلف مواقع التواصل الاجتماعي:|
« في خطوة غير متوقعة، تجرأ رئيس الائتلاف السوري الشيخ أحمد الجربا على ملاقاة زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي التي يعتبرها النظام الإيراني خطا أحمر، لا يجوز التعامل معها. كلاهما يتفقان على معاداة نظام الحكم في طهران ويطمحان لقيادة بلديهما نحو مستقبل أفضل. ...
أما لماذا هي خطوة ذكية فلأنها أول رد عملي ضد النظام الإيراني الذي يقود فعليا الحرب في سوريا، ويمولها بالدم والمال الإيرانيين، ولم يعد هناك مبرر للمعارضة السورية أن تحترم شيئا عند التعاطي مع القيادة الإيرانية. المهندسة مريم رجوي هي أكثر الشخصيات التي تؤذي النظام الإيراني، وقد عجز عن القضاء عليها. وتستمد قوتها من قيادتها حركة مجاهدي خلق، التنظيم الحديدي الجامع لليسار والإسلام. وخلال ثلاثة عقود لم تتجرأ كل الأنظمة العربية، باستثناء صدام حسين، على دعم الحركة.
ما الذي بقي في العلاقة مع إيران يمكن احترامه، وهي المسؤولة عن معظم مشاكل المنطقة؟ وسوريا تحديدا هي أعظم جرائم نظام طهران المسؤول عن مأساة مئات الآلاف من القتلى والجرحى، ولولا الدعم الإيراني لكان نظام بشار الأسد قد سقط مبكرا. دعم يكلف الشعب الإيراني مليارات الدولارات، وآلافا من أبنائه.. ...«مجاهدي خلق» جماعة مدربة قادرة على تهديد النظام الإيراني... وهناك الآلاف من منتسبي مجاهدي خلق ينتمون للحركة في أوروبا والولايات المتحدة، كل هؤلاء قادرون على التحالف مع المعارضة السورية لمحاربة النظامين السوري والإيراني. التعاون معهم قد لا يغير ميزان القوى لكنه يعطي إشارات مهمة... أن المعارضة السورية ليست طائفية، وتعي طبيعة الاستخدام الديني من قبل الحكومة الإيرانية، وعندما يضع الجربا يده في يد المعارضة الإيرانية يبرهن على أنه ليس ضد الشعب الإيراني، وليس ضد الشيعة، بل ضد نظامين شريرين في دمشق وطهران.... كل أنظمة المنطقة تعاني بدرجة ما من معارضة ضدها، إلا أن إيران التي تستخدم «معارضات» دول المنطقة هي في الواقع دولة من زجاج؛ فهي الأكثر تهديدا من داخلها، ففي إيران قوى كثيرة تختلف مع النظام وتنشط ضده، وإن كان القليل يظهر عنه في الإعلام. المعارضة الرئيسة «مجاهدي خلق» هي الأقدم والأكثر تنظيما. حركة أفرادها متغلغلون داخل النظام نفسه، ويملكون خزانا بشريا كبيرا من الإيرانيين المهاجرين واللاجئين في الغرب...»
