مسابقة العنصرية بين أوروبا وإسرائيل

تم نشره الإثنين 02nd حزيران / يونيو 2014 06:37 مساءً
مسابقة العنصرية بين أوروبا وإسرائيل
علم اسرائيل

المدينة نيوز - نبرة فزع مكبوح رشحت الى التقارير في اسرائيل عن انتصار اليمين المتطرف في الانتخابات للاتحاد الاوروبي. فزع لان حركات اليمين المتطرف، وغير المتطرف الى هذا الحد، تتماثل مع الاراء اللاسامية. مكبوح، لان تلك الحركات بالضبط تقود حملة الكراهية ضد المسلمين.

المعضلة الاسرائيلية واضحة. هل تشجب صعود اليمين المتطرف وتعلن عن اوروبا كقارة مصابة باللاسامية أم تواصل الاستضافة في البلاد لممثلي الاحزاب العنصرية لان بعضهم تحدثوا بصوت عال ضد المقاطعة على اسرائيل، بل واقاموا علاقات صداقة شجاعة مع زعماء المستوطنين. المخرج الاسرائيلي من هذه المعضلة ليس معقدا: فهي تشجب اللاسامية، ولكنها تتبنى العنصرية. تنظر بقلق حقيقي الى حالقي الرأس، ذوي وشم الصلبان المعكوفة على جلدتهم، ولكنها تتبنى آراءهم وسلوكهم تجاه الاجانب. وهكذا تتمكن اسرائيل من التمتع بالعالمين.

وبشكل عام، اللاسامية الاوروبية هي لاسامية «مجدية». إذ انه كلما ازدهرت سيفر المزيد فالمزيد من اليهود الى بلاد الملجأ – الدولة اليهودية. وسيكون استيعاب يهود اوروبا أسهل من أي وقت مضى: فهم سيواصلون التمتع بذات اجواء العنصرية السائدة في قسم من اوروبا؛ ويمكنهم أن يعبروا علنا وبحرية عن مواقف مناهضة للعرب ومناهضة للاسلام دون أن يعتبروا عنصريين، فيطيعوا قوانين العنصرية اليهودية بل ويتبنوا برامج الاحزاب العنصرية من اوروبا والتي تطالب بوقف هجرة العرب والمسلمين والعمال الاجانب بشكل عام. هنا سيجدون ان اسرائيل يمكنها بسهولة ان تكون عضوا في البرلمان الاوروبي الذي وجهه الجديد وان كان لا يزال بعيدا عن مستوى العنصرية في اسرائيل الا أنه من صهيون ستخرج التوراة.

قبل عشر سنوات نشر استطلاع لباحثين من جامعة حيفا، فحص مواقف ابناء الشبيبة اليهود والعرب، تلاميذ الصف العاشر، الواحد تجاه الاخر. وكانت النتائج مخيفة. 52 في المئة من اليهود قالوا انهم غير مستعدين للقاء مع العرب، 74 في المئة لم يكونوا مستعدين لاستضافة عرب في بيوتهم و 65 في المئة لم يكونوا مستعدين للسكن في احيائهم. صحيح أن التلاميذ العرب ايضا اجابوا بنفور بارز، ولكن الفوارق بين الجماعتين بلغت نحو 20 في المئة. في استطلاع لاحق، اجراه صندوق ابراهيم، قال 50 في المئة من الاسرائيليين اليهود انهم عندما يسمعون حديثا بالعربية فان هذا يثير لديهم الكراهية.

تلاميذ الثانوي، الذين شاركوا في هذا الاستطلاع هم اليوم ابناء 20 – 24، مواطنون راشدون ذوو حقوق انتخابية، لبعضهم بالتأكيد بات يوجد اطفال. فهل تغيرت اراؤهم؟ هل هم واولادهم سينجحون أو سيرغبون في التخلي عن هذه الاراء المتجذرة؟ مشكوك. فاولئك التلاميذ من الصف العاشر اكتسبوا هم ايضا كراهيتهم حيثما كانت، وحولوها الى جزء من هويتهم. يمكن التقدير بانه لو كانت العصبة ضد التشهير اجرت استطلاعا عن العنصرية في اسرائيل، لكانت نتائج الاستطلاع الذي اجرته عن اللاسامية العالمية يشحب امام معطيات العنصرية الاسرائيلية. في اسرائيل، مقابل اوروبا، لا توجد حتى حاجة للتساؤل اذا كانت العنصرية هي سياسية، اقتصادية، دينية أو ايديولوجية. فهي كل شيء.

ان التلاعب باللسان والتحذيرات بشأن توجه اوروبا الى الطرف اليميني كان يمكنها ان تستقبل بجدية اكبر لو أن اسرائيل اظهرت تصميما عمليا على ان تقتلع المفاهيم العنصرية التي تجذرت فيها. لو أن قوانين التمييز على خلفية عنصرية لم تطرح ابدا على طاولة الكنيست، لو كان لغة الاقلية ما كانت لتخضع لتهديد الابعاد عن المكانة الرسمية، لو أن اصحاب المنازل الذين يرفضون تأجير شققهم للعرب كانوا سيعاقبون حسب القانون، ولو أن ثاقبي اطارات السيارات وكاتبي شعارات «الموت للعرب» يعتبرون ارهابيين بالضبط مثل راشقي الحجارة. حاليا، يبدو أن مكاننا مضمون. اوروبا الخطيرة، حتى بعد الانتخابات الاخيرة لا يزال يتعين عليها أن تبذل جهدا كبيرا كي تصل الى مستوى اسرائيل في المسابقة العنصرية.هآرتس

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات