السياسة الخارجية في عهد أوباما لن تتغير

المدينة نيوز - توقع محللون سياسيون ألا تشهد السياسة الخارجية الأميركية تغيرا يذكر خلال العامين المتبقيين من ولاية الرئيس باراك أوباما بعد الخطاب الذي ألقاه الأسبوع الماضي في أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية لإيضاح رؤيته الخاصة بدور أميركا على المسرح العالمي، وحاول خلاله الدفاع عن مواقفه إزاء الأزمات الدولية والاتهامات الموجهة له بالضعف والتردد.
وقال أستاذ السياسة في جامعة فرجينيا جون أوين إن خطاب أوباما كان واضحاً بأن الولايات المتحدة ستتجنب أي تدخلات عسكرية إلا إذا كان الأمر يمس مصالحها الحيوية والمباشرة، موضحا أن أوباما يعني قضايا مثل مكافحة "الإرهاب" وأي تهديد مباشر لأميركا كالحفاظ على أمن الممرات البحرية والمجال الجوي وبقائهما مفتوحين.
واعتبر أوين في حديث للجزيرة نت أن "وضوح أوباما وصراحته" بشأن رسم الخط الفاصل بين المصالح الحيوية وأشياء أخرى مطلوبة مثل الدفاع عن حقوق الإنسان جعلت الانتقادات تتزايد لسياسته الخارجية.
وأشار إلى أن "أوباما شدد على عدم استخدامه القوة ولكنه بدلاً من ذلك سيسعى للبحث عن حلول تحظى بدعم أطراف عدة وتعتمد طرقا غير عسكرية".
حدود الصراحة
ومن المفارقات -برأي أوين- أن أوباما يتشابه مع سلفه جورج بوش في الوضوح، "فالأول صريح جداً فيما يتعلق بضرورة وجود شراكة مع الحلفاء في أي تدخلات خارجية وبعدم استخدامه للقوة بينما الثاني كان صريحاً بشأن الحرب الوقائية وأحادية الجانب".
وأقر بتردد إدارة أوباما في قضايا عدة شهدها العالم ومنطقة الشرق الأوسط "مثل التهديدات الروسية والصينية لجيرانهما والتعاطي البطيء مع ثورات الربيع العربي وصولاً إلى التردد الحاصل بشأن الأزمة السورية". وخلص إلى القول "من الأفضل في السياسة ترك بعض الغموض في أذهان الأصدقاء والمنافسين وهو الأمر الذي تفتقده إدارة أوباما ما يجعلها عرضة للانتقادات".
أما أستاذة العلوم السياسة في جامعة جورج ميسون -جينفر فيكتور- فترى أن أوباما "يدرك الثمن الباهظ الذي دفعه الأميركيون في حربي العراق وأفغانستان وبذلك فإنه يسعى لوضع إستراتيجية تضمن عدم التسرع في حرب مستقبلية". معتبرة أن الانتقادات التي يتعرض لها طبيعية كون مواقفه تتعارض بشدة مع العقيدة العسكرية في الولايات المتحدة والتي تأخذ عادة النهج العدائي نحو التهديدات الأمنية.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قالت فيكتور إن أوباما يحاول إيجاد طريقة تكون متسقة مع نهج الحمائم في السياسة الخارجية بحيث تدعم حقوق الإنسان في المنطقة.
وتابعت "في حين كانت تتخذ سياسات سلفه بوش طابعاً عدائياً وتسعى للقضاء على التهديدات باستخدام القوة فإن إستراتيجية أوباما تعتقد بأن مثل هذا النهج باهظ الثمن وغالبا ما يأتي بنتائج عكسية تساهم في تنامي المواقف السلبية تجاه السياسات الأميركية".
وتوقعت استمرار سياسة أوباما الحالية وكذلك تواصل سماع انتقادات كبيرة لسياسته من قبل المعارضين التقليديين وجناح الصقور في واشنطن.
يشار إلى أن أوباما كان قد وعد بزيادة الدعم الأميركي للمعارضة السورية التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد ومساعدتها في مواجهة الخصوم المتشددين. لكنه نفى نية بلاده التدخل العسكري على الأرض، "لأن ذلك لن يكون الحل المجدي لكل الأزمات"، وقال "أحترم القانون الدولي وهذا ليس علامة ضعف كما يعتقد البعض".
ودافع أوباما بشدة عن دور أميركا العالمي، قائلاً إن "العالم يتطلع إلى أميركا للمساعدة. وهي الدولة التي لا يمكن الاستغناء عنها في القرون الماضية وحتى في القرون اللاحقة".
وفي الشأن المصري، قال إن واشنطن ستستمر في الضغط على الحكومة المصرية الجديدة من أجل الإصلاح، "لكننا لن نقطع العلاقات معها". وبخصوص الملف النووي الإيراني، شدد على أن هناك فرصة للتوصل إلى حل مع إيران بشكل سلمي لأول مرة منذ عقود.الجزيرة