بعد فتوى قتل الاطفال.. فتوى يهودية جديدة تبيح سرقة محاصيل الفلسطينيين وتسميم مياههم !

المدينة نيوز- نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية فتوى للحاخام "شلومو ريسكين"، مدير المعهد العسكرى الدينى، فى مستوطنة (كرنيه شمرون)، شمال الضفة الغربية لطلابه من الجنود بجواز نهب محاصيل الزيتون من الفلسطينيين وجواز تسميم آبار مياههم !.
وقالت الصحيفة إن هذه الفتوى تعتبر ضمن سلسلة من محاولات التيار الدينى الصهيونى للسيطرة على الجيش، وقالت أثناء عرضها لتقرير نشره قسم القوى البشرية فى الجيش "الإسرائيلى "للعام 2008 أن المتشددين الدينيين ازدادت قوة تغلغلهم فى الوحدات العسكرية بالجيش.
ويقول التقرير إن "هناك 60 %من الضباط فى الوحدات القتالية فى الجيش هم من أتباع التيار الدينى الصهيوني، وترتفع نسبة أتباع هذا التيار فى ألوية المشاة المختارة إلى 70 %، فى حين تصل نسبتهم فى الوحدات الخاصة إلى حوالى 75 %، وقد أكد نائب رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" السابق دان هارئيل، أن أتباع التيار الديني الصهيوني يقودون معظم الكتائب والسرايا فى ألوية المشاة المختارة، ويحتكر أتباع هذا التيار قيادة وحدات الصفوة بشكل مطلق، وهى (سييرت متكال) التى تعتبر أكثر الوحدات نخبوية فى جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، و(ايجوز) و(شمشون) و(دوخيفات)، فضلا عن سيطرتهم على الوحدة المختارة للشرطة والمعروفة بـ 'بـيسام'، ويتوقع قائد المنطقة الشمالية الأسبق فى جيش الاحتلال موشيه كبلينسكى أن يسيطر أتباع هذا التيار على هيئة أركان الجيش فى غضون عقدين من الزمن فى حال أن ظلت وتيرة اندفاعهم نحو المواقع القيادية على هذا النحو.
وأضاف التقرير "لا يكتفى أتباع التيار الدينى الصهيونى بالسعى للسيطرة على الجيش، بل إنهم فطنوا خلال العقدين الماضيين لأهمية السيطرة على جهاز الأمن العام (الشاباك) الذى يعتبر أكثر الأجهزة الاستخبارية تأثيرا على دائرة صنع القرار فى إسرائيل، ويشير يعقوب بيرى الرئيس الأسبق للمخابرات إلى أن معظم المسئولين العسكريين فى الضفة الغربية والأراضى العربية المحتلة فى الجهاز أصبحوا من أتباع التيار الدينى، مع العلم أن نائب رئيس الشاباك الحالى الذى تمنع الرقابة العسكرية نشر اسمه، هو من أتباع التيار الديني الصهيوني، وهو الأوفر حظا فى خلافة رئيس الجهاز الحالي يوفال ديسكين".
يشار إلى أنه حتى أوائل الثمانينات من القرن الماضى كانت نسبة المتدينين اليهود فى الهيئات القيادية فى الجيش أقل من نسبة تمثيلهم فى الجمهور "الإسرائيلى"، لكن منذ ذلك الوقت حدث انقلاب هام، إذ قلت نسبة خريجى الكيبوتسات الذين يلتحقون بالوحدات المقاتلة بسبب تحلل الكثير من هؤلاء من الإيمان بواجب التضحية من أجل الدولة.
ويشير التقرير إلى المرجعيات الروحية للتيار الديني الصهيوني لم تحاول إخفاء دوافعها من وراء حث عناصرها على التجنيد للوحدات المقاتلة والاندفاع نحو المواقع القيادية فى الجيش، حيث أكد أكثر من حاخام بارز فى هذا التيار على أن هذا التوجه يهدف إلى إحكام السيطرة على الجيش، على اعتبار أن هذا مدخل هام يضمن لهذا التيار التأثير على دائرة صنع القرار فى الدولة بشكل يفوق بكثير حجمه الديموغرافى مقارنة مع التيارات الأخرى، ولم يتورع الحاخام إبراهيم شابيرا زعيم هذا التيار عن إصدار فتوى تعتبر التجنيد فى الوحدات المقاتلة "قُربى للرب، وأن الخدمة العسكرية والروح القتالية مهمة جماعية يفرضها الرب بهدف قيادة المشروع الصهيوني".
ومن أجل ضمان محافظة اتباعها على القيم الدينية خلال خدمتهم العسكرية توصلت المرجعيات الدينية لهذا التيار إلى اتفاق مع قيادة الجيش يقضى بإنشاء معاهد دينية عسكرية خاصة يواصل الجنود والضباط المتدينون فيها تلقى علومهم الدينية خلال خدمتهم العسكرية، وقد أطلق على هذه المعاهد (يشيفوت ههسدير)، حتى الآن تمت إقامة 42 معهدا من هذا القبيل، أهمها وأكبرها معهد (مركاز هراب) فى القدس الغربية، وعلى الرغم من أن الجيش يقوم بتمويل إقامة هذه المعاهد ويدفع مرتبات مديريها من الحاخامات، إلا أن التيار الدينى الصهيوني يتحكم بشكل مطلق فى هذه المدارس.
