اطباء: 50% من مرضى الضغط غير المسيطر عليه عرضة للسكتة الدماغية

المدينة نيوز:- في الوقت الذي اظهرت فيه دراسات عالمية ان اكثر من 50 بالمئة من مرضى ارتفاع ضعط الدم لم يعطو علاجا بشكل كاف او صحيح اكد اطباء متخصصون بالامراض القلبية ان الضغط يعد اهم مسبب للاصابة بالرجفان الاذيني الذي يزيد من خطر الاصابة بالسكتات الدماغية.
واكد الاطباء خلال لقاء خصص للصحافيين في مدينة اسطنبول على هامش مؤتمر (تبادل المعارف العلمية حول أمراض القلب والأوعية الدموية ) الذي نظمته شركة "بوهرنجر إنجلهايم" للادوية ضرورة سيطرة على ارتفاع ضغط الدم لمنع الاصابة بالمضاعفات التي قد تنشأ عن الرجفان الاذيني ومنها نشوء تخثرات دموية في الأذين الأيسر او سكتة دماغية او ذبحة صدرية او جلطة دموية او هبوط ضغط الدم او قصور عضلة القلب .
والرجفان الأُذيْني مرض كهربائي غير شرياني هو أحد الإضطرابات التي تصيب القلب و تتسبب بعدم انتظام أو تسارع ضربات القلب نتيجة تشكل وانتقال عشوائي للإشارات العصبية المتنقلة في حجرتي الأذينين في القلب، مما يؤدي إلى انقباضات عشوائية وغير منتظمة لخلايا الأذينين قد يكون هذا الإضطراب دائم أو مؤقت وكثيرا ما يرتبط بامراض القلب الاخرى كفشل القلب و مرض الشريان التاجي و ارتفاع ضغط الدم.
وشددوا على ضرورة إجراء قياس لمستوى ضغط الدم بشكل دوري للكشف المبكر عن المرض ومعالجته ومنع الاصابة بامراض اخرى مرتبطة به والتخفيف من تأثير مضاعفاتها على الصحة.
واعتبروا ان معظم الدول العربية تفتقر الى برامج تثقيف تتعلق بمرض الضغط كما لا تتوفر مراكز متخصصة بعلاج هذا المرض الا في دولتين فقط فضلا عن ان الاطباء لا يعطون الوقت الكافي لتوعية وارشاد مرضاهم به.
وفيما يخص ضعف السيطرة على ارتفاع ضغط الدم أشاروا الى ان الاسباب الاقتصادية تساعد في ذلك اذ يلجأ الطبيب الى اعطاء بديل عن الدواء لارتفاع سعره واستبداله باخر قد لا يناسب المريض وغيرها.
وقال من الاردن استشاري امراض القلب والشرايين التداخلية الدكتور إياس الموسى في حال كان المريض يعاني من رجفان اذيني وارتفاع في ضغط الدم يكون احتمال تعرضه للجلطة اكثر حدة .
واضاف ان المصاب بالرجفان الاذيني يكون اكثر من غيره عرضة للاصابة بالجلطات الدماغية بمعدل خمس اضعاف وثلاثة اضعاف الاصابة بحالات هبوط القلب.
ولفت الى ان نسبة انتشار ضغط الدم في المملكة تتراوح من 25-30 بالمئة اذ تشير الدراسات الى ان نصف الاردنيين فوق عمر 50 عاما مصابون بالضغط ومن 1-5ر1 بالمئة يعانون من الرجفان الاذيني.
واوضح الدكتور الموسى ان تشخيص الرجفان الاذيني يكون في الغالب غير مبكر و عادة ما يتم كشف المرض صدفة وبدون أية أعراض و من العلامات و الأعراض المرافقة له خفقان القلب (تسارع ضربات القلب ) خدران في الاطراف وهبوط ضغط الدم و دوار وضيق في التنفس ودوخة وفقدان وظيفة معينة في الجسم لدقائق يسببها نقص تروية مؤقت في الدماغ وغيرها.
من جهتها قال استشاري أمراض القلب والقسطرة التداخلية من السعودية الدكتور محمد الكردي "وفقاً للاستقصاءات والسجلات المختلفة، يُعتبر ارتفاع ضغط الدم والرجفان الأذيني من عوامل الخطر الأكثر شيوعاً التي يتعرّض لها سكان الشرق الأوسط، مما يؤدّي إلى مضاعفات خطيرة كالاضطرابات الكلوية وأمراض القلب والسكتة الدماغية اذ تشير نتائج تقرير صدر اخيرا حول انتشار هذان المرضان إلى ارتفاع نسبة انتشارهما في البلدان العربية مقارنةً بالولايات المتحدة الأميركية والدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى".
واوضح الاستاذ في قسم القلب في مستشفى الجامعة الامريكية في بيروت الدكتور موريس الخوري ان الدارسات تشير الى انتشار الرجفان الأذيني في الشرق الأوسط خاصة بين النساء (فوق 55 عاما) أكثر مما هو شائع بين الرجال( 45 عاما) فهو مرض يأتي مع تقدم العمر.
واكد رئيس ادارة الجودة في مدينة الشيخ خليفة الطبية في ابو ظبي الدكتور سامر اللحام اهمية متابعة المريض لتعليمات وارشادات الطبيب بعد تشخيص الاصابة بالرجفان الاذيني وتناول مميع للدم وقياس النبض دوريا ومعالجة مسببات المشكلة بالسيطرة على ضربات القلب واتباع نظام غذائي صحي والابتعاد عن المنبهات (القهوة والشاي والكحول والمخدرات ) وممارسة النشاط البدين.
وتناول المؤتمر الذي جمع 170 من كبار العاملين في مجال الرعاية الصحية دولياً وإقليمياً التحديات والثغرات التي تتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية وسبل تجاوزها باعتبارها السبب الرئيسي للوفيات في معظم بلدان الشرق الأوسط في مسعى للحدّ من عبء هذه الأمراض.
(بترا)