ونظرا للأهمية القصوى التى ينظر بها قادة التيار الديني الصهيوني لهذه المدارس، فقد أوكلت مهمة إدارتها إلى عدد من كبار الحاخامات ومرجعيات الإفتاء المعروفين بتطرفهم.
ومن اللافت أن المناهج التى يتم تدريسها فى هذه المعاهد عنصرية وتعد الجنود ليكونوا أكثر جسارة على قتل العرب، فعلى سبيل المثال تعتبر الفتاوى التى تصدرها المرجعيات الدينية الهامة لهذا التيار وتأويلاتها المختلفة أهم المواد الدراسية فى هذه المعاهد، فقد قال الحاخام شموئيل روزين رئيس المعهد الدينى العسكرى فى (معاليه ادوميم) إنّه يدرس طلابه (جنودا وضباطا) الفتوى التى أصدرها قبل عامين الحاخام مردخاى الياهو الذى ورث زعامة التيار الديني الصهيوني التى تعتبر أنه يتوجب تطبيق حكم (عمليق) على الفلسطينيين، وحسب هذه الفتوى فإن الرب قد أمر يهوشوع بن نون "بقتل العمالقة الذين كانوا يتواجدون فى أرض فلسطين الرجال والنساء والأطفال وحتى بهائمهم".
واعتبر الياهو فى فتواه، التى لاقت صدى واسعا، أن ما جاز تنفيذه فى العمالقة "يجب تنفيذه فى الفلسطينيين"، حيث اعتبر "أن الفلسطينيين هم عمالقة هذا العصر"، وفى أحيان كثيرة يقوم مديرو هذه المعاهد بإصدار الفتاوى العنصرية الحاثة على المس بالفلسطينيين وممتلكاتهم.
وأفتى الحاخام اليعازر ملميد مدير المعهد الدينى العسكرى فى مستوطنة (تفوح)، جنوب مدينة نابلس، لطلابه بسرقة محاصيل الفلسطينيين الزراعية على اعتبار أنهم "جزء من الأخيار". علاوة على ذلك، يعانى الجيش الإسرائيلى من مشكلة عويصة، إذ إن الجنود من أتباع التيار الصهيونى يعملون وفق الفتاوى الصادرة عن الحاخامات، ويرفضون فى الكثير من الأحيان الانصياع لأوامر ضباطهم.
وكانت قد صدرت عدة فتاوى من مرجعيات دينية يهودية تبارك ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي من أعمال قتل في غزة، وتبيح وتبرر له قتل النساء والأطفال كـ"عقاب جماعي للأعداء"، ورأى أحد الحاخامات أنه لا مشكلة في القضاء على الفلسطينيين في القطاع حتى لو قتل منهم مليون أو أكثر، وذلك وفقا لما ذكر تقرير إخباري السبت 17-1-2009.
وبعث الحاخام "مردخاي إلياهو" -الذي يعتبر المرجعية الدينية الأولى للتيار الديني القومي في إسرائيل- برسالة إلى رئيس الوزراء إيهود أولمرت وكل قادة إسرائيل ضمن نشرة "عالم صغير"، وهي عبارة عن كتيب أسبوعي يتم توزيعه في المعابد اليهودية كل يوم جمعة، ذكر فيها قصة المجزرة التي تعرض لها شكيم ابن حمور والتي وردت في سفر التكوين كدليل على النصوص التوراتية التي تبيح لليهود فكرة العقاب الجماعي لأعدائهم وفقا لأخلاقيات الحرب.
وبحسب صحيفة "الوطن" السعودية، قال إلياهوالذي شغل في الماضي منصب الحاخام الشرقي الأكبر لإسرائيل "إن هذا المعيار نفسه يمكن تطبيقه على ما حدث في غزة؛ حيث يتحمل جميع سكانها المسؤولية لأنهم لم يفعلوا شيئًا من شأنه وقف إطلاق صواريخ القسام"، ودعا مردخاي رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مواصلة شن الحملة العسكرية على غزة، معتبرا أن "المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي".
وقال إلياهو إنه في الوقت الذي يمكن فيه إلحاق العقاب الجماعي بسكان غزة عقابًا على أخطاء الأفراد فإنه محرم تعريض حياة اليهود في سديروت أو حياة جنود الجيش الإسرائيلي للخطر، خوفا من إصابة أو قتل غير المقاتلين الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة".
ونشرت صحيفة "هآرتس" فتوى لعدد من حاخامات اليهود في إسرائيل أفتوا فيها بأنه "يتوجب على اليهود تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم عملاق على الفلسطينيين"، ونقلت الصحيفة عن الحاخام "يسرائيل روزين" -رئيس معهد تسوميت وأحد أهم مرجعيات الإفتاء اليهود- فتواه التي سبق أن أصدرها في السادس والعشرين من مارس/آذار من العام الماضي بأنه "يتوجب تطبيق حكم عملاق على كل من يحمل كراهية إسرائيل في نفسه".
وأضاف روزين بأن "حكم التوراة ينص على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز، وحتى سحق البهائم"، مشيرًا إلى أن "قوم عملاق كانوا يعيشون في أرض فلسطين وكانت تحركاتهم تصل حتى حدود مصر الشمالية، لكن العماليق شنوا هجمات على مؤخرة قوافل بني إسرائيل بقيادة النبي موسى عليه السلام عندما خرجوا من مصر واتجهوا نحو فلسطين